دير الزور.. موجة الحر تزيد ضربات الشمس وتكشف أزمة الدواء

  • 2025/08/18
  • 12:27 ص
صيدلية في أحد المشافي بدير الزور - 8 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

صيدلية في أحد المشافي بدير الزور - 8 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

enab_get_authors_shortcode

ارتفع عدد الإصابات بضربات الشمس بسبب موجة الحر الأخيرة في محافظة دير الزور، بينما يواجه القطاع الطبي نقصًا حادًا في الأدوية الأساسية، مثل المسكنات، ما يضع الأهالي أمام تحديات تهدد صحة الفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسهم الأطفال وكبار السن.

وسُجلت نحو 450 إصابة بضربة شمس في دير الزور، بحسب مدير مستشفى “أحمد الهويدي” العام، مهند السراج.

ويجد الأهالي أنفسهم محاصرين بين حرارة الطقس التي بلغت 50 درجة مئوية، وبين شح الأدوية الضرورية للتعامل مع هذه الحالات.

ضربة الشمس (Sunstroke) أو “Heatstroke”، حالة طبية طارئة تحدث عندما تزيد درجة حرارة الجسم الأساسية على 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت)، نتيجة فشل آلية تنظيم الحرارة في الجسم عند التعرض المباشر لحرارة الشمس المرتفعة لفترة طويلة، أو حتى في أجواء حارة مع رطوبة عالية، بحسب مقال للطبيب أكرم خولاني في عنب بلدي.

وذكر خولاني أن تدفق الدم يتوقف إلى الجلد عند الإصابة، ما يمنع إفراز العرق الذي يلطّف حرارة الجسم، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة.

وعند بلوغ حرارة الجسم 39-40 درجة مئوية يرسل الدماغ إشارات إلى العضلات لإبطاء حركتها، ما يؤدي إلى الإعياء.

وإذا وصلت الحرارة إلى 40-41 درجة مئوية يصاب المريض بإنهاك حراري، بينما يؤدي تجاوزها 41 درجة إلى التأثير على العمليات الكيماوية داخل الجسم وتدهور الخلايا، ما يسبب فشلًا مؤقتًا أو دائمًا في عمل القلب والرئتين والكبد والكليتين والعضلات والدماغ، وقد تنتهي الحالة بالوفاة.

“الحرارة لا تحتمل”

جهاد الكلش، أحد سكان مدينة دير الزور، قال إن “الحرارة لا تحتمل، أطفالي يعانون من ارتفاع درجات الحرارة”، مضيفًا أنه اضطر لشراء أدوية بديلة أغلى ثمنًا، ما شكّل عبئًا ماليًا إضافيًا عليه.

بدورها وصفت الموظفة الحكومية سميرة الحويجة الوضع بـ”الكارثي”، وسط موجة الحر وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميًا.

نقص الأدوية

يعد نقص الأدوية، وخاصة مسكن “باراسيتامول” (المعروف باسم سيتامول)، أبرز جوانب الأزمة، بحسب  المدير الإداري لمستشفى “أحمد الهويدي” العام بمدينة دير الزور، وسام الصالح.

ويُعتبر “باراسيتامول” خط الدفاع الأول في حالات ارتفاع الحرارة والحمى المصاحبة لضربات الشمس، لكنه شبه مفقود في المستشفى، ما يضع الأسر في “مأزق حقيقي”، خاصةً عند إصابة الأطفال أو كبار السن.

ووصف الصالح الوضع بـ”الخطير” مع الارتفاع في عدد الإصابات، موضحًا أن النقص المباشر في الأدوية الأساسية يعوق عمل الكادر الطبي، بينما يشكل “سيتامول” عاملًا أساسيًا في العلاج.

وأشار إلى أن البدائل مثل “بانادول” للكبار و”يونادول” و”تيمبرا” للصغار قد لا تكون بنفس الفعالية، أو تأتي بأسعار باهظة، ما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الأهالي.

وحذر من أن استمرار النقص قد يؤدي إلى تفاقم الحالات وتدهور صحة المرضى إذا لم تؤمّن مديرية الصحة الأدوية.

واقع طبي متردٍ

يعاني القطاع الطبي في دير الزور الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية من نقص في المعدات والكوادر، إذ تظهر بين الحين والآخر إصابات بأمراض جرثومية.

وتغيب عن المنطقة اختصاصات طبية أساسية، مثل العصبية والجراحات القلبية.

وذكر اختصاصي جراحة عظمية في مستشفى “الميادين”، فادي شليح، أن المنطقة تعاني قلة الأطباء المقيمين والأخصائيين والأجهزة، إضافة إلى نقص الأدوية، فضلًا عن افتقار بعض المختبرات إلى المعدات.

مقالات متعلقة

  1. على أعتاب موجة حر.. خيام النازحين في عين عيسى نصفها مهترئة
  2. نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة.. ماذا يفعل سكان المخيمات في الشمال
  3. ضربة الشمس.. أضرارها قد تصل إلى الوفاة
  4. ما تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الصحة العامة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية