العودة سبب.. الحضور السوري يتراجع بمعرض “اسطنبول للكتاب”

  • 2025/08/12
  • 4:37 م
معرض اسطنبول للكتاب العربي يفتتح موسمه العاشر - 8 آب 2025 (عنب بلدي)

معرض اسطنبول للكتاب العربي يفتتح موسمه العاشر - 8 آب 2025 (عنب بلدي)

enab_get_authors_shortcode

فتح معرض “اسطنبول للكتاب العربي” أبوابه للموسم العاشر في تركيا، وسط تراجع ملحوظ للوجود السوري المعتاد كل عام، من حيث الحضور ودور النشر.

ويعتبر المعرض أبرز الفعاليات الثقافية العربية، التي تقام كل عام في تركيا، ويستضيف عشرات دور الكتب العربية، بالإضافة إلى إقامة فعاليات ومحاضرات على هامشه.

فتح المعرض أبوابه على أرض “أوراسيا” للمعارض في 8 من آب الحالي ويستمر حتى 17 من الشهر نفسه.

الحضور السوري يتراجع

رصدت عنب بلدي، خلال جولتها في اليوم الأول من المعرض، في 8 من آب الحالي، انخفاضًا في أعداد الزائرين، حيث يشهد المعرض حضورًا كثيفًا في اليوم الأول من الافتتاح في كل عام، خلافًا للموسم الحالي.

الطالب الجامعي أحمد العزي، الذي يزور المعرض للسنة الرابعة، لاحظ اختلافًا كبيرًا في هذا الموسم، خلال زيارته في اليوم الأول، بسبب انخفاض عدد الزوار، مرجعًا ذلك إلى عودة عدد كبير من السوريين إلى بلادهم، بعد سقوط النظام السوري السابق.

وتوقع أحمد، في حديث إلى عنب بلدي، ازدياد عدد الزوار في أيام المعرض المقبلة.

من جانبها، تزور مريم حاج سليمان، العاملة في مجال التعليم، المعرض للسنة الرابعة، ووصفت الحضور هذا العام بالجيد، إلا أنها لاحظت حضورًا أكبر خلال السنوات الماضية، كما أن أعداد دور النشر أقل والمساحة أصبحت أصغر.

تعتقد مريم أن سبب انخفاض المشاركة هذا العام بسبب انخفاض إقبال السياح على تركيا، إضافة إلى عودة السوريين إلى بلادهم.

ويعيش في تركيا أقل من ثلاثة ملايين سوري، من بينهم أكثر من 2.5 مليون تحت الحماية المؤقتة، إذ تراجع عددهم خلال الأشهر الثمانية الماضية، بعد عودة الكثير منهم إلى سوريا، عقب سقوط النظام السابق، في 8 من كانون الأول 2024.

وكان عدد السوريين تحت “الحماية المؤقتة” يتجاوز ثلاثة ملايين، خلال العام الماضي.

ماذا عن دور النشر

ربيع ديركي صاحب دار “بيت الحكمة” السورية للنشر، المتخصصة بالكتب العلمية للأطفال، والذي شارك في كل دورات معرض “اسطنبول”، قال إنه كان يقيم في السويد، وبدأ بالعودة تدريجيًا للاستقرار في مدينته دمشق، بعد سقوط النظام السوري السابق.

وأشار إلى أن العديد من دور النشر التي كانت في اسطنبول بدأت بالعودة إلى سوريا.

ولفت إلى صعوبات يواجهها أصحاب دور النشر المقيمون في سوريا، للمشاركة في معرض “اسطنبول” أو المعارض الدولية، تتعلق باستخراج التأشيرة، مؤكدًا أن اللجنة المنظمة للمعرض تقدم الدعوة وغير معنية بتقديم تسهيلات لاستخراج التأشيرات.

بالمقابل، قال علي الحصري، صاحب “دار التقوى” السورية التي تهتم بكتب التراث الإسلامي والتصوف وعلم الكلام، إن الدور السورية تشارك بالمعرض، سواء كان الحضور كثيفًا أم لا، وأرجع السبب إلى أن الكتب التي تعرضها دور النشر السورية مطلوبة في كل الدول.

وبالرغم من أن دور النشر ترتبط بجمهورها، وفق الحصري، فإن عدد الدور المشاركة نفسها لم يتغير، باستثناء عدد قليل منها تخلف هذا الموسم.

ويتعذر إحصاء عدد الدور السورية، وفق ما أشار إليه نائب المنسق العام للمعرض، سامر السعدي، بسبب إقامة بعضها في تركيا ودول أوروبية، مثل بريطانيا والسويد.

الهدف 100,000 زائر

تشارك في معرض “اسطنبول للكتاب العربي” 300 دار نشر من أكثر من 20 دولة، إضافة إلى المحاضرات والفعاليات الطلابية المشاركة على هامش المعرض، بحسب المنسق الإعلامي للمرض، فاتح حبابة.

وفي حين وصل عدد الزوار في معرض “اسطنبول” إلى 130,000 زائر خلال الموسم الماضي، يستهدف المنظمون 100,000 زائر خلال هذا العام.

وقال حبابة لعنب بلدي، إن المنظمين في حال وصلوا إلى هذا الرقم فيعتبر إنجازًا، بحسب تعبيره، وفي حال تجاوزوا هذا الرقم فيعتبر الإنجاز أكبر، مشيرًا في الوقت ذاته إلى الهجرة العكسية للسوريين بعد تغير الأوضاع السياسية، والذي أدى إلى حضور أقل هذا العام.

وبحسب ما أكده نائب المنسق العام للمعرض، سامر السعدي، لعنب بلدي، شهد عام 2022 أكبر نسبة زيارة بمعدل نحو 180,000 زائر.

“تبقى العربية”

اعتاد المنظمون في كل موسم اختيار شعار ترويجي للمعرض، يتربط غالبًا بحدث موسمي أو قضية، إذ وقع الاختيار في الموسم الماضي، على “الكتاب مستقبل” بينما كان الشعار لهذا الموسم “تبقى العربية”.

المنسق الإعلامي للمعرض، فاتح حبابة، أشار في حديثه إلى أن سبب اختيار “تبقى العربية” بقصد إيصال رسالة مفادها، أنه مهما عاد العائدون إلى جذورهم فإن العربية تبقى، مشيرًا إلى عودة السوريين إلى بلادهم.

ورغم عودة سوريين من تركيا، تبقى الجالية السورية هي الأكبر في تركيا إلى جانب جاليات عربية وغيرها.

انفتاح على جميع التيارات

واجهت الجهة المنظمة لمعرض “اسطنبول للكتاب العربي” خلال المواسم السابقة انتقادات بسبب الصبغة المكررة التي تطغى على العناوين ونوعية دور النشر والمحاضرات والفعاليات المرافقة للمعرض.

بالمقابل، لاحظ الطالب، أحمد العزي، الذي يهتم بكتب الروايات والمسرح، وجود عناوين جديدة هذا الموسم، مثل الكتب الأدبية الأجنبية، الروسية والفرنسية، المترجمة إلى العربية، على خلاف السنوات السابقة.

نائب المنسق العام للمعرض، سامر السعدي، قال إن “معرض اسطنبول للكتاب العربي” منفتح على جميع الاتجاهات والتيارات فيما يخص المحاضرات أو الكتب.

وأضاف لعنب بلدي، أن كل شيء مسموح في المعرض، ولا يوجد خطوط حمراء إلا فيما يتفق عليه إنسانيًا أنه غير مقبول.

ويبلغ عدد المحاضرات في المعرض أكثر من 100 محاضرة موزعة على قاعتين خلال الأيام التسعة التي يقام فيها، إضافة إلى فعاليات جانبية، طلابية وترفيهية وثقافية، إلى جانب أمسيات شعرية وحفلات توقيع للكتب، فضلًا عن نشاطات تخص الأطفال، بحسب السعدي.

وحول آلية اختيار المحاضرين والفعاليات، أوضح السعدي أن اللجنة تخصص رابطًا للتسجيل والاقتراح، ثم يقوم المسؤول الثقافي ضمن اللجنة بمراجعتها وتحديد مواعيدها.

وأكد أن فضاء “معرض اسطنبول” مفتوح للجميع، دون أي منع أو تقييد لأي اتجاه.

وينظم المعرض سنويًا، عدة جهات، منها، “اتحاد الناشرين الأتراك” و”الجمعية الدولية للناشرين العرب” وجمعية الناشرين الأتراك”.

ويرعى المعرض، جهات حكومية وخاصة، إذ حضر الافتتاح هذا الموسم، والي اسطنبول، داوود غل.

التجديد ضروري

من جانبه، يرى ربيع ديركي صاحب دار “بيت الحكمة”، أنه يجب على الدار التجديد في العناوين المطروحة في المعارض، وإلا ستخرج من السوق، مؤكدًا أن هذا الأمر يتعلق باستراتيجية الدار.

وقال إن بعض دور النشر تكون ناجحة أكثر من غيرها، بسبب مواكبتها للتغيرات، ما يؤدي إلى جلب مشترين أكثر.

وذكر أن بعض الكتب يبقى الإقبال عليها كبيرًا خلال المعارض، مثل الروايات وكتب الأدب الكلاسيكية، لذلك تبقى معروضة في كل موسم.

علي الحصري، صاحب “دار المعرفة” المشاركة في المعرض، قال إن دار النشر تشارك بنفس الكتب في كل عام، وتزيد عليه بعض العناوين التي تطبع حديثًا.

ويكرر الحصري المشاركة بنفس الكتب في كل عام، بسبب الإقبال الكبير عليها، معتبرًا أن تكرارها ليس بالأمر السلبي.

وأكد في الوقت ذاته، أن الكتب الفكرية والروايات زاد الإقبال عليها خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يفرض وجودها في المعارض.

وأرجع الحصري سبب تكرار الصبغة الإسلامية التي توجد في كل عام إلى طبيعة البلد والجمهور، قائلًا إن تركيا بلد مسلم وهو ما يفرض وجود كتب التراث الإسلامي، بسبب الإقبال عليها.

الحضور السوري يتراجع في معرض اسطنبول للكتاب

مقالات متعلقة

  1. الحضور السوري يتراجع في معرض اسطنبول للكتاب
  2. معرض إسطنبول للكتاب العربي.. 150 ألف عنوان وسط تراجع في الإقبال
  3. معرض "اسطنبول للكتاب العربي" يفتتح دورته السابعة
  4. مئتا دار نشر تشارك في المعرض الخامس للكتاب العربي باسطنبول

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة