يارا عباس تمثل سوريا في أول بطولة عربية نسائية لـ”الباركور”

  • 2025/08/04
  • 4:47 م
اللاعبة يارا عباس خلال تدريبها في حدائق دمشق - (المدرب نور هارون)

اللاعبة يارا عباس خلال تدريبها في حدائق دمشق - (المدرب نور هارون)

enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – لبابة الطويل

في خطوة تعد سابقة على مستوى الرياضة النسائية في سوريا، تأهلت اللاعبة يارا عباس (20 عامًا) لتمثيل البلاد في أول بطولة عربية للسيدات في رياضة “الباركور”، المقرر إقامتها في نهاية آب الحالي، بعد اجتيازها تجارب الانتقاء الأخيرة للسيدات.

بدأت يارا مشوارها في رياضة “الباركور” بشكل فردي، ومن دون إشراف تدريبي، قبل أن تتعرف إلى اللعبة من خلال إعلان إلكتروني أواخر عام 2023. ومنذ لحظاتها الأولى في التمرين المنظم، لفتت أنظار المدربين بسبب تطورها السريع، الأمر الذي دفعهم لتشجيعها على احتراف اللعبة والمشاركة في البطولات الرسمية.

رغم قصر مدة ممارستها، استطاعت اللاعبة الشابة الحفاظ على وتيرة تصاعدية في التدريب والمستوى، وتجاوزت فترات التوقف القسري نتيجة الإصابة.

وأشارت يارا إلى أنها واجهت إصابة في الركبة مطلع العام، ما تطلب تأهيلًا وعلاجًا مكثفًا قبل خوض التصفيات.

ورغم غياب البنية التحتية المتخصصة بهذه الرياضة، تابعت يارا تدريباتها في صالات الجمباز، التي لا توفر متطلبات السلامة الكافية لرياضة تعتمد على القفزات الهوائية والحركات الخطرة.

وأضافت أن نقص التجهيزات كان سببًا مباشرًا في تعرضها للإصابة قبل مرحلة التصفيات.

وتشهد رياضة “الباركور” تزايدًا بشعبيتها في سوريا، إلا أن عدد الممارسين الذين يستمرون لفترات طويلة لا يزال محدودًا، نظرًا إلى حاجتها لتدريب بدني دقيق وظروف ومعدات خاصة.

وقالت يارا في حديث إلى عنب بلدي، إن هذا التحدي لم يمنعها من الاستمرار، بفضل التشجيع الذي تلقته من مدربها، الذي واكب مراحل تأهيلها بعد الإصابة.

من جانبه، أوضح مدرب يارا لعنب بلدي، أن اللاعبة توقفت عن التدريب لمدة شهرين بسبب إصابة في الركبة، وخضعت للعلاج والتأهيل على نفقته الشخصية.

وأضاف، “كانت تمر بحالة نفسية صعبة، وفاقدة للحافز، لكن تصميمها وتقدمها السريع أعادا لها الأمل تدريجياً”.

وأكد المدرب أن يارا كانت الوحيدة التي تأهلت على مستوى السيدات بعد اختبارات أقيمت في 22 من تموز الماضي، وتابع، “نجحت رغم ظروفها الجسدية، وغياب الدعم الكافي، ونحن نستعد الآن في الحدائق وبعض النوادي الخاصة”.

واقع “الباركور” في سوريا

لا توجد حتى اليوم صالات مخصصة لتدريب “الباركور” في سوريا، ويعتمد معظم الرياضيين على صالات الجمباز أو المساحات المفتوحة والحدائق العامة.

ويشكل هذا التحدي عائقًا أمام تطوير المهارات بشكل آمن ومنهجي، لا سيما بالنسبة للسيدات.

وقالت يارا، إن الغياب شبه الكامل للبنية التحتية المناسبة لا يمنع بعض المدربين من مواصلة جهودهم في إعداد لاعبين قادرين على المنافسة.

تأهل يارا عباس إلى البطولة العربية لرياضة “الباركور” لا يمثل إنجازًا شخصيًا فحسب، بل يُعتبر إشارة إلى بدء مرحلة جديدة في تمثيل المرأة السورية في الرياضات الحرة والحديثة.

ورغم نقص الدعم الرسمي وغياب المرافق، يثبت هذا التأهل أن العزيمة الفردية والعمل الجاد يمكن أن يتفوقا على التحديات التنظيمية والفنية، بانتظار أن يتسع الأفق أمام هذه الرياضة مستقبلًا.

مقالات متعلقة

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية