اجتمع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، مع قادة عسكريين، ورؤساء المجالس المحلية، ووجهاء عشائر من محافظة دير الزور، الأحد 27 من تموز، في بلدة الشدادي في ريف الحسكة.
وقال مصدر حضر الاجتماع، لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن الاجتماع كان بهدف الاتفاق على انسحاب “قسد” من كامل ريف دير الزور، تمهيدًا لتسلّم الحكومة السورية إدارة المدينة وريفها بالكامل.
المصدر قال لعنب بلدي، إن هذا القرار تمّ بفعل ضغوط أمريكية على “قسد”.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها عنب بلدي، فإن هذه الفترة بمثابة فترة تجريبية محددة بمدة أقصاها ثلاثة أشهر. وعلى أساس نتائجها، سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن مصير محافظتي الرقة والحسكة، المعقل الرئيسي لـ”قسد” في شمال شرق سوريا.
وتسيطر “قسد” على شرق نهر الفرات في دير الزور، بينما تسيطر الحكومة السورية على المناطق الواقعة غربه.
وكان مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية والمغتربين، قتيبة إدلبي، قال إن اتفاق العاشر من آذار بين الحكومة السورية و“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، لا يحتاج أشهرًا للتنفيذ، بل يحتاج إلى رغبة حقيقية بالتنفيذ.
واعتبر إدلبي خلال حواره مع قناة “الإخبارية السورية“، مساء الجمعة 25 من تموز، أنه توجد نية لدى الولايات المتحدة وفرنسا بضرورة استكمال الإجراءات التي تحفظ وحدة سوريا.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية على تفاهم كامل مع الحكومة السورية، و”قسد” تحاول فرض واقع اجتماعي وثقافي في دير الزور، وأخذت موارد هذه المحافظة.
وأشاد بالدعم الدولي الواضح للحكومة في جهودها لبسط سيطرة الدولة على الأراضي السورية كاملة، موضحًا أنه من أجل أن تمضي سوريا قدمًا لابد من وجود قيادة موحدة للبلاد.
الحكومة السورية مازالت مؤمنة بتحكيم العقل، لتصل مع “قسد” لحل واضح وتطبيق بنود الاتفاق، بحسب إدلبي، مراهنة على الحل السياسي معها إلى أبعد حد ممكن، وتعول على الحكمة والعقل في استجابتها للجهود الدولية، وقراءتها للواقع كما هو موجود.
وسائل إعلام “الإدارة” تنفي
نفت قناة “روناهي”، المقربة من “قسد”، أن يكون هناك اتفاق للانسحاب من ريف دير الزور، وأكدت استمرار المفاوضات بين الحكومة السورية و”قسد” بشأن اتفاق العاشر من آذار.
وقالت “روناهي إن المفاوضات تتركز بين “قسد” والحكومة السورية بشكل أساسي على منح أبناء كل منطقة مسؤولية إدارة شؤونهم العسكرية والمدنية والخدمية.
كما نفت القناة المقربة من “قسد” الحديث حول “اندماج قسد” في الجيش السوري، بل يتركز النقاش، بحسب القناة، حول صيغة تكامل تحفظ وحدة البلاد دون المساس بكيان “قسد” أو حلها.
ولم يصدر أي تصريح عن “قسد” أو الحكومة السورية حتى لحظة تحرير الخبر.
وكانت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، قالت في مقابلة مع صحيفة “النهار”، في 25 من تموز، إنه بقدر ما يتم الوصول إلى فهم حقيقي لموضوع الاندماج، يكون هناك تقدم في تنفيذ بنود اتفاق 10 آذار”.
كما أكدت أحمد وحدة الأراضي السورية، واعتبرته “أمرًا مفروغًا منه”.
وقالت أحمد “نحن كسوريين نبحث عن تشاركية حقيقية في الدولة السورية، ونبحث عن دورنا في رسم مستقبل سوريا بمشاركة كل أبناء الشعب السوري. فتصورنا لسوريا اللامركزية هو مطلبنا الأساسي”.
اجتماعات سابقة
اجتمع وفد من الحكومة السورية ووفد من “قسد”، في 1 من حزيران الماضي، جرى خلاله التوافق على عدد من الملفات المهمة، أبرزها تشكيل لجان فرعية تخصصية، لمتابعة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، الموقّع بين الرئيس أحمد الشرع، وقائد “قسد” مظلوم عبدي.
واتفق الجانبان على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، بحسب تصريحات عضو اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع “قسد”، العميد زياد العايش لـ”سانا”.
كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة.
وجرى التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب، والسعي إلى معالجته، بما يخدم الاستقرار والسلم الأهلي، حسبما أضافه العايش.
وكان من المقرر أن يجتمع الطرفان من جديد هذا الأسبوع في باريس، إلا أن الاجتماع تأجل لوقت غير محدد بحسب ممثل “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا في فرنسا، كريم قمر، الذي قال لوكالة “هاوار”، المقربة من “قسد”، إن “اللقاء الذي كان مقررًا بين ممثلي “الإدارة”، ومسؤولي الحكومة الانتقالية في سوريا جرى تأجيله، دون الكشف عن الأسباب أو موعد آخر”.
وكانت الخارجية السورية قالت في بيانٍ لها، في 25 من تموز إنه سيكون هناك اجتماع مع قوات سوريا الديمقراطية في باريس بأقرب وقت ممكن لاستكمال تنفيذ اتفاق 10 آذار بالكامل.