نفذت إدارة مكافحة المخدرات السورية والاستخبارات التركية، عملية ضبط كمية من المخدرات في ريف دمشق، لأول مرة.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في 2 من أيلول، عن ضبط 500 كيلوجرام من المواد الأولية المخصصة لصناعة المخدرات وكمية كبيرة من حبوب الكبتاجون، في منطقة يعفور بمحافظة ريف دمشق.
وأوضحت الداخلية عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك“، أن العملية نفذت بين إدارة مكافحة المخدرات، بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات التركية.
وأضافت الداخلية أن المواد المخدرة التي ضبطت كانت مخبأة داخل مواد غذائية محفوظة في علب بلاستيكية، وضمن أوانٍ كبيرة مدفونة تحت الأرض.
وأشارت إلى مصادرة المضبوطات بالكامل، وإلقاء القبض على جميع المتورطين وتحويلهم إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية وفق الأصول.
ونوهت وزارة الداخلية إلى أن إدارة مكافحة المخدرات تواصل متابعتها لمكافحة شبكات التهريب والترويج والقضاء على آفة المخدرات.
تعاون مشترك
ويأتي التعاون السوري- التركي في ملف المخدرات، من ضمن التنسيقات التي تجريها إدارة مكافحة المخدرات السورية مع الدول المجاورة لها.
وفي تموز الماضي، نفذت إدارة مكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات العراقية، عملية أمنية نوعية أسفرت عن ضبط مليون و350 ألف حبة من مادة الكبتاجون المخدرة، كانت معدّة للتهريب خارج سوريا.
وتمكنت الجهات المختصة خلال العملية من إلقاء القبض على عدد من المتورطين في العملية، وجرى تحويلهم إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وفي 25 من آب الماضي، تمكن فرع مكافحة المخدرات في محافظة ريف دمشق، بالتعاون مع مديرية حرس الحدود بمنطقة الزبداني، من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي اللبنانية.
وقدرت كمية المضبوطات المخدرة بحوالي 498 كف حشيش مخدر، بالإضافة إلى 198 ظرف حبوب مخدرة، بحسب وزارة الداخلية.
كما وقع اشتباك بين العناصر الأمنية مع المهربين خلال تنفيذ العملية، ما اضطرهم إلى ترك الحمولة والفرار باتجاه لبنان، وصادرت إدارة مكافحة المخدرات الكمية كاملة.
واعتبرت وزارة الداخلية، أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة مكافحة المخدرات للحد من تهريب وانتشار هذه الآفة الخطيرة، حفاظًا على أمن المجتمع وسلامة أفراده.
الالتزام بمكافحة المخدرات
أصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تقريرًا حول “المخدرات العالمي 2025″، الذي حذر أن سوريا لا تزال تشكل مركزًا رئيسيًا للمخدرات، حتى بعد سقوط نظام الأسد الذي كان المستفيد الأكبر من إنتاج وتجارة الكبتاجون في سوريا، ورغم جهود الحكومة الجديدة في تعطيل سلاسل التوريد.
من جهته أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، مواصلة الوزارة التزامها بمكافحة المخدرات، كجزء من معركة الدولة لحماية حاضر سوريا ومستقبلها.
وذكر التقرير الذي صدر في حزيران الماضي، أنه على الرغم من عداء الحكومة الحالية في سوريا لتجارة المخدرات، تظل البلاد مركزًا لإنتاج وتوزيع المخدرات، وقد تعهدت الإدارة الجديدة بتعطيل سلسلة التوريد، وقد برهنت على ذلك بإتلاف كميات كبيرة من الكبتاجون المضبوط علنًا.
أدى سقوط نظام الأسد في سوريا إلى غموض يكتنف مستقبل تجارة الكبتاجون، وفق التقرير، فبعد الانتقال السياسي، كشف عن مواقع كبيرة لتصنيع الكبتاجون في البلاد.
ورغم أن هذا الاكتشاف قد يعطل إمدادات المخدر، إلا أن أحدث بيانات الضبطيات لعامي 2024 و2025 تؤكد استمرار تدفق الكبتاجون، بشكل رئيسي إلى دول شبه الجزيرة العربية، مما قد يشير إلى إطلاق كميات متراكمة سابقًا أو استمرار إنتاجه في مواقع مختلفة.
رئيسة الشؤون الاجتماعية في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أنجيلا مي، قالت في تصريح صحفي، إن هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بملف المخدرات في سوريا في الوقت الحالي، إذ لا تزال هناك مخزونات من هذه المادة تشحن لخارج البلاد، ويدرس المكتب الوجهة التي قد ينتقل إليها الإنتاج، إذ يلاحظ توسعًا إقليميًا في الاتجار، فقد اكتشفت مختبرات في ليبيا.
أنجيلا مي، اعتبرت أن المجموعات التي تعمل بتجارة المخدرات، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة أجمع، تدير تجارة الكبتاجون منذ زمن طويل، ولن يتوقف إنتاجه في غضون أيام أو أسابيع.