نفت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع ما تنشره وسائل الإعلام التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بشأن قيام الجيش السوري باستهداف قرية “أم تينة”، في ريف دير حافر بريف حلب الشرقي، معتبرة أن الجهة التي قصفت القرية هي “قسد” نفسها.
وقالت الإدارة لوكالة الأنباء السورية (سانا)، اليوم الأحد 21 من أيلول، إنه في أثناء قصف “قسد” للقرى الخارجة عن سيطرتها، رصدت قوات الدفاع السورية إطلاق صواريخ من إحدى راجماتها باتجاه قرية أم تينة، الواقعة تحت سيطرتها، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك.
لكن “قسد” اعتبرت أن ما صدر عن “إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع” حول الحادثة بحق مقتل المدنيين في قرية أم تينة، بريف دير حافر، لا يعدو كونه محاولة مكشوفة للهروب من مسؤولية الجريمة، ولا تصمد أمام أي منطق عسكري أو سياسي، ولن يغير من الوقائع الميدانية المثبتة.
وأشارت “قسد“، في بيان ردت فيه على الدفاع السورية، إلى أن هذه “الرواية الهزيلة” تعكس “تخبط” وزارة الدفاع في محاولة التغطية على “جرائم واعتداءات فصائلها المتكررة”، وفق تعبيرها.
وأضافت أنها ليست مراوغة إعلامية فقط، إنما “استخفاف فج” بحياة المدنيين السوريين وحقوق الضحايا بمحاسبة المجرمين من تلك الفصائل، موضحة أن هذا النمط من إنكار الجرائم يعكس سياسة ممنهجة تتبعها “وزارة الدفاع” وتعتبر حياة السوريين بلا قيمة لطالما كان الهدف هو التغطية على الحقيقة.
وكانت القوات السورية الحكومية و”قسد” تبادلتا القصف في ريف حلب الشرقي، وسط اتهامات متبادلة حول من بدأ الاشتباكات، السبت 20 من أيلول.
وقالت وزارة الدفاع إن “قسد”، استهدفت السبت قرى تل ماعز، علصة، الكيارية في ريف حلب الشرقي، بقذائف الهاون، مشيرة إلى أن “قسد” تواصل استهداف المدنيين في ريف حلب الشرقي بشكل ممنهج، وقد نفذت في 10 من أيلول الحالي، مجزرة في قرية “الكيارية”، أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين.
وأكدت وزارة الدفاع استمرارها في أداء واجبها الوطني في الدفاع عن السوريين وحفظ أمنهم واستقرارهم، محملة “قسد” المسؤولية الكاملة عن المجزرة التي ارتكبتها بحق أهالي قرية “أم تينة”، في محاولة منها لتوجيه الاتهام “زورًا” إلى الجيش السوري.
بالمقابل، اعتبرت “قسد” أن حكومة دمشق تحاول الدوران في حلقة “المراوغة”، وتشارك في الجريمة مرتين، مرة بالمدفعية وأخرى بالتهرب والإنكار، وذلك عبر قصف مدفعي نفذه مسلحوها، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين.
وحمّلت حكومة دمشق المسؤولية الكاملة عن المجزرة المثبتة بالأسماء، ودعتها إلى ضبط فصائلها المنفلتة، والانخراط في مسار سلمي يضع حياة السوريين وأمنهم فوق الحسابات السياسية والعسكرية.
ما الهجوم؟
قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إن طائرة مسيرة تابعة للحكومة السورية، استهدفت إحدى نقاط قواتها العسكرية، في منطقة دير حافر، في ريف حلب الشرقي، السبت.
وأضافت في بيان نشرته عبر صفحتها في منصة “فيسبوك“، أن الهجوم بالطائرة المسيرة لم ينتج عنه أي خسائر بشرية أو مادية.
مراسل عنب بلدي في حلب، أفاد أن الهجوم بدأ من قبل “قسد”، في دير حافر، باستهداف مدفعي للجيش السوري، ليرد عليها بالمدفعية وبراجمات الصواريخ.
ونفى المراسل أي استهداف بطائرة مسيرة على “قسد”، مؤكدًا عدم استخدامها في الهجوم بين الطرفين.
بينما ذكرت “قسد” في بيانها أن قواتها ردت فورًا بضربات دقيقة على مصادر النيران، محققة إصابات مؤكدة أجبرت المهاجمين على التراجع.
ارتفاع حدة الاشتباكات
وفي الفترة الأخيرة، زادت حدة الاشتباكات بين الجانبين، إذ أعلنت القوات في 14 من أيلول، تعرضها لهجوم مسلح بريف دير الزور الشرقي، في حين أفاد مراسل عنب بلدي أن “قسد” استهدفت إحدى العبّارات النهرية، ما أدى إلى حدوث اشتباكات مع عناصر من الجيش السوري.
وذكرت “قسد” أن قواتها المتمركزة على ضفة نهر الفرات، بالقرب من جسر العشارة في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، تعرضت لهجوم حينها.
وقالت في بيان عبر صفحتها في “فيسبوك“، إن الهجوم شنته مجموعات “مسلحة” تابعة لحكومة دمشق، وذلك في أثناء قيامها بتأمين عبور مجموعات من “المهربين” عبر النهر.
مراسل عنب بلدي في دير الزور، أفاد أن عناصر “قسد” استهدفوا إحدى العبارات النهرية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، ما أدى إلى مقتل أحد المدنيين.
وبعدها، استنفر أبناء المنطقة والعشائر، وعناصر وزارة الدفاع السورية، وبدأت الاشتباكات بين الطرفين.
وقام عناصر من الجيش السوري وبعض أبناء العشائر بأسر عدد من مقاتلي “قسد”.
وأكد أن “قسد” استقدمت حينها تعزيزات عسكرية مؤلفة من 15 مدرعة عسكرية، واستهدفت بلدة درنج.