“قصر المطر”.. الذاكرة الشعبية في مواجهة الاحتلال

  • 2025/09/07
  • 8:29 م
رواية قصر المطر للكاتب ممدوح عزام
enab_get_authors_shortcode

تعد رواية “قصر المطر”، للكاتب السوري ممدوح عزام، من أبرز الأعمال الروائية التي تناولت فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا في مطلع القرن الـ20، والمرحلة التي شهدت اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 في جبل العرب.

اعتمد عزام على استحضار التاريخ المحلي للسويداء وجبل العرب بوصفه محورًا رئيسًا في السرد، لكنه لم يقدمه من زاوية بطولية تقليدية، بل من خلال تفاصيل الحياة اليومية للناس العاديين، ممن واجهوا الاحتلال الفرنسي وتداعياته بوسائل بسيطة.

الرواية التي صدرت عام 1998 عن دار “أطلس للنشر والتوزيع”، وتبرز حضور الفلاحين والنساء والشباب كأبطال غير مرئيين، لتكشف عن دورهم في تشكيل الذاكرة الجماعية، وفي إعادة بناء الانتماء الوطني بعيدًا عن خطاب النخب السياسية والعسكرية.

وبنيت سردية الأحداث في رواية الكاتب على شخصية تستعيد الذاكرة من جسد رجل مقتول، لتكشف من خلالها تاريخ عائلة الفضل التي تعرضت للتهجير نتيجة صراع داخلي وضغوط خارجية فرضها الاحتلال.

وضعت الرواية القارئ أمام صورة مركبة، فالمستعمر ليس وحده المسؤول عن القهر الذي عاشه الناس، بل تكشف النصوص عن أدوار للانقسامات العشائرية والصراعات الطبقية التي زادت من هشاشة المجتمع المحلي.

أظهر الكاتب ممدوح عزام، في قصة آل الفضل ونزوحهم من أراضيهم، كيف اجتمعت العوامل الداخلية والخارجية على دفع الأهالي إلى الخراب، وكيف تحولت القرى والخرائب نفسها إلى فضاء للمقاومة الشعبية، حين شكّل الفلاحون العمود الفقري في مواجهة الفرنسيين.

في خلفية هذه الحكاية، ناقش الكاتب في روايته فكرة هل يمكن لمجتمع مثقل بالانقسامات الداخلية أن يقود ثورة وطنية ضد الاحتلال.

وتحدثت فصول الرواية عن صراع دار بين عائلتين متنازعتين، فأوضح عزام أن الاحتلال وجد في هذه الانقسامات ثغرة للتمدد، لكن الرواية تلمّح أيضًا إلى أن روح المقاومة ظلت قادرة على إنتاج أشكال من التضامن في أحلك الظروف.

اعتمد الكاتب عزام على لغة مشبعة بالصور والرموز، لكنها لم تُبعد الرواية عن جانبها التوثيقي، فالمكان في النص ليس مجرد خلفية، بل تحول إلى شخصية حاضرة.

من الكاتب؟

ولد ممدوح عزام في السويداء عام 1950، وعمل مدرسًا قبل أن يتفرغ للكتابة.

بدأ مشواره بمجموعة قصصية حملت عنوان “نحو الماء” عام 1985، ثم أصدر روايته الأولى “معراج الموت” عام 1987 التي تحولت لاحقًا إلى فيلم بعنوان “اللجاة”.

ونشر لاحقًا أعمالًا بارزة بينها “جهات الجنوب” عام 2000 و”أرض الكلام” عام 2005 و”نساء الخيال” عام 2011.

مقالات متعلقة

  1. "نحو الماء".. حكايات الجنوب إلى كل الجهات
  2. جائزة "كتارا" تعلن عن قائمتها الطويلة للرواية العربية.. مشاركة سورية
  3. "بيت حدد" و"الخائفون" من سوريا.. في القائمة الطويلة لـ "البوكر"
  4. ثماني روايات سورية رُشحت لـ "بوكر"

كتب

المزيد من كتب