“دودة اللوز” تهلك 40% من محصول القطن برأس العين وتل أبيض

  • 2025/09/14
  • 3:24 م
مزارع يرش حقل قطن بالمبيدات في قرية تل برغي التابعة لمدينة تل أبيض شمالي الرقة - 30 آب 2025 (عنب بلدي)

مزارع يرش حقل قطن بالمبيدات في قرية تل برغي التابعة لمدينة تل أبيض شمالي الرقة - 30 آب 2025 (عنب بلدي)

enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – رأس العين

يواجه مزارعو مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا مخاوف متزايدة من خسائر مالية محتملة، مع انتشار “دودة اللوز” المعروفة محليًا بدودة القطن التي بدأت تؤثر بشكل ملحوظ على الحقول هذا الموسم.

تتغذى هذه الحشرة على أوراق وثمار القطن، ما يؤدي إلى ضعف نمو المحصول وتراجع جودته، كما تؤثر بشكل مباشر على جوزة القطن، ما يقلل من كمية الإنتاج اللازمة لتغطية تكاليف الزراعة وتحقيق هامش ربح للمزارع.

آفة تهدد القطن

رشّ محمد العبدو (49 عامًا)، من قرية تل برغي التابعة لمدينة تل أبيض، محصوله أربع مرات هذا الموسم أملًا في القضاء على دودة القطن بشكل نهائي.

ووجد محمد عند عملية الري الأخيرة للمحصول، المعروف بفطام القطن، الدودة منتشرة حول جوز القطن، مسببة لها أضرارًا كبيرة.

وأوضح أنه بعد عملية الري الأخيرة لم يعد يستطيع رش المحصول مرة خامسة، خشية أن تتضرر الجوزة بشكل أكبر وتزيد الخسائر.

أجبره ذلك على اللجوء إلى استخدام نوع من المبيدات المخصصة لمحصول القطن دون مياه، لكنها قضت فقط على نحو 30% من الديدان المنتشرة في الحقل.

وأشار إلى أن انتشار دودة القطن تسبب بأضرار كبيرة لنحو 45% من المحصول، رغم استخدامه عدة أنواع من المبيدات التي لم تثبت فعاليتها.

لم يحالف الحظ مصطفى العامر (51 عامًا)، من قرية الأميرط شرقي مدينة رأس العين، إذ أصيب حقله الذي تبلغ مساحته 25 دونمًا (يبلغ الدونم الواحد 1000 متر) بدودة القطن، رغم قيامه برشه خمس مرات منه للوقاية من دودة القطن.

اتهم مصطفى الصيدليات الزراعية ببيع أدوية غير فعالة وتجارية، لا تستطيع القضاء على الدودة، مؤكدًا أن مفعولها يكاد يكون معدومًا، وأنها لم تقدم أي حماية فعلية للمحصول.

وأوضح أنه حتى قبل ظهور الدودة، حرص على شراء الأدوية ورشّها في حقله كإجراء وقائي، لكنه لم يلحظ أي تأثير يذكر.

وأشار إلى أن الدودة تسببت بأضرار كبيرة للقطن، حيث لحق الضرر بنحو 40% من محصوله، إضافة إلى تراكم ديون المبيدات بقيمة 750 دولارًا أمريكيًا.

واعتبر أغلبية المزارعين أن الأدوية لم تكن فعالة بما يكفي لمكافحة انتشار الدودة في حقولهم، ما دفعهم إلى استخدام كميات أكبر من المبيدات أو تجربة أنواع أخرى.

ما سبب انتشارها؟

المهندس الزراعي حميد الحسيني، قال لعنب بلدي، إن انتشار “دودة اللوز” في محاصيل تل أبيض ورأس العين جاء نتيجة الإهمال في الرصد المبكر للمحاصيل وعدم متابعة الإصابات منذ البداية.

وأوضح أن بعض المبيدات التجارية التي يلجأ إليها المزارعون لم تثبت فاعلية كافية، إذ لم تقضِ سوى على نسبة محدودة من الديدان، ما أدى إلى استمرار الضرر على جوزة المحصول.

وأضاف أن طريقة الرش العشوائية وعدم الالتزام بالجرعات الموصى بها تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم المشكلة، مؤكدًا أن هذا الأسلوب يزيد من خطر تضرر الجوزة ويقلل إنتاج الموسم بشكل كبير.

وبيّن أن دودة اللوز سببت ضررًا يقدّر بنحو 40% من المحاصيل في تل أبيض ورأس العين.

وأشار إلى أن تجاهل استشارة المهندسين الزراعيين قبل استخدام المبيدات جعل المزارعين أكثر عرضة لخسائر مالية، داعيًا إلى اتباع الطرق العلمية في مكافحة الدودة للحفاظ على جودة الإنتاج.

70 ألف دونم

مدير الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي برأس العين، مجد كسار، قال لعنب بلدي، إن العام الحالي شهد زراعة 70,000 دونم من القطن في رأس العين وحدها، وهو رقم كبير مقارنة بالعام السابق الذي بلغت فيه مساحة زراعة المحصول 27,000 دونم فقط.

وأوضح أن انتشار دودة اللوز يعود لعدة أسباب، أبرزها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية في المنطقة، بالإضافة إلى ضعف المبيدات الزراعية المتوفرة.

وأضاف أن المديرية عملت على تقديم استشارات وإجراء جولات ميدانية على الحقول، وحذرت الأهالي من استخدام بعض أنواع المبيدات، معتبرًا أن اعتمادهم على قراراتهم الفردية أدى إلى توسع انتشار الدودة.

وأشار إلى أن نسبة الضرر الحقيقية في رأس العين تصل إلى نحو 38% من المحاصيل التي اطلعت عليها المديرية.

تعتمد مدينتا رأس العين وتل أبيض بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل، ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.

ووفق أرقام حصلت عليها عنب بلدي، فإن مساحة الأراضي الزراعية في رأس العين تبلغ 1.270 مليون دونم، المزروعة منها تبلغ 200,000 دونم فقط، بينما تتجاوز مساحة الأراضي البعلية 420,000 دونم، وباتت متصحرة نتيجة تراجع مستوى المياه، وتعتبر ذات إنتاج قليل وشبه معدوم.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في تل أبيض 1.190 مليون دونم، ومساحة الأراضي المروية المزروعة 310,000 دونم، بينما المساحة البعلية المزروعة 431,000 دونم.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إذ يعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

مقالات متعلقة

  1. "دودة القطن" تهدد المحصول في رأس العين
  2.  اعتراض العمال على الأجور يؤخر جني القطن برأس العين
  3. “دودة اللوز” تضرب موسم القطن في سهل الغاب
  4. السعر منخفض.. لا أسواق لتصريف القطن في رأس العين

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية