حساسية موسمية.. حلول دوائية ومناعية لـ”حمى القش”

  • 2025/09/14
  • 9:36 م
البخاخات الأنفية الكورتيزونية واحدة من أساليب علاج حساسية حمى القش (كانفا)

البخاخات الأنفية الكورتيزونية واحدة من أساليب علاج حساسية حمى القش (كانفا)

enab_get_authors_shortcode

مع اقتراب فصل الخريف، يعود مشهد العطاس المتكرر واحمرار العينين وسيلان الأنف ليذكّر المصابين بالحساسية الموسمية بما يشبه “المعاناة الدورية” التي تفرضها الطبيعة.

تُعرف هذه الحالة أيضًا بـ”حمى القش” أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي، وتنتج عن استنشاق غبار الطلع أو مواد مهيجة منتشرة في الهواء خلال مواسم معيّنة ولا سيما في الربيع أو الصيف أو الخريف.

بحسب دراسة أعدها الدكتور جيمس فرناندي، من كلية “كليفلاند كلينيك ليرنر” للطب في الولايات المتحدة، وراجعها الدكتور براين ماندل، فإن الحساسية الموسمية ليست مجرد إزعاج مؤقت، بل يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة اليومية، والنوم، وحتى الأداء المدرسي أو العملي لدى المصابين.

الأعراض والتشخيص

تظهر الأعراض بشكل رئيس في الغشاء المبطن للأنف، مما يتسبب في التهاب الأنف التحسسي، أو الغشاء المبطن للأجفان والمغطي لبياض العينين (الملتحمة)، مما يؤدي إلى التهاب الملتحمة التحسسي، وتتباين شدة الأعراض مع تقلب فصول السنة.

تتراوح أعراض الحساسية الموسمية بين العطاس المتكرر، وسيلان أو انسداد الأنف، والحكة في الأنف والحلق والعينين، إضافة إلى احمرار العينين والدمع المستمر.

كما تشمل الأعراض الأخرى كلًا من السعال والأزيز التنفسي، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من الربو، وأحيانًا التهيج واضطرابات النوم.

يعتمد الأطباء على ملاحظة الأعراض وتوقيت ظهورها أولًا، وغالبًا ما يتم اللجوء إلى اختبار وخز الجلد أو فحص الأجسام المضادة (IgE) لتحديد المادة المسببة للحساسية، خصوصًا في الحالات المعقدة أو المزمنة.

العلاجات المتاحة

توصي الدراسة بعدة مستويات من العلاج:

  • البخاخات الأنفية الكورتيزونية: الخيار الأول والأكثر فاعلية.
  • مضادات الهيستامين: سواء على شكل أقراص أو بخاخات أنفية، وقد تُدمج مع مزيلات الاحتقان لفترة قصيرة.
  • العلاجات المساعدة: مثل غسل الأنف بمحلول ملحي لتخفيف الاحتقان.
  • في الحالات الأكثر شدة، قد يتم اللجوء إلى كورتيزونات فموية أو بالحقن لفترات قصيرة جدًا.

أما بالنسبة لأعراض العين، فتنصح الدراسة بغسل العينين بالمحاليل العادية (الدموع الاصطناعية) أو استخدام القطرات العينية المضادة للهيستامين، مع إمكانية اللجوء إلى القطرات الكورتيزونية تحت إشراف طبي صارم، وتنصح بعدم ارتداء العدسات اللاصقة في أثناء نوبات التهاب الملتحمة التحسسي.

العلاج المناعي

تفتح الدراسة نافذة على ما يُعرف بـ”العلاج المناعي” (إزالة التحسس)، وهو أسلوب علاجي يقوم على تعريض المريض تدريجيًا لكميات صغيرة من المادة المثيرة للحساسية، سواء عن طريق الحقن أو تحت اللسان، بهدف تدريب الجهاز المناعي على التعايش مع هذه المادة وتقليل ردود الفعل التحسسية بمرور الوقت.

لكن، يشدد الأطباء على ضرورة أن يتم هذا العلاج في بيئة مراقبة، بسبب احتمال حدوث تفاعلات تحسسية شديدة، ولو بشكل نادر.

الحساسية الموسمية ليست مرضًا يمكن تجاهله على أنه “عطاس موسمي”، بل هي حالة صحية تحتاج إلى متابعة وعلاج، خصوصًا أن تطورها قد يؤدي إلى مضاعفات مثل الربو أو التهابات الجيوب المزمنة.

والرسالة الأساسية التي تخلص إليها الدراسة أن العلاج المبكر والمتكامل، سواء دوائي أو مناعي، قادر على الحد من تأثير هذه الحساسية وتحسين جودة حياة المصابين بها.

مقالات متعلقة

  1. التهاب الأنف التحسسي.. أكثر التهابات الأنف شيوعًا
  2. يشيع بين الأطفال والبالغين.. ماذا تعرف عن الربو التحسسي
  3. ما الذي تعرفه عن دواء كلاريناز؟
  4. ما الذي نعرفه عن بخاخ الأنف ليفوستين

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية