إسرائيل تفاقم مشكلة الجفاف في القنيطرة

  • 2025/06/22
  • 3:19 م
الاحتلال الإسرائيلي يجرف أحراش محمية جباتا الخشب في القنيطرة 15 حزيران 2025 (عنب بلدي)

الاحتلال الإسرائيلي يجرف أحراش محمية جباتا الخشب في القنيطرة 15 حزيران 2025 (عنب بلدي)

enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – بيسان خلف

“العوض على الله”، يقول المزارع عصام عثمان، من بلدة جباتا الخشب في القنيطرة، معبرًا عن خسارته نصف محصوله الزراعي من الأشجار المثمرة، والخضار، نتيجة عدم توفر مياه الري التي تصلهم من السدود التابعة لسد “المنطرة”، الذي سيطرت إسرائيل على جزء منه.

ويضيف، “نحن أبناء القنيطرة لا نملك عملًا سوى الزراعة، ولقمة عيشنا على مدار السنة مرهونة بالزراعة”.

يشتكي عدد من المزارعين في قرى وبلدات القنيطرة من أزمة نقص مياه الري في المحافظة.

ولا يستطيع عصام شراء المياه من الصهاريج بشكل أسبوعي نظرًا إلى ارتفاع أسعارها.

ويبلغ سعر صهريج المياه في القنيطرة 80,000 ليرة للخمسة براميل، لري المحاصيل وسقاية المواشي.

أما فواز الصالح من بلدة كودنة، فيضطر لشراء المياه من الصهاريج بتكلفة 400,000 ليرة أسبوعيًا حتى لا يخسر محصوله السنوي من الأشجار المثمرة والفواكه الموسمية.

خسارة الموسم شكلت أزمة اقتصادية لعائلات المزارعين هناك، إذ يعيش معظم الأهالي على زراعة الخضار وتربية المواشي.

الاحتلال يسيطر على السدود

أرجع معظم مزارعي القنيطرة، الذين قابلتهم عنب بلدي، أزمة نقص المياه إلى سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على سد “المنطرة” الرئيس، الذي يعد ثاني أكبر سد في سوريا، ويغذي سدود محافظات الجنوب السوري.

ووفقًا للأهالي في القنيطرة، فإن قوات الاحتلال منذ أن سيطرت على سد “المنطرة”، في 2 من كانون الثاني الماضي، تمنعهم من الوصول إليه أو استخدامه، إذ تم بناء ساتر ترابي بطول ما يقارب ثلاثة إلى أربعة أمتار في محيط السد.

وقال ناشط في القنيطرة تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، سيطرت على سد “رويحينة” مما سيزيد من أزمة نقص مياه الري في القنيطرة.

 سد رويحينة هو سد مائي قديم يقع في محافظة القنيطرة في سوريا، على وادي الرقاد.

مدير ري القنيطرة يوضح

مدير الري في القنيطرة، بسام الشمالي، أوضح لعنب بلدي، أن إسرائيل أبقت سد “المنطرة” مفتوحًا أمام الفنيين والعاملين في قطاع المياه، ومنعت فقط الأهالي من الدخول إلى محيط السد، فالنقطة العسكرية التي وضعتها إسرائيل هناك تقع على مسافة 200 متر غربي السد، لكنها تثبت آليات ثقيلة وسيارات في محيطه، وفي بعض الأحيان يتم التوغل إلى ما بعد السد ثم التراجع.

وأرجع الشمالي سبب أزمة الري في القنيطرة إلى مشكلة الجفاف الاستثنائية التي تعاني منها سوريا، إذ كان السد يحتوي على 18 مليون متر مكعب من المياه العام الماضي، لم يبقَ منها الآن سوى 4 ملايين متر مكعب، لأن السد يغذي كامل المنطقة الجنوبية.

وأكد الشمالي أن لدى مديرية مياه القنيطرة خطة إسعافية لتغذية المناطق القريبة مرة كل أسبوع، أما المناطق البعيدة فيتم تغذيتها مرتين خلال الشهر.

وتولي مديرية الري الاهتمام بالأشجار المثمرة والخضار وسقاية المواشي، أما الأشجار الموسمية، فيعتبر الشمالي أنها مسؤولية المزارعين، وفقًا للشمالي.

وقال الشمالي، “لا نستطيع فتح المياه كما يريد المزارع، لأنها ربما تنفد خلال شهر”، ما يزيد من المعاناة، أما خطة التغذية الإسعافية التي اعتمدتها المديرية فتكفي المزارعين لمدة أسبوع على الأقل.

وحول توغل إسرائيل في محيط السد، أوضح الشمالي أنه “في حال منعتنا إسرائيل من الدخول إلى سد المنطرة وفتحه، فإننا أمام كارثة مائية من العيار الثقيل”، إذ يعتبر العصب والخزان الرئيس المغذي لكامل سدود درعا والقنيطرة.

وتعرضت بلدة كودنة وبعض البلدات المجاورة في ريف القنيطرة الجنوبي لنقص في مياه الشرب، بعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على تلّي أحمر غربي وأحمر شرقي، حيث توجد قربهما منابع لمياه الشرب.

وفي وقت سابق، قال العامل في شبكة مياه كودنة محمد الفواز، لعنب بلدي، إن القوات الإسرائيلية بعد سيطرتها على تلّي أحمر غربي وأحمر شرقي دمرت بئر مياه الشرب ومنعت الموظفين من الاقتراب إلى المضخات خلال كانون الثاني وشباط الماضيين.

بعد المنع، سمحت القوات الإسرائيلية للموظفين بالدخول إلى مضخات الشرب من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساء، الأمر الذي عاق تشغيلها ليلًا ما أدى إلى حرمان السكان من ساعات طويلة من التشغيل.

 

مقالات متعلقة

  1. ساتر إسرائيلي يمنع جريان "الشحار" إلى القنيطرة
  2. القنيطرة.. إسرائيل تستقدم آليات وتجرف أراض جديدة
  3. محاولات لسد ثغرة تلوث مياه الشرب في محافظة القنيطرة
  4. إسرائيل تعطّل وصول المياه إلى بلدات في القنيطرة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية