إقبال على رياضة “كمال الأجسام” في دير الزور

  • 2025/09/14
  • 3:33 م
لاعب كمال اجسام يستعرض جسمه في الصالة الرياضية بمدينة دير الزور - 20 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

لاعب كمال اجسام يستعرض جسمه في الصالة الرياضية بمدينة دير الزور - 20 آب 2025 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – عبادة الشيخ

تزايد الإقبال بشكل ملحوظ على رياضة “بناء الأجسام” (كمال الأجسام) في محافظة دير الزور بعد سقوط النظام السوري السابق، ما يعكس رغبة الشباب في تجاوز التحديات اليومية واستعادة نمط حياة صحي، بعد سنوات من التراجع بسبب الظروف الأمنية.

ورغم أن رياضة “كمال الأجسام” تعتبر من الكماليات في ظل الظروف المعيشية الصعبة بالمحافظة، فإن ممارسيها يجدون طرقًا للتكيف، فبينما يرى بعضهم أن ارتفاع الأسعار وتدني الدخل يشكلان عائقًا، يجد آخرون في ممارسة الرياضة نوعًا من الاستثمار في صحتهم الجسدية والنفسية، ما يدفعهم لتوفير النفقات اللازمة للاشتراك في النوادي.

اللاعب محمد العبد الله، من مدينة العشارة بدير الزور، قال إن الشباب يدفعون رسومًا شهرية متواضعة نسبيًا تبلغ حوالي عشرة دولارات، مما يجعلها خيارًا ممكنًا للكثيرين.

كما أسهم سقوط النظام السابق باستعادة نشاطها، إذ لم يكن بالإمكان ممارستها سابقًا لعدم وجود أندية في الريف، فضلًا عن انتشار الحواجز الأمنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم والمواصلات التي اختلفت عن السابق بنسبة كبيرة.

عمار العسكر، مدرب لياقة بدنية، قال لعنب بلدي، إنه يتم تجهيز لاعبين في دير الزور لخوض بطولات على مستوى المحافظة والجمهورية، كما أنه ينسق مع مديرية الشباب والرياضة لإقامة بطولات على مستوى المحافظة.

الإقبال على هذه الرياضة زاد خلال الفترة الماضية بعد توقفها لثلاثة أشهر مطلع العام الحالي، رغم أنها تعتبر من الكماليات والأمور الثانوية والترفيهية بالنسبة لشباب المنطقة، بحسب منير الرويلي، الذي يمتلك ناديًا لرياضة “كمال الأجسام” في مدينة دير الزور.

ولاحظ الرويلي زيادة بالتسجيل في ناديه بشكل تدريجي خلال الأشهر الأخيرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن نسب التسجيل تتفاوت بين فصلي الشتاء والصيف، إذ تتحسن قليلًا في فصل الصيف.

وأشار إلى عودة العديد من شبان المنطقة وزيادة عنصر الشباب بعد موجات الهجرة التي شهدتها المحافظة خلال سنوات سيطرة النظام السابق، إذ هاجر العديد من زبائنه إلى خارج سوريا، مؤكدًا أن الأندية بدأت تتعافى بسبب عودة المهجرين إلى مدينتهم.

ويتقاضى سامر أجورًا شهرية تصل إلى عشرة دولارات من كل مشترك، وأشار أن الوضع الاقتصادي لديه صار أفضل بعد تحسّن واقع الكهرباء وانخفاض سعر ليتر المازوت من 18,000 ليرة سورية خلال فترة سيطرة النظام السابق إلى 7000 ليرة سورية اليوم.

تحديات اقتصادية.. خطط للتكيف

تشكّل التحديات الاقتصادية عائقًا أمام ممارسي رياضة “كمال الأجسام” في دير الزور، فبينما تُعتبر هذه الرياضة في مناطق أخرى استثمارًا في الصحة، يرى كثيرون أنها “ترف” في ظل تدني الدخل وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

ويواجه اللاعبون صعوبة في تأمين التغذية السليمة، خاصة مع عدم توازن وثبات أسعار اللحوم والدجاج ومنتجات الألبان، والتي تعد أساسية لبناء العضلات.

كما أن توفير المكملات الغذائية المستوردة، مثل “البروتين” و”الكرياتين”، يمثل تحديًا ماليًا، ما يدفع الكثير من الشباب للاعتماد على بدائل طبيعية ووجبات محلية بسيطة لتعويض النقص، بحسب رياض الخضر وهو لاعب “كمال أجسام”.

بالمقابل، فإن رسوم الاشتراك الشهرية المعقولة، جعلت من الرياضة خيارًا ممكنًا لكثيرين بحسب الخضر.

تنوع في أساليب التدريب

مجد المضحي، مدرب رياضي، قال لعنب بلدي، إن هنالك تنوعًا في أساليب التدريب بالنوادي الرياضية بدير الزور، وهذا الأمر يتناسب مع أهداف اللاعبين المختلفة، لكن يميل الشباب بشكل عام إلى الأساليب التي تركز على بناء الكتلة العضلية وزيادة القوة.

الأسلوب الأكثر شيوعًا هو التدريب المجزأ (Split Routine)، حيث يتم تخصيص يوم لكل مجموعة عضلية أو مجموعتين، مثل يوم للصدر والكتف، ويوم آخر للظهر والأرجل، وهو ما يسمح بتركيز أكبر على كل عضلة لتحقيق أقصى نمو.

كما يفضل العديد من الشباب التدريب عالي الشدة (High-Intensity Training – HIT)، الذي يعتمد على أوزان ثقيلة وعدد تكرارات قليل لزيادة القوة بشكل سريع، بحسب المضحي.

ورغم أن التدريب الوظيفي (Functional Training) واللياقة البدنية العامة بدأت تكتسب شعبية، فإن الهدف الأساسي لمعظم الشباب هو تحقيق جسم رياضي وقوي، مما يجعل تدريبات القوة التقليدية هي الخيار المفضل لديهم.

خطط للتطوير

علي الصالح، مدير المكتب التنفيذي في محافظة دير الزور، قال لعنب بلدي، إن هنالك رؤية واضحة تهدف إلى نشر ثقافة صحيحة وسليمة لرياضة “بناء الأجسام”، وذلك عبر تطوير الأندية والمراكز القائمة وتجهيزها بمدربين مؤهلين.

وتشمل خطط المكتب متابعة تراخيص المنشآت الرياضية، وتقديم ورشات عمل ودورات تدريبية للكوادر المحلية بالتعاون مع اتحاد اللعبة، والتركيز على أهمية التغذية السليمة ومخاطر المنشطات، لجذب المواهب الشابة.

ويخطط المكتب لإنشاء مركز تدريبي في جامعة “الفرات” وآخر تابع لمديرية الرياضة والشباب بأسعار رمزية، بالإضافة إلى تقديم مكافآت للمواهب الواعدة وتنظيم بطولات دورية على مستوى المحافظة.

مقالات متعلقة

  1. تراجع في رياضة "كمال الأجسام" مع إغلاق صالاتها بدرعا
  2. الحياة تعود إلى أندية "كمال الأجسام" في الغوطة الشرقية
  3. الهرمونات والمنشطات.. في رياضة كمال الأجسام
  4. رياضيون سوريون يشكلون اتحادًا "حرًا" لكمال الأجسام

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية