أكدت إدارة المرور في سوريا، أنها ألقت القبض على سيدة تعرضت إلى عنصر شرطة المرور في العاصمة دمشق، عقب ركنها سيارتها في مكان مخالف، الأحد 14 من أيلول.
وفي تصريح لعنب بلدي، كشفت الإدارة أن إلقاء القبض جرى بتهمة إهانة الموظف في أثناء تأدية عمله، بالإضافة لجرم إثارة النعرات الطائفية وزرع الفتن بين مكونات الشعب السوري.
وأوضحت أن الفتاة أحيلت إلى فرع الأمن الجنائي، للتوسع في التحقيق، ثم للقضاء لتنال عقوبتها وفقًا للقانون.
وكان ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي قد تدوالوا، تسجيلًا للسيدة برفين بيبو، وهي صانعة محتوى في “تيك توك”، عقب مخالفتها أحد أنظمة المرور، ومطالبة الشرطي الموجود في مكان الحادثة لأوراق سياراتها.
وأظهر التسجيل السيدة وهي تتوجه للشرطي، بإساءة لفظية ذات طابع طائفي، بسبب لهجته واستخدامه لحرف “القاف” المستخدم في لهجة أبناء الساحل السوري.
الفيديو أثار موجة تضامن واسعة، بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الشرطي ظهر بالمقطع المصور، وهو يتصرف بهدوء وانضباط، تجاه استفزاز السيدة التي حاولت التعدي على “كرامته” كما وصفها المستخدمون، وطالبوا من خلال تعليقاتهم، بمحاسبتها، وتجريم الخطاب الطائفي.
وعادت بيبو، لنشر تسجيل مصور ثانٍ، توضح فيه ملابسات ما حدث، قالت فيه إنها كانت تراجع أحد فروع بنك “البركة” بدمشق، عندما تلقت اتصالًا من شرطي مرور طلب منها نقل سيارتها من مكان توقفها.
وذكرت أنها لم تستجب للطلب، ما أدى إلى وقوع مشادة كلامية مع الشرطي، قبل أن تعمد إلى تصوير الفيديو الذي أثار الجدل ورغم حديثها عن “سوء تفاهم”، عادت بيبو في الفيديو اللاحق لتكرار عبارات تحمل دلالات طائفية.
800 عنصر مرور في دمشق
يبلغ عدد عناصر شرطة المرور في دمشق حوالي 800 عنصر موزعين على ثمانية قطاعات، بالإضافة إلى ضباط جولة، ومفرزة روافع ومفرزة ضابطة، في حين قُدّر عدد العناصر في ريف دمشق بـ250 عنصرًا، موزعين على خمسة قطاعات، وضباط جولة، وتشمل هذه التقديرات الورديات الثلاث خلال اليوم.
وكشف مدير إدارة المرور في سوريا، العميد فادي الهميش، في حديث سابق لعنب بلدي، أن توزيع عناصر شرطة المرور يتم أولًا على الأماكن المزدحمة، والدوارات والساحات ذات الأهمية المرورية العالية، بينما يخصص العناصر الآخرون للإشارات والدوارات الأقل أهمية.
ولفت الهميش إلى أن الإدارة تضطر أحيانًا لتوزيع أكثر من عنصر عند دوار واحد، نتيجة حجم الازدحام الكبير والانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، ما يتطلب وجود أكثر من شرطي لتغطية عمل الإشارة المرورية.
يتطلب استقطاب عدد أكبر من العناصر رفع الرواتب، وتقليل ساعات العمل، والسماح بعودة العناصر القدامى إلى الخدمة، بحسب مدير إدارة المرور في سوريا، العميد فادي الهميش، مشيرًا إلى أن عناصر شرطة المرور السابقين الذين عادوا للخدمة ساعدوا بشكل واضح في ضبط الحركة المرورية ورفع مستوى أداء العناصر الجدد، وقيّم أداءهم بين الجيد والجيد جدًا.