في 21 من حزيران الحالي، انطلقت امتحانات شهادة التعليم الأساسي (التاسع) في مدينتي رأس العين وتل أبيض، بإشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية، في خطوة تعد الأولى من نوعها بعد سقوط النظام السابق.
وتوزع الطلاب على عدد من المراكز الامتحانية المجهزة بالتنسيق مع مديريات التربية والتعليم في كل من رأس العين وتل أبيض، وسط إجراءات تنظيمية لضمان سير الامتحانات.
وبلغ عدد المراكز في تل أبيض 17 مركزًا، تقدم فيها 2515 طالبًا، بينما خُصصت في رأس العين 6 مراكز امتحانية بلغ عدد المتقدمين فيها 1409 طلاب، وفق إحصائية حصلت عليها عنب بلدي.
شهادات معترف بها
وفق رصد عنب بلدي، سجلت المراكز الامتحانية إقبالًا بعد اعتراف الحكومة السورية بالشهادات الصادرة عن الهيئات التعليمية في المدينتين، إذ كان الطلاب يتوجهون إلى محافظات أخرى للوصول إلى مراكز امتحانية تتبع للحكومة أو الانقطاع عن التعليم.
وصل عدنان العمار من محافظة الرقة إلى مدينة تل أبيض قبل أكثر من شهرين ونصف، عبر طرق “التهريب”، وذكر أن الطلاب كانوا يضطرون في السنوات السابقة للانتقال إلى مناطق أخرى، كمدينة حلب، لتقديم الامتحانات، لكن الأمر كان أسهل هذا العام لوجود أقاربه في تل أبيض.
وقال لعنب بلدي إنه تقدم للامتحان وفق المنهاج المعتمد من المجلس المحلي والمعترف به من دمشق، كونه يعتمد نظام الأتمتة ويخلو من التعقيدات.
ولم يعد معتصم العزيز من مدينة رأس العين مضطرًا لعبور طرق التهريب أو دفع إتاوات تصل إلى 150 دولارًا أمريكيًا للانتقال إلى مناطق سيطرة “قسد”، وتعريض حياته لخطر الاعتقال.
وقال إن وضعه يشبه وضع كثير من الطلاب الذين لا يستطيعون مغادرة رأس العين لتقديم الامتحانات أو متابعة تعليمهم بسبب الظروف الأمنية أو ضعف الإمكانيات.
وذكر أنه يأمل من الحكومة السورية أن تهتم بقطاع التعليم في رأس العين، عبر توفير مناهج أفضل بها وفرص تعليم أعلى، بما يتيح للطلاب استكمال دراستهم دون مغادرة المنطقة أو المجازفة بحياتهم.
وقدم غالبية الطلاب في رأس العين وتل أبيض امتحاناتهم وفق مناهج المجالس المحلية، كونها أبسط وتعتمد نظام الأتمتة، وهي مناهج معترف بها من حكومة دمشق.
إقبال غير مسبوق
بعد خروج تل أبيض ورأس العين من سيطرة النظام السوري السابق، توقفت امتحانات شهادة الإعدادية والثانوية في المدينتين بتنظيم “حكومي رسمي” لأكثر من 12 عشر عامًا، ثم أعيد تنظيمها تحت إشراف وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية الحالية.
مدير التربية والتعليم في المجلس المحلي برأس العين، عمار حميد، قال لعنب بلدي إن عدد المتقدمين لامتحانات هذا العام بلغ 1409 طلاب، وهو ارتفاع كبير مقارنة بعام 2024.
وأضاف أن عدد المتقدمين في عام 2024 لم يتجاوز 100 طالب، وذلك بسبب غياب أي اعتراف رسمي بالشهادات، باستثناء الاعتراف من الجانب التركي.
وذكر حميد أن ارتفاع العدد هذا العام يعود إلى اعتراف الحكومة السورية بشهادات المجالس المحلية، ما شجّع الطلاب على التقدم للامتحانات.
وأشار إلى أن 1400 طالب تقدموا لامتحانات المجالس، بينما تقدم تسعة طلاب فقط على منهاج الحكومة السورية، بسبب عدم اعتماد مناهج النظام السوري السابق في مدارس المنطقة.
تشرف وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية على الامتحانات في المدينتين – 21 حزيران 2025 (عنب بلدي)
من جانبه، مدير مكتب الإعلام في المجلس المحلي بتل أبيض، متعب حسين، قال لعنب بلدي إن عدد المتقدمين لامتحانات هذا العام بلغ 2515 طالبًا، موزعين على 17 مركزًا امتحانيًا، منها 10 مراكز في مدينة تل أبيض و7 في بلدة سلوك.
وأوضح أن الإقبال يعود إلى الاعتراف الرسمي من الحكومة السورية بامتحانات الشهادة الإعدادية، إضافة إلى قدوم عدد “كبير” من طلاب محافظة الرقة لتقديم امتحاناتهم في تل أبيض.
وأشار إلى أن المجلس المحلي عمل على تأمين جميع مستلزمات العملية الامتحانية، من تجهيز القاعات وتوزيع المراقبين، إلى توفير الدعم اللوجستي والإداري لضمان سير الامتحانات بشكل منظم.
وفي ظل الحصار الذي تفرضه “قسد” على مدينتي تل أبيض ورأس العين، يواجه الطلاب صعوبات في استكمال تعليمهم العالي، إذ يقتصر الأمر على عدد محدود من المعاهد التابعة لجامعة “حلب الحرة”، ويصعب وصولهم إلى الجامعات في المحافظات السورية.
اقرأ أيضًا: طلبات التسجيل بامتحانات الشهادتين ترتفع في رأس العين وتل أبيض