استقبلت المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران) في معمل أسمنت “عدرا”، الخميس 15 من آب، وفدًا تقنيًا من المملكة العربية السعودية، ممثلًا بمجموعة “أسمنت الشمالية”، وذلك في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين خلال زيارة وفد الاستثمار السعودي، لتأهيل وتطوير مصانع الأسمنت الحكومية في سوريا.
وضم الوفد خبراء ومهندسين مختصين في مجالات التشغيل والصيانة وتطوير خطوط الإنتاج، وقام بجولة ميدانية شملت أقسام الطحن والتعبئة، كما اطلع على الواقع الفني والتشغيلي للمعمل.
وناقش الوفد مع الجانب السوري الخطوات اللازمة لرفع الطاقة الإنتاجية وتحسين جودة المنتج، وتم الاتفاق على البدء بتجارب عملية لإنتاج الأسمنت البوزلاني (Cem II) محليًا، وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة للكادر الفني الوطني، إلى جانب توريد “الكلنكر” اللازم لعمليات الطحن، وتقديم الاستشارات الفنية والدعم اللوجستي.
مدير عام المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، محمود فضيلة، أوضح لعنب بلدي، أن الزيارة تمثل انتقالًا من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، عبر إجراءات فعلية لتنفيذ بنود المذكرة، وفي مقدمتها التركيز على العنصر البشري.
ولفت إلى أن مجموعة “أسمنت الشمالية” تمتلك براءة اختراع ومراكز أبحاث متطورة في المملكة، ما يمنح التعاون بعدًا تقنيًا متقدمًا، خاصة في تدريب الكوادر السورية على أحدث تقنيات وتكنولوجيا صناعه الأسمنت الحديث.
ويشمل الاتفاق أيضًا، إجراء اختبارات لعينات “كلنكر” مستوردة من معامل المجموعة السعودية، على نفقتها، كجزء من التدريب العملي للكادر السوري.
إضافة إلى إعادة تفعيل مركز التدريب المهني في معمل “عدرا” بمساعدة الخبراء السعوديين.
ويهدف التدريب إلى تخريج متدربين من مهندسين وفنيين قادرين على رفد مصانع القطاعين العام والخاص بالخبرات اللازمة، بعد ما عاناه هذا القطاع من الإهمال والجهل والفساد خلال السنوات الماضية، وفقًا لفضيلة.
وكشف فضيلة، أنه تم وضع خطة عمل استراتيجية وواضحة، للتحول إلى منافس قوي في السوق السورية من خلال مواكبة أهم المنتجات الأسمنتية المستوردة، في ظل انتهاج الحكومة السورية سياسة اقتصادية تعتمد على اقتصاد “السوق الحر”، وهذا ما يعكس تحدي كبير أمام الشركات المنتجة للإسمنت، وإنتاج أنواع إسمنت مطابقة للمواصفات القياسية السورية المنبثقة من المواصفات العالمية.
وشدد مدير عام شركة “عمران”، محمود فضيلة، “لن نقف عاجزين عن إنتاج الأسمنت في ظل كل التحديات المتمثلة في الطاقة، التنافسية، الأصناف، قدم خطوط الإنتاج، الجهل والفساد”.
وأوضح أن البداية، ستكون من إجراء مسابقات لرفد الكوادر، وإقامة برنامج تدريبي مدته 90 يومًا قابلة للتمديد، بإشراف خبراء عرب وأجانب في إنتاج الأسمنت البوزلاني، للتمكن من إنتاج هذا الصنف الجديد، وسيحصل المتدربون على شهادات خبرة في المجالات الفنية والأمن الصناعي والبيئة.
وبالتوازي، سيتم العمل على تطوير خطوط الإنتاج وإعادة ترميمها، من أجل زيادة الإنتاج، والعمل خطوة بخطوة نحو الاستمرار والاستدامة، لبناء صناعة الأسمنت وفق أعلى المواصفات على مستوى إعادة الإعمار.
وكانت السعودية وسوريا وقعتا على مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة لصناعة الأسمنت (عمران) ومجموعة الشمالية لصناعة الأسمنت السعودية، خلال منتدى الاستثمار السوري- السعودي في 24 من تموز الماضي.