التقى عضو الكونجرس الأمريكي ابراهام حمادة، أمس الأحد 10 من آب، بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وذلك خلال زيارة إلى سوريا قادمًا من إسرائيل، وفقًا لما أورده حمادة على موقعه الإلكتروني.
وقال حمادة، “كنت في سوريا، ضمن رحلة غير مسبوقة من القدس لدمشق، لمدة 6 ساعات للقاء الرئيس الشرع لمناقشة إعادة جثمان كايلا مولر إلى عائلتها في أريزونا، والحاجة إلى إنشاء ممر إنساني آمن لتسليم المساعدات الطبية والإنسانية إلى السويداء بشكل آمن، وأن تحقق سوريا التطبيع مع إسرائيل وتنضم إلى اتفاقيات إبراهام”.
ولم تورد رئاسة الجمهورية العربية السورية أو وزارة الخارجية والمغتربين السورية على أي من معرفاتها الرسمية، أي خبر يتعلق باللقاء مع عضو الكونجرس الأمريكي حمادة، وفقًا لرصد عنب بلدي.
وكايلا مولر هي ناشطة أمريكية من مواليد عام 1988 عملت مع منظمات الإغاثة الإنسانية عام 2013، قبل أن يلقي تنظيم “الدولة الإسلامية” القبض عليها، في أثناء مغادرتها مستشفى في حلب، شمالي سوريا.
ثم أعلنت أسرتها وفاتها في ظروف غير واضحة عام 2015، وفقًا لوكالة “رويترز“.
حمادة: على الحكومة توفير السلام والأمن
وأضاف عضو الكونجرس أن اللقاء مع الشرع تم بهدف “مناقشة الجهود المتواصلة التي يبذلها حمادة لإعادة الأمريكيين إلى الوطن، وتعزيز السلام من خلال القوة، والدعوة إلى سوريا تتطلع إلى المستقبل وليس الماضي”.
وأكد حمادة خلال الاجتماع مع الرئيس السوري بقوة ضرورة تصحيح المسار السوري في ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة، حسب تعبيره.
وأضاف، “نصحت الرئيس المؤقت الشرع بأنه من أجل بناء سوريا موحدة، يجب على الحكومة توفير السلام والأمن لجميع أبنائها، بمن فيهم المسيحيون والدروز والكرد والعلويون وغيرهم من الأقليات”.
وقال عضو الكونجرس إن هذا هو السبيل الوحيد لبناء سوريا جديدة تعكس تنوعها العرقي والديني.
نشاط في القطاع المالي
وأشار عضو الكونغرس حمادة أيضًا عبر موقعه الرسمي إلى أنه لا يزال يدعم قرار الرئيس، دونالد ترامب، برفع بعض العقوبات لمساعدة الشعب السوري وحكومته الجديدة في إعادة بناء بلدهم، ومع ذلك، فهو يعتقد أن على الكونجرس أن يلعب دورًا رئيسيًا في هذه العملية لضمان وفاء الحكومة السورية بالتزاماتها تجاه الولايات المتحدة.
وبين أنه نتيجة لذلك، انخرط وفريقه في جهود مشتركة بين الوكالات للتحقق مما يحدث وما لا يحدث على أرض الواقع في سوريا في خضم هذا الصراع الحالي، معبرًا عن امتنانه ودعمه للقيادة القوية للسفير والمبعوث الخاص توماس براك إلى سوريا.
بدوره قال وزير المالية السوري، اليوم الاثنين، 11 من آب، إنه التقى عضو الكونجرس الأمريكي من أصل سوري ابراهام حمادة خلال زيارته القصيرة إلى دمشق، وناقش معه العلاقة الاقتصادية والمالية بين سوريا والولايات المتحدة.
وأوضح برنية في منشور عبر “لينكد إن” أن النقاش مع حمادة تناول أيضًا “الإصلاحات الجارية في القطاع المالي السوري”، و”استكشاف المجالات لمزيد من التعاون”، وقال، “ما زلت متفائلًا بشأن مستقبل علاقاتنا الثنائية”.
من ابراهام حمادة
عضو الكونغرس إبراهام حمادة هو عضو في لجنة القوات المسلحة ولجنة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية في مجلس النواب، وهو ملتزم بأجندة الرئيس ترامب “السلام من خلال القوة”.
قادمًا من إسرائيل
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 5 من آب، عضو الكونجرس حمادة، في تل أبيب، ضمن وفد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين من لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (AIPAC)، حسبما جاء في منشور لنتنياهو على حسابه الشخصي عبر منصة “إكس”.
وقال نتنياهو إن “النائب إبراهام حمادة، جاء إلى إسرائيل برفقة والدته التي نشأت في محافظة السويداء، وعبر عن شكره لي على دعم إسرائيل للدروز في جنوب سوريا”.
وناقش نتنياهو مع وفد الكونجرس “مسار الحرب في قطاع غزة، وقضية المساعدات الإنسانية والحملة الكاذبة التي تشنها حماس ضد دولة إسرائيل، وجهود تحرير الرهائن الإسرائيليين”، على حد قوله، وأضاف “أجبتُ على أسئلتهم حول القضايا الإقليمية وتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهام”.
كما التقى حمادة مجموعة من وجهاء الطائفة الدرزية في إسرائيل، على رأسهم الشيخ موفق طريف.
وتأتي زيارة حمادة في وقت لا تزال تداعيات أحداث السويداء في تموز الماضي، محورًا أساسيًا في نقاشات الدول المؤثرة في سوريا.
وشهدت المحافظة توترات أمنية، بدأت في 12 من تموز الماضي، عقب حالات خطف متبادلة بين أبناء حي المقوس ذي الغالبية البدوية، وفصائل محلية، موالية للشيخ حكمت الهجري، تطورت إلى اشتباكات متبادلة في اليوم التالي.
وفي 14 من تموز، دخلت قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدنية، بهدف فض النزاع، إلا أنها واجهت مقاومة داخلية، عقب ورود أنباء عن انتهاكات مارستها القوات الحكومية بحق مدنيين.
ودخلت إسرائيل على الخط لتضرب نقاطًا للحكومة في السويداء، إضافة إلى استهداف مقرات حكومية خارجها، أبرزها مقر هيئة الأركان وبالقرب من القصر الجمهوري في العاصمة دمشق، في 16 من تموز.
أعلنت الحكومة السورية انسحابها من مدينة السويداء، والتمركز في نقاط على الأطراف، لتبدأ الفصائل المحلية بارتكاب انتهاكات بحق سكان من البدو داخل المدينة، ما دفع المكون العشائري إلى إرسال أرتال للمشاركة بالاقتتال، والتي ارتكبت انتهاكات بحق مدنيين أيضًا.
وفي 19 من تموز، أعلنت الحكومة عن هدنة بين الجانبين، برعاية ودعم دولي، وانخفض التصعيد بعدها باستثناء خروقات محدودة بين الجانبين.
وأسفرت الأحداث الدامية في السويداء عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.