خسر سد الفرات في شمال شرق سوريا، نحو 5.5 مليار متر مكعب من المخزون الاستراتيجي لبحيرته الاصطناعية، وسط مخاوف من خروجه عن الخدمة، إذ شهد انخفاضًا يقدر بنحو 7 أمتار.
وقال المسؤول الإداري لسد الفرات لسد الفرات في الإدارة الذاتية، عماد عبيد، إن السعة التخزينية لبحيرة السد تقدر بنحو 14 مليار متر مكعب، وقد أدى النقص اليومي المتزايد إلى فقدان أكثر من 5.5 مليار متر مكعب من المخزون.
وأضاف عبيد، لوكالة “نورث برس” اليوم الخميس 3 من تموز، أن المنسوب الأعظمي لبحيرة الفرات هو 304 أمتار فوق سطح البحر، في حين انخفض المنسوب الحالي إلى 297 متراً فقط، ما يشكل خطرًا على استمرارية عمل السد.
الانخفاض في سد الفرات أثر على المساحات المزروعة في المنطقة، مما دفع العديد من السكان إلى التفكير بالهجرة وترك العمل في الزراعة، نتيجة معاناتهم من شح المياه وازدياد الأعباء المادية، إذ تعتمد منطقة الفرات على زراعة القمح، والشعير، والشوندر السكري، والذرة الصفراء، والقطن، إلا أن هذه الزراعات تشهد تراجعًا مستمرًا بسبب الأزمة المائية، بحسب عبيد.
وأشار إلى أن الاتفاقية الدولية الموقعة بين تركيا وسوريا والعراق عام 1987، التي تنص على التزام الجانب التركي بتمرير ما لا يقل عن 500 متر مكعب من المياه في الثانية إلى الأراضي السورية، لكن الكمية الممرّرة لم تتجاوز خلال السنوات الأخيرة 250 مترًا مكعبًا في الثانية.
دعا عبيد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، منها التزام الجانب التركي بالاتفاقيات الدولية، والعمل على إيجاد بدائل للطاقة مثل المحطات الحرارية والغازية والطاقة الشمسية، إضافة إلى إنشاء محطات لمعالجة المياه المالحة، وتشجيع السكان على ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والحد من الهدر.
وفي وقت سابق، حذرت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا من تفاقم أزمة المياه في نهر الفرات بعد انخفاض مستوى مياه بحيرة سد الفرات إلى نحو ستة أمتار.
وقالت “الإدارة” عبر حساباتها الرسمية، في 30 من نيسان الماضي، إن قلة المياه الواردة من الجانب التركي، المقدرة حاليًا بـ250 مترًا مكعبًا بالثانية، إلى جانب الأضرار التي لحقت بسد “تشرين” نتيجة الهجمات التركية، وعدم إعادة ربط السد بالشبكة العامة بعد عودته للخدمة بسبب الأعطال في شبكات التوتر العالي، هي عوامل أدت إلى تفاقم الوضع المائي والكهربائي في المنطقة.
وأضافت أن موجة جفاف استثنائية تعاني منها المنطقة في هذا العام زادت الطلب على مياه الري والشرب، ورفعت نسبة التبخر من البحيرات لتصل إلى ما يقارب 250 مترًا مكعبًا في الثانية، ما ضاعف الضغط على سد الفرات، وأدى إلى استنزاف المخزون الاستراتيجي لمياه بحيرة السد إلى مستويات منخفضة للغاية.