حمل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر يازجي، الحكومة السورية مسؤولية التفجير الانتحاري الذي حدث في كنيسة “مار الياس“، لافتًا إلى أن من مهام الحكومة معرفة المسؤول عن هذه العملية ومن يقف وراءها.
وتوجه يازجي خلال كلمة ألقاها في تشييع ضحايا تفجير الكنيسة وحضرته عنب بلدي، اليوم الثلاثاء 24 من حزيران، للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، أن عزاء الأخير للطائفة المسيحية عبر مكالمة هاتفية أجراها مع الوكيل المطران رومانوس الحناة، لا تكفي لأن الجريمة التي حدثت هي أكبر من ذلك، على حد قوله.
وأوضح البطريريك أن ما حدث ليس حادثة أو تصرفًا فرديًا وليس اعتداء على عائلة، بل هو اعتداء على كل السوريين، معتبرًا أن ما حدث في كنيسة مار الياس مجزرة غير مقبولة وتعتبر استهدافًا لمكون أساسي في سوري.
وقال يازجي إن “هذه الجريمة النكراء هي الأولى في سوريا منذ عام 1860، ولا نقبل أن تحصل في أيام الثورة السورية وفي عهد السلطة الحالية”.
وأكد البطريرك أن السوريين يعيشون كعائلة واحدة في سوريا، وأن المكون المسيحي باقٍ وموجود رغم ما حدث سابقًا من خطف راهبات معلولا ومطرانيي يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في حلب عام 2013.
خلية لتنظيم “الدولة”
وبعد تشييع الضحايا، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على منفذي التفجير، وقالت إنهم جزء من خلية تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك بناء على نتائج التحقيقات الأولية.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قال في مؤتمر صحفي حضرته عنب بلدي اليوم، الثلاثاء 24 من حزيران، إن متزعم الخلية التي قامت بتفجير الكنيسة شخص سوري الجنسية، يدعى محمد عبد الإله الجميلي، ويكنى “أبو عماد الجميلي”، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يعرف بلقب “والي الصحراء” لدى التنظيم، وقد تعرض اعترافاته المصورة لاحقًا حال الانتهاء من التحقيق معه.
وأضاف البابا أن وزارة الداخلية قامت بعملية أمنية محكمة أمس الاثنين بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، داهمت خلالها أوكارًا للتنظيم يوجد فيها مستودع سلاح ومتفجرات.
وحيّدت وزارة الداخلية أحد المتورطين في التفجير، وألقت القبض على انتحاري آخر كان في طريقه لتنفيذ عملية في مقام “السيدة زينب” قرب العاصمة دمشق، وصادرت دراجة نارية معدة للتفجير في أحد التجمعات المدنية ضمن العاصمة.
وحول المعلومات التي وصلت إليها التحقيقات عن هوية الانتحاريين منفذي تفجير الكنيسة، أوضح المتحدث الرسمي للوزارة، أن الانتحاري الأول الذي نفذ تفجير الكنيسة، والثاني الذي ألقي القبض عليه وهو في طريقه لتنفيذ تفجير انتحاري في مقام “السيدة زينب” في ريف دمشق، قدما إلى دمشق من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا، عبر البادية السورية، وتسللا بعد تحرير العاصمة، بمساعدة “أبو عماد الجميلي”، مستغلين حالة الفراغ الأمني بداية التحرير، وهما غير سوريين.