هذا المحتوى ينشر بالتعاون والشراكة بين عنب بلدي ومؤسسة DW الإعلامية الألمانية.
قال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيرأس “اجتماعا موسعا” بشأن غزة في البيت الأبيض اليوم الأربعاء (27 أغسطس/آب 2025)، مضيفا أن واشنطن تتوقع تسوية الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بحلول نهاية العام.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان منفصل أن الوزير ماركو روبيو يلتقي مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن اليوم الأربعاء. ونشرت الوزارة نبأ الاجتماع في جدول أعمالها الرسمي مشيرة إلى أنه سيعقد في مقر الوزارة في تمام الساعة 15:15 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19:15 بتوقيت غرينتش).
وقف حرب غزة – هدف معلن بعيد المنال
وأكد ويتكوف أن إسرائيل منفتحة على مواصلة المباحثات مع حركة حماس. وأوضح أيضا أن الحركة أشارت إلى استعدادها للتوصل إلى تسوية. وكان ترامب قد وعد بإنهاء سريع للحرب في غزة خلال حملته الانتخابية عام 2024، ولكن بعد توليه منصبه في يناير كانون الثاني لا يزال هذا الهدف المعلن بعيد المنال.
وبدأت ولاية ترامب بوقف إطلاق نار دامَ شهرين، وانتهى وقف إطلاق النار بغارات إسرائيلية أودت بحياة 400 فلسطيني في 18 مارس/آذار 2025. وفي الأسابيع القليلة الماضية، أثارت صور الفلسطينيين الجوعى في غزة، ومنهم الأطفال، صدمة على مستوى العالم وزادت من حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية.
حماس تنفي رواية إسرائيل بشأن قتلى مستشفى بغزة
من جانب آخر، نفت حركة حماس يوم أمس الثلاثاء أن يكون أي من الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على مجمع ناصر الطبي في غزة قبل أمس الإثنين مسلحين. وأعلنت إسرائيل في وقت سابق مقتل ستة مسلحين في الهجوم، لكنها أشارت إلى أنها تُجري تحقيقا في كيفية مقتل مدنيين، بينهم خمسة صحفيين. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادث بأنه “مأساوي”.
وذكر المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في بيان أن أحد الفلسطينيين الستة الذين زعمت إسرائيل أنهم مسلحون قُتل في منطقة المواصي على بُعد مسافة من المستشفى، فيما قُتل آخر في مكان آخر في وقت مختلف. ولم يوضح بيان حماس ما إذا كان القتيلان اللذان لقيا حتفهما في أماكن أخرى من المدنيين أيضا.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لرويترز يوم أمس الثلاثاء إن الصحفيين العاملين لدى وكالتي رويترز وأسوشيتد برس واللذين قتلا في هجوم إسرائيلي على مستشفى في غزة لم يكونا “مستهدفين في القصف”، مضيفا أن رئيس أركان الجيش أمر بمواصلة التحقيق في كيفية اتخاذ قرار قصف المستشفى.
وقصفت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي الواقع في جنوب قطاع غزة قبل أمس الإثنين، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل منهم صحفيون يعملون لصالح رويترز وأسوشيتد برس والجزيرة ووسائل إعلام أخرى.
وقال المتحدث باسم الجيش ناداف شوشاني لرويترز أمس الثلاثاء “نؤكد أن الصحفيين العاملين لدى رويترز وأسوشيتد برس لم يكونا مستهدفين في القصف”. وأودى الهجوم بحياة ثلاثة صحفيين آخرين أيضا.
وكثيرا ما كانت رويترز تبث بثا مباشرا من مستشفى ناصر خلال الحرب على غزة باستخدام الكاميرا الخاصة بها، وكانت تبث على مدى الأسابيع القليلة الماضية بصورة يومية من موقع المستشفى الذي تعرض للقصف.
وتوقف البث المباشر لرويترز من المستشفى فجأة لحظة وقوع الغارة الأولى قبل أمس الإثنين، وكان المصور حسام المصري المتعاقد مع رويترز هو المسؤول عن البث. وقُتل المصري في الهجوم.
ولم يكن أي من الصحفيين الخمسة الذين قُتلوا في الهجوم ضمن المسلحين الفلسطينيين الستة الذين قالت القوات الإسرائيلية في بيان مكتوب صدر أمس الثلاثاء إنها استهدفتهم. وتضمّن البيان صور ستة أشخاص قُتلوا، بينهم من وصفتهم إسرائيل بأنهم أعضاء في حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
وجاء في البيان “في الوقت نفسه، يعبر رئيس هيئة الأركان العامة عن أسفه لأي ضرر لحق بالمدنيين”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يوجه أنشطته نحو الأهداف العسكرية فقط.
صحفيون قتلى وإسرائيل تتحدث عن كاميرا “وضعتها حماس”
وكتبت وكالتا رويترز وأسوشيتد برس في رسالة إلى مسؤولين إسرائيليين قبل أمس الإثنين “كان هؤلاء الصحفيون موجودين بصفتهم المهنية يؤدون عملا مهما يتمثل فيتوثيق الأحداث. ويكتسب عملهم أهمية خاصة في ظل الحظر الذي تفرضه إسرائيل منذ نحو عامين على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة”.
ومن الصحفيين القتلى أيضا مريم أبو دقة، التي كانت تعمل لصالح وكالة أسوشيتد برس ووسائل إعلام أخرى، ومحمد سلامة الذي كان يعمل لصالح قناة الجزيرة القطرية، ومعاذ أبو طه الصحفي المستقل الذي عمل مع عدة مؤسسات إخبارية، بما في ذلك الإسهام أحيانا مع رويترز، وأحمد أبو عزيز الصحفي في موقع “ميدل إيست آي”. وأصيب المصور حاتم خالد، الذي كان متعاقدا أيضا مع رويترز.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إن قواته رصدت ما قال إنها كاميرا “وضعتها حماس” في المنطقة لمراقبة قواته. وذكر أن القوات عملت على إزالة التهديد من خلال قصف الكاميرا وتدميرها.
تحرير: حسن زنيند