بطولة تعيد الحياة لرياضة السباحة في حلب

  • 2025/08/18
  • 10:58 م
من أجواء المشاركة ببطولة النصر للسباحة في محافظة حلب - 12 آب 2025 (عنب بلدي/ديان جنباز)

من أجواء المشاركة ببطولة النصر للسباحة في محافظة حلب - 12 آب 2025 (عنب بلدي/ديان جنباز)

enab_get_authors_shortcode

نظّمت اللجنة الفنية للسباحة بحلب بطولة “النصر الأولى”، بعد أكثر من عشر سنوات، وأقيمت في المسبح الأولمبي بالمحافظة، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 120 سباحًا وسباحة، وانتهت في 14 من آب الحالي.

وضمت البطولة مشاركات لمختلف الفئات العمرية (رجال، سيدات، شباب، ناشئون، أشبال، صغار) وشملت المنافسة أربع حركات سباحة (الفراشة، الصدر، الحرة، الظهر) بالإضافة إلى السباحة المتنوعة، وكانت مسافة السباق أقل بالنسبة لفئة الصغار.

في سباق 200 متر “حرة” حصل على المركز الأول 16 سباحًا وسباحة، وعلى المركز الثاني 11، وعلى المركز الثالث 13.

وحاز المركز الأول في سباق 100 متر “صدر”  10 سباحين، والمركز الثاني سبعة، وعلى المركز الثالث ستة.

أما بالنسبة لسباق 100 متر “فراشة” فحصل على المركز الأول ستة سباحين، و على المركز الثاني خمسة، وعلى المركز الثالث خمسة.

وفي سباق 50 مترًا “ظهر”، حصل على المركز الأول سبعة سباحين، وعلى المركز الثاني ستة، وعلى المركز الثالث ستة.

وحصل على المركز الأول في سباق 20) متر “متنوع” ستة، وعلى المركز الثاني سباحَين، وعلى المركز الثالث ثلاثة.

بداية لمشاركات دولية

تحدث السباح محمد عقلة (18 عامًا)، لعنب بلدي، عن تجربته ببطولة “النصر”، وعن إحرازه المركز الأول في السباحة “الحرة” لفئة الشباب، وقال إن شعوره لحظة إعلان فوزه كان لا يوصف، “لأن كل الجهد والتعب الذي بذله طوال الفترة الماضية تحول إلى فرحة”.

وأضاف أن أبرز التحديات التي واجهته تتمثل في ضغط التمارين المكثف وعدم القدرة على الاستمرار في التدريب شتاء بسبب غياب مسبح شتوي مخدم وضعف الإمكانات المتاحة، إلا أن إصراره وتشجيع عائلته ومدرّبه كانا الحافز الأكبر لتجاوز هذه الصعوبات.

وأكد محمد أن هذا الفوز ليس نهاية المطاف، بل بداية مشوار أكبر، إذ يحلم بالمشاركة في البطولات الدولية ورفع مستواه لتحقيق إنجازات جديدة.

من جهته، صرح المدرب ورئيس اللجنة الفنية للسباحة بحلب، عبد القادر الشلبي، لعنب بلدي، أن أداء المشاركين في بطولة “النصر”، الأولى منذ عشر سنوات، كان “مبهرًا بكل المقاييس”.

وقال إنه منذ اللحظة الأولى وحتى صافرة الختام، “أبدع السباحون والسباحات في تقديم مستويات فنية راقية وأداء احترافي يعكس شغفهم العميق بالرياضة واستعدادهم لخوض غمار المنافسات القادمة بكل ثقة”.

انطلاقة جديدة

قال الشلبي، إن هذه البطولة لم تكن مجرد حدث رياضي بل تجسيدًا لرؤية شاملة، تهدف إلى إحياء روح المنافسة واحتضان الطاقات الكامنة في كل فئة عمرية.

وأضاف أنه فتح الباب أمام جميع السباحين دون استثناء، ومنحوا تدريبًا مكثفًا امتد لأربعة أشهر، وارتفع عدد السباحين إلى أكثر من 120 مشاركًا يمثلون فئة واسعة من المواهب والخبرات.

وأشار إلى أن هدف البطولة هو اختيار نخبة المنتخب، إذا يتم اعتماد معيار الأزمنة لتقليص العدد إلى 60 سباحًا فقط، ليبقى فقط السباحون الذين أثبتوا جاهزيتهم للتحدي نحو الخوض في البطولات المقبلة.

“هؤلاء السباحون لا يمثلون فقط منتخبًا بل يمثلون إرادة متينة وذاكرة وطن ومستقبل رياضة تستحق أن تُروى قصتها بفخر”، حسب تعبير الشلبي.

آلية الاختيار

أوضح الكابتن عبد القادر حول آلية اختيار المنتخب، أنه في ختام البطولة يتم اختيار السباحين وفق معايير دقيقة تضمن الإنصاف والتميز، إذ يتم الاعتماد على الأزمنة المحققة ونوعية الأداء الفني في الحركة. 

ويُختار المركز الأول لفئة الرجال، والمركزان الأول والثاني لفئة الشباب، بينما تُمنح فرصة الانضمام للمراكز الثلاثة الأولى في فئات الصغار، الأشبال واليافعين. 

هذا التدرج يراعي الفروق العمرية والنضج الرياضي، ويعكس الحرص على بناء منتخب متوازن يجمع بين الخبرة والطموح، حسب الشلبي.

وعن الاستراتيجية المتبعة لاكتشاف المواهب وصقلها للوصول للمستوى الدولي، قال الشلبي، “تبدأ رحلتنا بخطة داخلية دقيقة، تتكامل مع خطة سنوية شاملة وهيكلة تنظيمية تضمن وضوح الأدوار واستدامة العمل”.

وأضاف أن تتم دراسة العقبات بواقعية والبحث عن حلول مبتكرة تضمن الاستمرارية والتطور، وأما على صعيد اكتشاف المواهب، فتم إطلاق بطولات مدرسية وأخرى عامة إضافة إلى بطولات خاصة بالمنتخب، بهدف رصد الطاقات الواعدة والعمل على صقلها فنيًا ونفسيًا، لأن الهدف ليس فقط المنافسة بل الوصول إلى المستوى الدولي.

نهوض رغم التحديات

تشهد السباحة السورية نهوضًا بطيئًا وسط تحديات صعبة، ورغم أن هذه الرياضة بدأت تشق طريقها نحو الازدهار، فإن هذا التقدم لا يزال محدودًا بفعل عدة عوائق، وفقًا للشلبي 

وقال المدرب، إن الدعم المادي واللوجستي لا يكاد يُذكر مقارنة بباقي الألعاب، والاهتمام المؤسسي لا يرقى لطموحات الرياضيين، خاصة مع حرمان المنتخب من ساعات تدريب كافية، بسبب سيطرة المستثمرين على المسابح وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية.

كما أثر التهميش الممنهج الذي طال الرياضة لسنوات طويلة بفعل سياسات النظام السابق على البنية التحتية والإدارية، إذ تم تعيين شخصيات غير رياضية في مواقع القرار، ما زاد من عزلة اللعبة وأضعف مسارها التنموي. 

وأشار الشلبي إلى أن غياب انتخاب رئيس جديد لاتحاد السباحة والألعاب المائية ترك فراغًا تنظيميًا ينعكس على تطور هذه اللعبة، فيما يعاني السباحون بعد تحرير المدن من صعوبة العودة إلى أنديتهم لأنها غير مهيأة لاستقبالهم، وسط ظروف اقتصادية قاسية وتغيّر البنية السكانية وانعدام الاستقرار، ما يجعل استمرار التدريب والبطولات أشبه بمعركة يومية يخوضها الرياضيون.

وأضاف المدرب أنه يتم العمل على تطوير رياضة السباحة، من خلال تأمين مسبح شتوي يضمن استمرارية التدريب، خلال فصل الشتاء ومتابعة المنتخب الوطني عبر برامج تأهيلية متكاملة. 

كما يتم الاعتماد على هيكلة تنظيمية واضحة وخطط شهرية وسنوية مدروسة، تهدف إلى تحقيق النجاح المستدام والوصول إلى أعلى مستويات الأداء والاحتراف.

مقالات متعلقة

  1. بغياب الدعم.. 70 لاعبًا يشاركون ببطولة سباحة في إدلب
  2. أربع نساء سوريات وصلن للرياضة للعالمية
  3. أول اتحاد سباحة في إدلب.. وعود ببناء كوادر وتنظيم اللعبة
  4. إقبال على رياضة السباحة في رأس العين

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية