شهدت قاعة الدراما بدار الأوبرا السورية، مساء الاثنين 15 من أيلول، انطلاق تظاهرة “أفلام الثورة السورية”، والتي تنظمها المؤسسة العامة للسينما.
وافتتحت المؤسسة تظاهرتها بعرض فيلم “نزوح” للمخرجة سؤدد كعدان، وبطولة سامر المصري وكندا علوش، والذي يتناول قصة عائلة سورية تواجه صراعات داخلية تتعلق بالأحداث الساخنة التي شهدتها المدن السورية خلال الثورة السورية من قصف وتهجير ونزوح، وقلة الاحتياجات الأساسية.
جمع الفيلم بين المعاناة الإنسانية في ظل الحرب، والواقعية الوثائقية في السينما.
وفي كلمة الافتتاح، قال مدير المؤسسة العامة للسينما، جهاد عبده، إن التظاهرة ليست مجرد عروض لأفلام يشاهدها الجمهور السوري لأول مرة، بل هي مرآة صادقة لحرب شنت على شعب أعزل، ورحلة تهجير طويلة.
واعتبر عبده الأعمال المعروضة بأنها أفلام من ألم، وأفلام من أمل.
وفي حديثه مع عنب بلدي، أوضح عبده أن فيلم “نزوح” مهم بمضامينه وبشكله السينمائي، وبنجاحاته وجوائزه العالمية.
“نزوح” يخاطب مشاعر السوريين الذين عانوا تحديات قاسية ومؤلمة، بحسب تعبيره.
وأكد أن التظاهرة هي باكورة التظاهرات السينمائية التي ستطلقها المؤسسة، بالإضافة إلى الأسابيع السينمائية التي ستشهدها سوريا في المرحلة المقبلة.
واعتبر أنها ستكون حافزًا للسينمائيين الموجودين داخل سوريا أو خارجها، لتقديم مشاريع وعودة السينما السورية وانطلاقها للعالم.
وكشف عبده أن المؤسسة أنشأت لجنة لترشيح الفيلم السوري لسباق الأوسكار لأول مرة بتاريخ سوريا.
نوار بلبل.. رأي آخر
بدوره، الفنان السوري نوار بلبل قال لعنب بلدي إنه كان يأمل ألا يعرض فيلم “نزوح” في اليوم الأول، وأن يؤجل لليوم الثاني أو الثالث، لأسباب فنية وإنسانية.
ورأى أن أهمية التظاهرة تتمثل في خصوصيتها، إذ قبل التحرير كان السوريون يصنفون على سوريي الداخل وسوريي الخارج، وبالتالي ظهر شرخ بينهما، واليوم أفلام التظاهرة بشكلها العام تصل إلى سوريي الداخل “الذين اعتبرهم رهائن لدى النظام السابق”، وأصبحوا عن حالة انقطاع عما جرى في الخارج.
الفنانة السورية ريم عبد العزيز، قالت لعنب بلدي إن السينما هي الحرية، وإن فيلم “نزوح” أعاد ألم الشعب السوري، ولكن النتيجة اليوم هي انتصار سوريا، والفترة الماضية كانت صعبة جدًا على الشعب السوري.
ولفتت إلى أن هذه التظاهرة تأكيد على انتصار سوريا، وجهد المؤسسة العامة، والفنان جهاد عبده.
الفيلم يقدم جرعة إنسانية عالية المستوى، تبرز معاناة السوريين واعتقادهم أن خلاصهم يكون عبر سفرهم بالبحر، رغم تعرضهم للغرق والموت، وهذا يجرح إنسانيًا، وفق ماقاله الفنان السوري علاء قاسم لعنب بلدي.
وأضاف أن الفيلم جميل وومتع، ويحمل جرعة فنية سينمائية عالية، وهو فيلم متكامل من الأداء للصورة للإضاءة للنص للإخراج للموسيقا للديكور.
وكشف أن التظاهرة مهمة لرؤية وجهة النظر الأخرى، خاصة أن القراءة السينمائية والفنية ستكون من الطرف الأخر، وخلال السنوات السابقة، كانت الأفلام داخل سوريا تعرض وجهة نظر واحدة.
المخرج السينمائي صالح جمال الدين، اعتبر أنه من المهم أن يتم عرض أفلام كانت غير معروضة للعلن سابقًا، واليوم يتطلب من الفنانين إيصال وجع الشعب السوري للعالم عما عاشوه في فترة العهد السابق.
وأشار في حديثه مع عنب بلدي إلى أن التظاهرة هي باب مهم للسينما السورية ولصناعها وللآخرين، لإيصال رسالة أن سوريا قادرة على الانطلاق للعالمية سينمائيًا.
وتميز حفل الافتتاح بلمسة إنسانية بوضع ثلاثة مقاعد شرفية تحمل صور الشهداء حمزة الخطيب، غياث مطر، وباسل شحادة، تكريماً لتضحياتهم.
وتضم تظاهرة “أفلام الثورة السورية” 22 فيلمًا بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي،من أصل 56 فيلمًا تقدموا للمشاركة في التظاهرة، والتي تستمر عروضها لأربعة أيام متتالية.