خلاف “بالمليارات” يعطّل تأهيل منشآت نادي الشعلة بدرعا

  • 2025/06/22
  • 4:25 م
فرش ملعب البانوراما في درعا بالعشب الصناعي - تشرين الثاني 2024
enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – وسيم العدوي

حالت الخلافات بين وزارة الرياضة والشباب في سوريا والشركة العامة للبناء والتعمير المنفذة لعقود إعادة ترميم وتأهيل الملعب “البلدي القديم” بمنطقة الكاشف في درعا وملعب “البانوراما”، دون تسليم هذه العقود، وتسببت بتعطيل نادي الشعلة عن أنشطته، بعدما كان النظام السابق يروج قبل سقوطه أن أعمال إعادة التأهيل اقتربت من نهايتها.

أعمال قيد التسليم وأخرى رهن الخلاف

كشف المهندس المشرف على الأعمال من الشركة المنفذة عاصم العاسمي، لعنب بلدي، أن لجنة من الشركة اجتمعت مع لجنة مشكّلة من قبل وزير الرياضة والشباب في سوريا، في 15 من حزيران الحالي، لبحث واقع تنفيذ عقود تأهيل الملعب “البلدي القديم” وملعب “البانوراما” في درعا.

وانحصرت مهمة لجنة وزارة الرياضة والشباب السورية بمعالجة جميع المشكلات التي تواجه العقود الثلاثة المبرمة بين الاتحاد الرياضي العام السابق والشركة، ودراسة الكشوف التقديرية التي تم التعاقد عليها، وإعادة التوازن السعري والاتفاق على أسعار جديدة.

وبيّن العاسمي أنه تم الاتفاق على تسليم العقد الأول من قبل الشركة في الملعب “البلدي القديم” بمنطقة الكاشف، والمتضمن ترميم المشالح والمدرجات الصغيرة بشكل كامل والسور الغربي مع طينة ودهان وغرفة الحراسة الخارجية، بقيمة مليار وأربعمئة مليون ليرة سورية، والعقد الثاني المتضمن هدم وإعادة بناء السور الشرقي مع طينة ودهان، بتكلفة 275 مليون ليرة سورية.

وكشف العاسمي أنه نشب خلاف بين الشركة واللجنة المذكورة بالنسبة لتسليم العقد الثالث لفرش ملعب “البانوراما” في درعا بالعشب الصناعي مع تركيب فواصل من الحبيبات الصناعية، والذي تبلغ قيمته 15 مليار ليرة سورية، إذ اعتبرت اللجنة أن هذا الرقم “كبير وفيه غبن ومبالغ به”.

وبرر العاسمي أن قيمة العقد (سبب الخلاف) ناجمة عن التكاليف العالية لمواد “الرولات”، والعشب الصناعي، والتجهيزات، والحبيبات الصناعية، التي تم توريدها قبل سقوط النظام، إذ ارتفع سعر الصرف ليتجاوز عتبة الـ00016 ليرة مقابل الدولار الواحد، إضافة إلى أن الشركة متعاقدة مع متعهدين مختصين لإنجاز عملية فرش الملعب.

“الرياضة” تطالب بتخفيض 11 مليار ليرة

بناء على توجيهات وزير الرياضة والشباب، محمد سامح الحامض، طلبت اللجنة تخفيض قيمة العقد الثالث لفرش ملعب “البانوراما” في درعا من 15 إلى 4 مليارات ليرة سورية، وهو ما رأت الشركة أنه أمر “مجحف”، حسب المهندس المشرف على الأعمال من الشركة المنفذة، عاصم العاسمي.

وأضاف أنه تقدم بمقترح إلى اللجنة في ختام الاجتماع بتخفيض قيمة العقد بنسبة 15 أو 20%، نظرًا إلى وجود بند بالعقد حول نسبة “هوالك” من الحديد والأسمنت بـ20%، إلا أن اللجنة لم تبت بمقترح العاسمي، بل أعدت محضرًا بمجريات الاجتماع لرفعه وعرضه على وزير الرياضة والشباب.

ويرى العاسمي أنه في حال احتدام الخلاف بين الجانبين، سيتم اللجوء إلى تشكيل لجنة مشتركة لحله، برئاسة وزير الرياضة والشباب، ووزير الأشغال العامة والإسكان، مصطفى عبد الرزاق، وفي حال لم يتم التوصل إلى حل فإن اللجوء للقضاء الإداري سيكون الخيار الأخير لكلا الطرفين.

وتم إنجاز فرش 0008 متر مربع من الملعب، وبقي 1130 مترًا مربعًا دون فرش، أما بالنسبة للصالة الرياضية المغلقة في الملعب البلدي، فأفادت الشركة أن هناك عقدًا رابعًا مبرمًا مع الاتحاد الرياضي العام السابق بشأنها بقيمة ستة مليارات ليرة سورية، ولكن لم يأتِ الأمر بالمباشرة من الوزارة نظرًا إلى عدم وجود اعتماد.

أهالي درعا: متى يعود الشعلة

حسام الخليلي، رياضي من درعا البلد، قال لعنب بلدي، إنه عقب سقوط النظام قام الأهالي بتنظيم حملة من تلقاء نفسهم، لتنظيف وتجهيز الملعب “البلدي القديم”، بهدف إقامة احتفالية مهد الثورة في 14 من كانون الثاني الماضي، وكان الغياب الحكومي واضحًا، رغم توفر الآليات سواء الإنشائية أو الخدمية.

وأشار الخليلي إلى أن أهالي درعا كانوا يرون ترميم المدينة الرياضية بشقيها الملعب “البلدي القديم” وملعب “البانوراما” أشبه بـ”الحلم صعب التحقيق”، بسبب فساد مؤسسات النظام السابق، ويأملون حاليًا أن تبصر المنشآت الرياضية في درعا النور، ليعود فريق كرة اليد في نادي الشعلة إلى تصدر بطولة الجمهورية، كما كان سابقًا.

وبيّن المهندس مهند العمر، من أهالي حي الكاشف في درعا، أنه كان من المفترض في البداية، منح عقود ترميم وتأهيل المدينة الرياضية لشركة خاصة لإنجاز الأعمال بسرعة، خاصة أن الشركات العامة الحكومية تعتمد وتلجأ إلى المتعهدين الخاصين، لأنها تملك الإمكانات الإنشائية.

ويعود فشل فريق كرة اليد بـ”نادي الشعلة” في انتزاع البطولة على المستوى المحلي منذ سنوات طويلة إلى تسلط نظام الأسد على المؤسسات الرياضية في درعا، عن طريق الرئيس الفخري السابق لنادي الشعلة، مازن الحميدي، بحسب العمر، وأشار إلى أن النادي قبل استفحال السيطرة الأمنية، عليه، حقق بطولات مهمة على مستوى الجمهورية وعربيًا في كرة اليد والطائرة.

وكان نظام الأسد حول ملعب “البانوراما” إلى ثكنة عسكرية ومعتقل، الأمر الذي أسهم إلى جانب عوامل أخرى في إلحاق الدمار بالملعب وجعله ساحة مواجهة مفتوحة بين عناصر النظام السابق وفصائل المعارضة بالمنطقة الجنوبية إبان معركة “عاصفة الجنوب”، في حزيران 2015.

مقالات متعلقة

  1. الرقة تستعيد ملاعب كانت مقابر ومعتقلات جماعية
  2. استاد "حلب الدولي" ينتظر الإنعاش
  3. الرياضة في حوران.. نشاطٌ واسع بإدارة المخضرمين
  4. استئناف دوري كرة القدم بإدلب.. تسعة ضوابط وتهيئة للمنشآت

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية