أزمة معلمي الشمال على أبواب المديرية في حلب

  • 2025/09/07
  • 6:40 م
enab_get_authors_shortcode

تصاعدت احتجاجات المعلمين في ريف حلب الشمالي والشرقي، وانتقلت لأول مرة إلى وسط مدينة حلب.

وشهدت ساحة سعد الله الجابري، اليوم الأحد 7 من أيلول، وقفة احتجاجية حاشدة شارك فيها عشرات المعلمين القادمين من مختلف المناطق.

التحرك، الذي سبق انطلاق تظاهرة باتجاه مبنى مديرية التربية، حمل هذه المرة نبرة أكثر حدة، وطالب المعلمون المشاركون بالاحتجاج بإقالة مدير التربية إلى جانب المطالب الأساسية المتعلقة بـ“التثبيت وصرف الرواتب المتأخرة”.

ويأتي هذا التصعيد بعد أقل من أسبوع من الاحتجاجات المتفرقة في مدن وبلدات الريف الشمالي.

التثبيت.. المطلب الأول

أسامة شبيب، أحد منظمي الاحتجاجات، قال لعنب بلدي إن انتقال المعلمين إلى مدينة حلب جاء للمطالبة بتنفيذ وعود وزارة التربية والمعنيين بملفهم.

وعلى رأس المطالب تثبيت جميع المعلمين الذين شكلوا “الجزء الأساسي” من العملية التعليمية في الشمال.

وأوضح أن معظمهم طلاب جامعيون لم يتمكنوا من إكمال دراستهم بسبب الملاحقات الأمنية وانخراطهم في الثورة.

واضطر المعلمون نتيجة ذلك للتدريس في المخيمات وتحت القصف وفي ظروف النزوح، لكنهم يواجهون اليوم قرارات وصفها بـ“المجحفة” نتيجة التهميش.

وتساءل عن مصير السنوات التي قضوها خارج الخدمة وما إذا كانت ستحتسب لهم.

وانتقد شبيب تصريحات معاون مدير التربية المتعلقة بحجم الكادر التعليمي وأن المديرية بحاجة لوقت كي تتعامل مع ملف التثبيت.

واعتبر أن ملف معلمي الشمال أحيل إلى المديرية منذ ثلاثة أشهر “لكن دون أي خطوات ملموسة حتى الآن”.

“عمل بلا تقدير”

من جهته، قال حسن حاج زينو، مدرس في بلدة أخترين منذ عام 2016، إنه انقطع عن دراسته الجامعية في حلب مع انطلاق الثورة.

وذكر أنه سيعامل الآن على شهادة الثانوية بصفة “وكيل” دون تثبيت.

وأضاف، في حديثه إلى عنب بلدي، أن المعلمين “فتحوا المدارس بجهودهم الخاصة” وعملوا لفترات طويلة دون رواتب.

وأشار إلى أنه شخصيًا سجل ما يزيد على 1600 يوم عمل “لكن سيعامل كوكيل غير مثبت”.

أما محمد صادق، المدرس في مدرسة الباروزة بريف أخترين، فأوضح أن المعلمين كانوا يتقاضون رواتبهم من الجانب التركي منذ عام 2017 حتى توقفت في 1 من تموز الماضي.

وأحيل ملف الرواتب لاحقًا إلى مديرية التربية في حلب، لكنهم بقوا منذ ثلاثة أشهر بلا رواتب.

وأشار إلى أنهم قدموا أوراق التثبيت قبل العطلة الصيفية، لكن حتى اليوم لم يصدر أي قرار يوضح الآلية أو الشروط المطلوبة.

فيما يقترب العام الدراسي الجديد من دون وضوح في الوضع الوظيفي، وذلك بحسب صادق.

ديانا مكي، مدرسة مشاركة في الاحتجاجات، إن المعلمين في الشمال واجهوا ظروفًا قاسية من قصف وتهجير وعمل بلا مقابل، وحاولوا إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال من الأمية.

واعتبرت أن المعلمين لم يحصلوا على أي تقدير يوازي سنوات الخدمة، ومطلبهم الأساسي هو الحصول على أرقام ذاتية دون قيد أو شرط.

وأشارت إلى أن قطاعات أخرى جرى دمج مؤسساتها باستثناء قطاع التعليم، منتقدة استمرار “التهميش والمماطلة”.

مدير التربية يشرح

ومع وصول الحشود إلى مبنى مديرية التربية في حلب وارتفاع الهتافات المطالبة بإقالة المسؤولين، حاول معاون مدير التربية، محمد عبد الرحمن، التحدث إلى المعلمين، إلا أنهم رفضوا الاستماع له وأصروا على حضور مدير التربية بنفسه.

وتحت ضغط الأصوات وكثافة التجمع، اضطر مدير التربية في حلب، أنس قاسم، إلى النزول لملاقاة المحتجين ومحاولة تهدئة الموقف.

قاسم أوضح أن المديرية أكملت العمل على القاعدة الجديدة للرواتب وأن الملف الأول صار جاهزًا، ومن المتوقع صرف الرواتب اعتبارًا من يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل.

وأضاف أن ملفات التثبيت الخاصة بجميع المعلمين قد وصلت إلى المديرية منذ نحو 15 يومًا، وتتم حاليًا عملية فرزها وتحضيرها.

وأوضح أن بعض المعلمين لديهم أرقام ذاتية قديمة، والبعض الآخر مرتبط بفروع تعليمية مختلفة أو يحمل مؤهلات غير تعليمية، مثل الحقوق والصحة والهندسة.

“سأقدم استقالتي”

وقال إن المعلمين الذين لديهم رقم ذاتي وكانوا مثبتين لن يواجهوا أي مشكلة، بينما الملفات الأخرى قيد الدراسة وستكتمل خلال 15 يومًا لترفع إلى وزارة التربية.

وأشار إلى أن أي مقترح للتثبيت يتطلب تكليفًا من رئيس الحكومة وموافقة الجهاز المركزي للرقابة المالية لضمان اعتماد التمويلات المالية.

وأكد أن المديرية لم تهمل المعلمين، لكنها تواجه صعوبة في استعادة الثقة بعد تكرار التصريحات غير الملزمة.

وأضاف المدير أنه إذا لم تحل المشكلات المتعلقة بالتثبيت والرواتب حتى الأول من تشرين الأول القادم، فإنه سيقدم استقالته.

وفي هذا السياق، قالت المدرسة حياة ناصر في مدرسة “علي بن أبي طالب” بمدينة إعزاز إن تصريحات مدير التربية أمام الإعلام يجب أن تعتبر ملزمة.

وأوضحت، لعنب بلدي، أن أي تأخير بعد الموعد المحدد قد يفتح المجال لإعادة الاحتجاجات أو تنظيم أخرى جديدة إذا لم تتابع المديرية ملف المعلمين بجدية.

من جهتها، اعتبرت خديجة عبد الرحمن، المدرسة في مدرسة “علي بن أبي طالب”، أن تجاوب مدير التربية يمثل “بارقة أمل” في معالجة الأزمة.

وأكدت لعنب بلدي أن الهدف النهائي هو إصلاح الوضع دون استهداف أي جهة أو مسؤول.

آلاف المعلمين الوكلاء يواجهون مصيرًا مجهولًا بريف حلب

احتجاج سابق

هذا وشهدت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، بينها إعزاز، الباب، عفرين، جرابلس، ومارع، تظاهرات حاشدة لمئات المعلمين، احتجاجًا على التأخير في التثبيت وصرف الرواتب المتأخرة.

ورفع المعلمون، في 3 من أيلول، لافتات انتقدوا من خلالها ما وصفوه بـ”التلكؤ” في إجراءات وزارة التربية ومديرية تربية حلب.

واعتبروا أن التأخير يمثل إهانة لجهودهم وتضحياتهم خلال السنوات الماضية.

وجاءت تلك الاحتجاجات استجابةً لدعوات أطلقتها نقابة المعلمين السوريين الأحرار.

ونشرت النقابة بيانًا على صفحتها في فيسبوك مع بداية أيلول الحلاي، دعت فيه المعلمين إلى تنظيم وقفات سلمية للمطالبة بحقوقهم المعلقة.

معلمون في الشمال السوري يحتجون بهدف التثبيت

مقالات متعلقة

  1. معلمون في الشمال السوري يحتجون بهدف التثبيت
  2. آلاف المعلمين الوكلاء يواجهون مصيرًا مجهولًا بريف حلب
  3. ريف حلب.. وقفة احتجاجية ضد قرار فصل معلمين خرجوا بمظاهرات
  4. معلمون في ريف حلب يحتجون على انخفاض الرواتب.. قرار الزيادة تركي

تعليم

المزيد من تعليم