يشتكي أهالي دمشق برنامج تزويد المياه الذي يصدر شهريًا عن مؤسسة مياه دمشق وريفها، وذلك بسبب عدم عدالة التوزيع وتوقيت الضخ.
“لا نزود بالمياه سوى ليلًا كل يومين، طيلة البرامج الثلاثة الماضية، على عكس بقية المناطق في مدينة دمشق، وبالتالي لا نستفيد منها”، وفق ما قاله عبد الرحمن ديب، أحد سكان منطقة الصناعة في مدينة دمشق، لعنب بلدي، عن برنامج تزويد المياه.
وعبّر الشاب العشريني عن استيائه من غياب العدالة بالبرنامج، مطالبًا بتطبيقها، وبأن يتغير البرنامج شهريًا، وتنويع المناوبات بين الليل والنهار في كل مرة.
نيرمين عبدالغني، المقيمة في منطقة “المزة 86″، أوضحت أن تزويد المياه بالحي يكون من الساعة 11 ليلًا للسابعة صباحًا، بينما في الفيلات الشرقية بالمزة يكون التزويد من 2 ظهرًا للسابعة مساء.
ويلحظ على برنامج “تزويد المياه” لشهر آب الحالي، تباين واضح في ساعات ضخ المياه وموعدها، إذ تشهد بعض المناطق وصول المياه يوميًا، وبعضها كل يومين، وبساعات متفاوتة بين حي وآخر، وبعضها تزود بالمياه طيلة النهار، والأحياء الأخرى في الليل، مما يثير استياء الأهالي.
ضعف في الضخ
وتكمن معاناة الأهالي في دمشق، من ضعف ضخ المياه، الأمر الذي يتطلب تركيب مضخة للمياه، لإيصالها للخزانات، ولكن نظرًا للواقع الكهربائي، تنتهي فترة التزويد، والخزانات لا تصل المياه لها، مما يضطرهم للجوء للصهاريج لشراء المياه، بتكاليف تزيد عبئًا على جيوب العائلات.
تشرح هبة الصالح، إحدى سكان منطقة شارع بغداد، لعنب بلدي أنها منذ شهر لم ترَ المياه في منزلها، لأن الكهرباء لا تتوافق مع موعد تزويد المياه، وغالبية سكان البناء يلجأون للطاقة الشمسية للاستفادة من وصل المياه، ما يحد من استفادة كامل السكان.
بينما عارض صالح لحلح، المقيم في حي التجارة، البرامج التي تصدرها المؤسسة العامة للمياه، معتبرًا أنها غير متوافقة لكل أحياء دمشق، وغير عادلة، معتبرًا أنها تتطلب إعادة النظر، وأن تكون برامج دورية مختلفة كل شهر.
تبعًا للتضاريس والتوزع الجغرافي
المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها قالت لعنب بلدي إنها بدأت بتقنين المياه على مدينة دمشق لهذا العام، اعتبارًا من أيار الماضي، وفق برنامج تقنين جزئي يتضمن أيام وساعات تزويد محددة، يخضع للتعديل بشكل دوري.
وفيما يتعلق بتباين ساعات وأيام التقنين، كشفت المؤسسة أن اختلاف عدد ساعات التقنين من منطقة لأخرى بدمشق وريفها، يعود للتضاريس والتوزع الجغرافي والتضاريسي، وتوفر المصادر المائية، وحوامل الطاقة وأقطار الخطوط المغذية، حيث يتم تحديد عدد الساعات اللازمة لوصول المياه إلى أبعد نقطة في الشبكة.
وأشارت إلى أن هناك مناطق مرتفعة في مدينة دمشق، تحتاج إلى تزويد مستمر، لضمان وصول المياه إلى نهايات الشبكة، أما في ريف دمشق فإن ضخ المياه مرتبط بشكل رئيسي بتوفر حوامل الطاقة، ما يجعل ساعات التقنين أطول نظرًا للظروف الراهنة، إذ تعاني من نقص هذه الحوامل.
مصادر مائية
تزود المؤسسة مدينة دمشق وريفها بالمياه من عدة مصادر مائية رئيسية هي: نبع الفيجة، نبع بردى، آبار جديدة يابوس، آبار وادي مروان، إضافة للآبار الاحتياطية المنتشرة في مدينة دمشق وريفها، وبعض مشاريع الضخ، كمشروعي “الريمة” و”جوبر”.
ويرتبط الواقع المائي عمومًا بالهطول المطري في كل عام، سواء بالنسبة للينابيع الرئيسية المغذية لمدينة دمشق، أو الآبار المنتشرة في مناطق ريف دمشق، وهذا العامل سجل انخفاضًا في كميات الهطول المطري على حوض الفيجة وحوض مدينة دمشق، ما سبب عدم حدوث فيضان لنبع الفيجة، وانخفاض كميات المياه المنتجة منه، تبعًا للمؤسسة.
وتعاني سوريا في السنوات الأخيرة شح المياه، إثر شح بعض الآبار، وانخفاض المنسوب في بعضها الآخر، بالتوازي مع أزمة الجفاف التي تهدد القطاع المائي.
خطة طوارئ
لجأت مؤسسة مياه دمشق وريفها، لوضع خطة طوارئ، بهدف تحسين واقع المياه، من خلال عدة بنود.
وتشمل الخطة كلًا من:
- إعادة تأهيل أكبر عدد ممكن من الآبار والمصادر المائية، ليتم وضعها بالخدمة من أجل تعويض النقص، إضافة لصيانة شبكات نقل وتوزيع المياه، حيث تم مؤخرًا تأهيل وصيانة نحو 300 مضخة ووضعها في الخدمة.
- إعادة توزيع أدوار التزويد بالمياه مع تطبيق التقنين.
- وضع خطة توعية لترشيد استهلاك المياه، حيث أطلقت المؤسسة حملة بعنوان “بالمشاركة نضمن استمرار المياه”، لتزويد المواطنين بالإرشادات اللازمة لضمان استخدام المياه على النحو الأمثل.
- تفعيل عمل الضابطة المائية، وإزالة التعديات على شبكات مياه الشرب.
- إضافة لوجود مشاريع استراتيجية لدى المؤسسة، منها تحلية واستجرار مياه البحر لضمان استدامة المياه بدمشق وريفها، إلا أن مثل هذه المشاريع يحتاج تنفيذها لإمكانيات مادية وفنية وبشرية كبيرة.
وتواجه المدن السورية بشكل عام شحًا للموارد المائية بسبب قلّة الأمطار في الشتاء الماضي.