موارد محدودة وغياب للخدمات.. الوضع المعيشي يتفاقم بالسويداء

  • 2025/08/11
  • 6:07 م
إجلاء أهالي من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني- 30 تموز 2025(عنب بلدي/محجوب الحشيش)

إجلاء أهالي من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني- 30 تموز 2025(عنب بلدي/محجوب الحشيش)

enab_get_authors_shortcode

لا يزال الوضع الإنساني والخدمي يتفاقم في محافظة السويداء، منذ التوترات الأمنية التي بدأت بالمحافظة في 12 من تموز الماضي وحتى الآن.

وتعاني مناطق جنوبي السويداء من تدهور الخدمات وقلة المواد الغذائية ونقص السيولة المالية، بحسب أهالٍ من المنطقة تحدثوا لعنب بلدي، الأحد 10 من آب.

وعلى الرغم أن قرى ومناطق الجنوب من المحافظة لم تشهد أي توترات أمنية أو اشتباكات، فإنها شهدت حركة نزوح داخلية من أهالي الريف الغربي من السويداء باتجاهها، بحثًا عن أماكن يحتمون بها.

وتضررت منازل قرى ومناطق الريف الغربي من المحافظة، بسبب أعمال تخريبية طالتها شملت حرق منازل ومحال تجارية بالكامل، ما يمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم.

تحدث أكثم عصفور، المقيم في منطقة أم الرمان جنوبي السويداء، لعنب بلدي، عن الوضع الخدمي والمعيشي في القرية، فهناك قلة في المواد الغذائية والتموينية، وبات الحصول عليها شبه مستحيل، على حد قوله.

وقال أكثم، إن كل منزل في القرية يحصل يوميًا على ستة أرغفة من الخبز فقط، بغض النظر عن عدد الأفراد، ومنذ أسابيع لم يستطع أكثم الحصول على خضراوات ليكفي احتياجات عائلته المكونة من ثلاثة أفراد، إلا بكميات قليلة لا تتجاوز كيلوغرامًا.

كما يواجه أكثم صعوبة في الحصول على اللحم الأحمر أو الأبيض الذي بات مفقودًا في أغلب منازل المحافظة.

وحول وضع الكهرباء والمياه في القرية، أشار أكثم إلى أن الكهرباء لا تأتي إلا ساعتين في اليوم، وضخ المياه قليل جدًا، لذا يعتمد على بئر منزله لسد احتياجاته من المياه.

“أصبحت رفوف أغلبية المحال التجارية في المدينة شبه فارغة، باستثناء مواد التنظيف”، هكذا وصف حمزة علامة المقيم في مدينة السويداء الوضع المعيشي.

يعاني حمزة صعوبة في الحصول على المواد الغذائية والتموينية، فضلًا عن قلّة مخصصات الخبز، التي بات الحصول عليها مرهونًا بإمداد أفران المدينة بمادة الطحين.

“تعتمد زوجتي على مؤونة المنزل (الأرز والعدس والبرغل) لسد احتياجات عائلتنا المكونة من أربعة أفراد، ولكن حتى المؤونة على وشك النفاد، ولا أدري ما الحل بعد نفاد الكمية”، قال حمزة.

ولم تقتصر معاناة أهالي السويداء على ذلك، فغالبيتهم يواجهون نقص السيولة بين أيديهم، نتيجة توقف أعمالهم، إضافة إلى أن شركات الحوالة المالية في السويداء توقفت عن العمل منذ بداية التوترات الأمنية.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في 21 من تموز الماضي، بنزوح أكثر من 93,000 شخص بسبب تصاعد الأعمال العدائية في محافظة السويداء السورية، سواء داخلها أو باتجاه محافظتي درعا وريف دمشق المجاورتين.

وذكر المكتب الأممي في آخر تحديث له أن المجتمعات المحلية في السويداء تستضيف معظم النازحين في 15 مركز استقبال على الأقل، كما تم افتتاح حوالي 30 مأوى جماعيًا في درعا.

ونقل عن الشركاء الميدانيين في جنوبي سوريا أن هناك حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في السويداء، وأفادت تقارير بأن عددًا من المستشفيات والمراكز الصحية خرجت عن الخدمة.

وأوضح “أوتشا” أن البنية التحتية للمياه في السويداء تضررت بشدة، ما أدى إلى انقطاع الخدمات لأكثر من أسبوع، كما أُبلِغ عن انقطاعات كبيرة في الكهرباء، بالإضافة إلى انقطاعات في إمدادات الغذاء وغيرها من الإمدادات.

مساعدات لا تكفي

على الرغم من عدم توقف المساعدات الإنسانية التي تدخل السويداء عبر معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا، فإنها لا تسد احتياجات كامل المحافظة.

مدير وحدة الإعلام والتواصل في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، عمر المالكي، قال لعنب بلدي، إن الاستجابة الإنسانية في المنطقة الجنوبية تشمل محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق بشكل أساسي.

وأضاف المالكي أن الاستجابة الإنسانية تركز على العائلات التي خرجت من منازلها وتم إجلاءها سواء من داخل محافظة السويداء أو خارجها.

وأشار إلى أن هذه العوائل تكون إما موجودة في منازل المجتمعات المضيفة، أو ضمن مراكز الإيواء في درعا، أو في مناطق أخرى، لذا تعمل منظمة الهلال الأحمر على تقديم المساعدات الإنسانية لهذه العوائل المتضررة وللمجتمعات المضيفة.

وأوضح المالكي أن هذه الاستجابة تستهدف دعم تشغيل القطاعات الحيوية، مثل المستشفيات والأفران ومحطات المياه، عبر إمدادها بالمحروقات، ومواد الطحين، وأقراص تحلية للمياه، إضافة إلى تقديم الدعم للأهالي المتضررين مثل سلال غذائية وسلال للإيواء، بحسب المالكي.

وحول عملية التقييم للعوائل، نوه المالكي إلى أنه يتم التركيز على العائلات الأشد تأثرًا، وعلى الفئات الأكثر ضعفًا، لذلك أثناء تقييم الهلال الأحمر، يجد أن هناك مناطق تتطلب احتياجات أكثر من غيرها، استنادًا للفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا للاستجابة الإنسانية.

كما يوجد عدة عوامل ترتبط بخطط توزيع المساعدات الإنسانية، منها تقييم الاحتياجات، ومحدودية الموارد والإمدادات الموجودة، وقدرة الوصول إلى القرى، فالتوترات الأمنية تعوق دخول القوافل الإغاثية.

وتستمر الشاحنات التجارية وقوافل المساعدات بالدخول إلى السويداء، وضمت القافلة السابعة 27 شاحنة (19 من الهلال الأحمر وثماني شاحنات تجارية)، ودخلت في 8 من آب، وشملت 1750 سلة غذائية، 1750 كيس أرز، 1750 كيس عدس، 197 بطانية، و197 فرشة، إضافة إلى 3473 سلة نظافة شخصية، 7618 كيس طحين من فئة 15 كغ، 429 كغ زبدة فستق للمستشفيات، 192.5 طن من طحين، 31373 ليتر مازوت، بحسب ما نشرته محافظة السويداء.

ووصلت ثلاثة صهاريج من الغاز إلى مديرية المحروقات في محافظة السويداء، الأحد 10 من آب، بسعة إجمالية تقارب 51 ألف ليتر، لدعم احتياجات الأهالي وتأمين المستلزمات الأساسية.

“الهلال” توضح سبب سحب “ميزوبوتاميا” مساعداتها للسويداء

مقالات متعلقة

  1. أزمة غذاء وخدمات في السويداء.. حركة النزوح مستمرة
  2. الوضع الإنساني يتفاقم في السويداء.. الخدمات معطلة
  3. السويداء.. التوترات تعطل الخدمات وتمنع وصول المواد الغذائية
  4. مساعدات تدخل السويداء.. الهجري يرفض الحكومة

سوريا

المزيد من سوريا