في أول عرض داخل سوريا.. “نزوح” يفتتح تظاهرة “أفلام الثورة”

افتتحت المؤسسة العامة للسينما تظاهرة “أفلام الثورة السورية”، بعرض فيلم “نزوح”، كأول عرض له في سوريا، وذلك في 15 من أيلول الحالي.

“نزوح” يتناول قصة عائلة سورية تواجه صراعات داخلية تتعلق بالأحداث الساخنة التي شهدتها المدن السورية خلال الثورة السورية من قصف وتهجير ونزوح، وقلة الاحتياجات الأساسية.

ويجمع الفيلم بين المعاناة الإنسانية في ظل الحرب، والواقعية الوثائقية في السينما.

تدور أحداث فيلم “نزوح” حول عائلة تعيش في إحدى المدن السورية بالمناطق الساخنة، التي كانت تتعرض لقصف شديد خلال عهد النظام السابق، وتقرر البقاء رغم كل المعاناة، لحين تدمير سقف منزلها بصاروخ.

ومع تصاعد العنف، تصر زوجة “عزيز” (سامر المصري)، “هالة” (كندة علوش)، على مغادرة المدينة أسوة بباقي الأهالي، وتدخل في صراع مع زوجها، الذي يمتنع عن المغادرة، حبًا بمدينته وبيته، وخوفًا من كلمة “نازح” ورفضًا لها.

الفيلم اعتمد لغة سينمائية رمزية، مع معالجة اجتماعية واقعية، تظهر صراعًا طبيعيًا غير مبالغ فيه، لكنه بالغ التأثير، عبر حوارات بسيطة تشبه واقع الناس، مع لمسة كوميديا غير مباشرة تكشف عن حبّ السوريين للحياة وتمسكهم ببيئتهم الاجتماعية وتفاصيلهم على الرغم من المأساة التي عاشوها لسنوات.

يروي الفيلم بمعالجة بصرية متميزة كيف نامت “زينة” ابنة “عزيز”، لأول مرة تحت نجوم السماء، التي أصبحت سقفًا لغرفتها جراء قصف المنزل، وبعدها تقيم صداقة مع ابن جيرانهم “عامر”، لتتطور الصداقة ويبدآ توثيق أحداث القصف والمعاناة التي يتحملها أهالي المدينة، بالتوازي مع سردياتهما الليلية على سطح غرفة “زينة”، تحت النجوم.

عرض الفيلم المعاناة في تأمين الاحتياجات الأساسية بالمدن التي كانت محاضرة آنذاك، خاصة الماء والمواد التموينية، التي أصبحت حلمًا لسكان تلك المدن.

وبعد ارتفاع وتيرة القصف، تقرر “هالة” أخذ ابنتها “زينة” والهروب من المدينة، رغم معارضة زوجها، لتعيش يومًا داخل أرجاء المدينة المدمرة وهي تبحث عن نفق الهروب، ليجدهما “عامر”، ثم يغادرون المدينة معًا.

وينتهي الفيلم بخروج “هالة” وابنتها متجهة للبحر، للخلاص من الحرب، ولبدء حياة كريمة، ليلحق “عزيز” بهما في طريق الرحيل ويوافق على المغادرة.

الفيلم من تأليف وإخراج سؤدد كعدان، وتم تصويره في تركيا، وبطولة كندة علوش، وسامر المصري، وهالة زين، ونزار العاني.

جوائز دولية

حقق الفيلم جوائز دولية، منها جائزة “الجمهور” التي تقدمها شركة “أرماني” في مهرجان “البندقية” السينمائي، ليكون أول فيلم عربي يفوز بهذه الجائزة، كما حصل على جائزة “لانترنا ماجيكا” من جمعية “تشيليتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافية للشباب”، بالإضافة إلى جائزة “منظمة العفو الدولية” في مهرجان “ميدفيلم” السينمائي.

آراء داعمة

في حديث إلى عنب بلدي، أوضح مدير المؤسسة العامة للسينما، جهاد عبده، أن فيلم “نزوح” مهم بمضامينه وبشكله السينمائي، وبنجاحاته وجوائزه العالمية.

“نزوح” يخاطب مشاعر السوريين الذين عانوا تحديات قاسية ومؤلمة، بحسب تعبيره.

الفنانة السورية ريم عبد العزيز، قالت لعنب بلدي، إن فيلم “نزوح” أعاد ألم الشعب السوري، ولكن النتيجة اليوم هي انتصار سوريا، والفترة الماضية كانت صعبة جدًا على الشعب السوري.

الفيلم يقدم جرعة إنسانية عالية المستوى، تبرز معاناة السوريين واعتقادهم أن خلاصهم يكون عبر سفرهم بالبحر، رغم تعرضهم للغرق والموت، وهذا يجرح إنسانيًا، وفق ما قاله الفنان السوري علاء قاسم لعنب بلدي.