تداولت منصّات وصفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين أخبار عن موجة التهاب أمعاء تضرب سكان دمشق، أو ما يُعرف بعدوى “الروتا”، وأن أعدادًا كبيرة من المواطنين يراجعون مستشفيات العاصمة، وتحديدًا مستشفى دمشق (المجتهد) الذي سجّل أرقامًا “لافتة” مؤخرًا.
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال اختصاصي الداخلية- الهضمية في مستشفى دمشق، الطبيب سومر الزيدان، إن الأرقام التي تراجع المستشفى هي ضمن المعدّل الطبيعي والمتوقّع تسجيله لمثل هذه الفترة من السنة، إذ تزداد خلال فصل الصيف حالات الإسهالات والإقياءات والتهابات المعدة والأمعاء.
وأوضح الزيدان أن عدد حالات فيروس “الروتا” التي تراجع مستشفى دمشق تتراوح بين 10 و15 حالة يوميًا بأعراض ألم بطني، إقياءات، وإسهالات، دون أي اضطرابات أُخرى، إذ يتم التعامل معها بشكل إسعافي ومن ثم تخريج المريض إلى منزله.
وذكر طبيب الهضمية أن فيروس “الروتا” يُصيب الأفراد في مختلف المراحل العمرية، إلّا أنه يتركّز بشكل أساسي لدى الأطفال وكبار السن، مبينًا أن أعراضه تستمر لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، وعلاجه محافظ فقط من خلال تعويض السوائل والشوارد في الجسم.
ونصحَ الاختصاصي بالاهتمام بمصادر المأكولات ومياه الشرب النظيفة والموثوقة، وآليّة حفظ الأطعمة مع ارتفاع درجات الحرارة في ظل الواقع الكهربائي الحالي أو استهلاكها مباشرةً، مشددًا على الحذر من الفواكه الصيفية مثل الجبس والمشمش والدراق والحرص على غسلها بالماء والصابون، والانتباه من المواد التي تفسد بسرعة كـ”المايونيز”، بالإضافة إلى غسل اليدين باستمرار والحرص على النظافة الشخصية وسلامة المجتمعات العامة.
وفيروس الروتا (الفيروسة العجلية) هو أحد الفيروسات المُعدية للغاية التي تُسبب الإصابة بالإسهال، وقبل تطوير اللقاح، أُصيب معظم الأطفال بهذا الفيروس على الأقل مرة واحدة عند بلوغهم عمر خمس سنوات، بحسب مواقع طبية متخصصة.
وعلى الرغم من أن عدوى “الروتا” مزعجة، فإنه يمكن علاجها عادةً في المنزل من خلال شرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف.
ويتطلّب الجفاف الشديد أحيانًا الحصول على السوائل عبر الوريد في المستشفى.
ومن الممكن أن يتعرّض الإنسان للإصابة بها أكثر من مرة، حتّى لو تلقى اللقاح، لكن عادةً ما تكون العدوى المتكررة أقل حدة.