كيف نبعد “المحرضين” عن فضائنا الرقمي؟

  • 2025/08/04
  • 2:37 م
كيف نبعد “المحرضين” عن فضائنا الرقمي؟

تعبيرية (كانفا)

enab_get_authors_shortcode

لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا مجرد مساحة لتبادل الآراء أو الأخبار، بل تحولت إلى مسرح مفتوح للانفجارات اللفظية، وساحة افتراضية ملتهبة بخطابات الكراهية والطائفية والعنصرية. ما كان يقال في الخفاء أو يُلمح إليه خلف الأبواب، صار اليوم منشورًا علنيًا، أو تعليقًا فاضحًا، أو “ستوري” يتداول تحريضًا مباشرًا على العنف أو الإقصاء.

وسط هذا المشهد المسموم، تتولد الحاجة الملحة إلى أدوات حماية فردية وجماعية، وطرح السؤال بصراحة: كيف نُبعد المحرضين عن فضائنا الرقمي؟

الخبر الجيد أن منصات “ميتا” مثل فيسبوك، إنستجرام، واتساب، وحتى “ثريدز”، تقدم أدوات عملية لإدارة هذه الفوضى الرقمية. لكن المعرفة وحدها لا تكفي، إذ نحتاج إلى وعي جمعي واستخدام ممنهج لهذه الأدوات لكبح التمدد المستمر لخطابات الكراهية.

فيسبوك: مساحة متاحة للمواجهة

يُعتبر “فيسبوك” المنصة الأوسع انتشارًا بين السوريين، ما يجعلها الحقل الأخطر للتأثير والتحريض. ولحسن الحظ، توفر المنصة أدوات قوية:

  • الإبلاغ عن منشور أو حساب محرض: بنقرة واحدة على النقاط الثلاث، يمكنك الإبلاغ عن خطاب كراهية أو تحريض طائفي أو عنصري، وإرسال البلاغ لفريق المنصة.
  • إخفاء التعليقات تلقائيًا: من الإعدادات، يمكنك تفعيل خيار “إخفاء التعليقات التي تحتوي على كلمات مسيئة”، وإدخال كلمات محلية شائعة بالتحريض أو الإهانة.
  • الحظر والكتم: أبسط دفاع شخصي هو منع هذه الحسابات من الوصول إليك أو إزعاجك، دون الدخول في جدالات عبثية.

إنستجرام: جمال الصورة لا يمنع قبح المحتوى

رغم الطابع البصري، فإن إنستجرام ليس بمنأى عن الكراهية:

  • الإبلاغ عن محتوى أو حساب: يمكنك بسهولة الإبلاغ عن منشورات أو قصص تحرض على العنف أو الكراهية من خلال خيار “الإبلاغ”.
  • تقييد الحسابات المسيئة: ميزة “تقييد” تتيح لك الحد من وصول المحرضين دون الدخول في صدام مباشر.
  • الكلمات المحظورة: خصص قائمة بالكلمات التي تريد حجبها عن تعليقات منشوراتك، خصوصًا تلك المرتبطة بالخطاب الطائفي أو العنصري في السياق السوري.

واتساب: صمت مشفر لا يعني التسيّب

ورغم أن “واتساب” مشفّر، إلا أنه يمكن التصرف عند تلقي رسائل مسيئة، كحظر الرقم، أو الإبلاغ عنه مع إرسال آخر خمس رسائل لمراجعتها من إدارة التطبيق، أو الخروج من المجموعات المسيئة والإبلاغ عنها.

بلاغات جماعية.. تأثير مضاعف

من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن بلاغًا واحدًا يكفي. الواقع أنه كلما تكررت البلاغات من عدة مستخدمين في وقت متقارب، زادت فرص أن تراجع إدارة المنصة الحساب بسرعة.

لذلك، شارك لقطات الشاشة، وركز على النمط التكراري للسلوك، ثم نسق مع الآخرين للتبليغ الجماعي.

فلنكن “خط الدفاع الأول”

لن يحرر الفضاء الرقمي نفسه من الكراهية، ولن تنجح الخوارزميات في فرز السم من العسل دون أن نشارك نحن، أفرادًا ومجتمعات، في ترسيم حدود الاحترام.

السكوت على خطاب الكراهية هو مشاركة في نشره، والمواجهة لا تعني بالضرورة الدخول في جدال، بل استخدام الأدوات بوعي، والوقوف ضد التحريض بكبسة زر.

فبين “إبلاغ” و”تقييد” و”كتم”، هناك مساحة فعل يجب أن نمارسها كل يوم، لنحمي ما تبقى من نسيجنا الإنساني، في وطن تآكلت حدوده على الأرض، فهل نتركه يذوب في الشبكة أيضًا؟

مقالات متعلقة

تكنولوجيا

المزيد من تكنولوجيا