نفت كل من سوريا وإسرائيل، الأنباء المتداولة، عن وجود صفقة بين دمشق وتل أبيب، تتضمن تنازل إسرائيل عن مزارع شبعا، وجبل الروس، مقابل أن تتنازل سوريا عن الجولان المحتل منذ عام 1967.
مصدر حكومي سوري، نفى صحة الأخبار المتداولة عن “اقتراح اسرائيل تسليم سوريا مزارع شبعا وجبل الروس مقابل التخلي عن الجولان”، وفق ما نقل التلفزيون “العربي”، اليوم 28 من آب.
في المقابل، رد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هذه الأنباء، قائلًا، إن “الأنباء التي تفيد بأن إسرائيل درست تسليم “جبل دوف” (مزارع شبعا) أخبار كاذبة تماما”
وكانت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) قالت إن إسرائيل درست بجدية إمكانية تسليم منطقة مزارع شبعا إلى سوريا، مقابل توقف دمشق عن مطالبتها بالسيادة على هضبة الجولان المحتلة.
وأوضحت الهيئة أنه “في إسرائيل بحث المسؤولون الجدوى السياسية لهذه الخطوة، التي تتطلب موافقة 80 عضوا من أعضاء الكنيست”.
المحادثات بشأن هذا الأمر توقفت مؤقتًا عقب أحداث العنف التي شهدتها مدينة السويداء السورية، وفق الهيئة الإسرائيلية لكن “الطرفين لا يستبعدان إمكانية تجديدها مستقبلا”.
تطرق الرئيس السوري، أحمد الشرع خلال لقائه، مع وفد عربي ضم رؤساء تحرير وسائل إعلام ووزراء سابقين في القصر بدمشق، في 24 من آب الحالي، إلى موضوع المفاوضات مع إسرائيل.
واعتبر أنه لا يمكن نسخ تجربة “الاتفاقات الإبراهيمية” لأن الظروف بين إسرائيل وسوريا تختلف عن الدول العربية الأخرى، مشيرًا إلى أن لدى سوريا أرض محتلة وهي الجولان، والأولوية هي العودة لاتفاقية “فض الاشتباك” 1974، وأن التقسيم لم ينجح في سوريا.
مزارع شبعا
يتجدد الجدل والتكرار حول هوية مزارع شبعا المحتلة منذ عام 1967، وما إذا ما كانت سورية أم لبنانية، في ظل المفاوضات التي تجري بين سوريا وإسرائيل، ومفاوضات ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان.
في 5 من حزيران 1967، احتلت إسرائيل أراضي في عدة دول عربية، منها مزارع شبعا، وتبلغ مساحتها الكلّية 250 كيلومترًا، بطول 24 كيلومترًا وعمق 15 كيلومترًا.
وتابعت إسرائيل على مدى أعوام احتلالها للمزارع، خاصة بعد اجتياحاتها المتكررة للبنان إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وصولًا إلى اجتياحها لبيروت، ونهاية باحتلالها قسمًا من المزارع في عام 1989.
تقع المزارع في منطقة حدودية بين سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، على سفوح جبل الشيخ الغربية، ولهذا السبب أقامت إسرائيل عليها العديد من المراصد الضخمة، إضافة إلى العديد من محطات الإنذار.
في 30 من حزيران الماضي، قالت القناة “12” الإسرائيلية، إنه في سياق المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، وإضافة إلى جانب التعاون الأمني، من المتوقع أيضًا اعتراف إسرائيل بمزارع شبعا كأرض سورية، وهي خطوة قد تُثير غضب “منظمة حزب الله الإرهابية”، التي يُشكّل صراعها على هذه الأراضي أحد مبرراتها للحرب على إسرائيل، وفق ما قالت القناة.
في أيار من عام 2000، انسحبت إسرائيل أحاديًا من جنوبي لبنان وبلدة شبعا، وأبقت على احتلالها للمزارع.
وعقب الانسحاب، رسم فريق أممي خط الانسحاب (الخط الأزرق)، وأعلن أن إسرائيل أتمت انسحابها من الأراضي اللبنانية، وفقًا للقرار الدولي رقم “425”.
وبهذا الإعلان، اعتبرت الأمم المتحدة أن مزارع شبعا سورية، وخاضعة لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بهضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل.