قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا وما زالت تحتل الجولان وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء.
وأضاف الشرع خلال لقائه بقمة “كونكورديا” في نيويورك اليوم، الاثنين 22 من أيلول، “نحن متجهون نحو التهدئة وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات”.
وأجرى الشرع حوارًا مع الجنرال الأمريكي المتقاعد، ديفيد بيتريوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السابق، في قمة “كونكورديا” المقامة على هامش اجتماع الأمم المتحدة، وتحدث عن المرحلة الانتقالية في سوريا، وعلاقات دمشق الدولية.
الشرع دعا إسرائيل، خلال اللقاء، إلى الانسحاب من الأراضي السورية، قائلًا، إنه يمكن معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات.
وذكر أن دمشق لديها مراحل في التفاوض مع إسرائيل، إذ تتمثل المرحلة الأولى في الاتفاق الأمني الذي يعيد إسرائيل إلى اتفاقية 1974.
وفي حال نجحت الاتفاقية الأمنية، ستسير دمشق نحو مناقشة ملفات أبعد، تتعلق بمصير الجولان المحتل، والعلاقة بين سوريا وإسرائيل على المدى البعيد، وفق الشرع.
وفي تصريحات لـ”رويترز”، نقلتها في 18 من أيلول الحالي، قال الشرع، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج “في الأيام المقبلة”، معتبرًا أن الاتفاق “ضرورة”، لكن المحادثات بشأن هذا الاتفاق تعطلت بسبب أحداث السويداء في تموز الماضي.
مفاوضات “قسد” تسير ببطء
وحول مفاوضات الحكومة السورية مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قال الشرع، إن الأخيرة تتباطأ في تنفيذ اتفاق 10 من آذار الماضي.
واعتبر أن الدعوات إلى اللامركزية تحمل أبعادًا انفصالية، وهذا ما سيعرض سوريا ودول الجوار إلى “مخاطر”، بحسب الشرع.
وشدد الشرع على الوصول إلى حلول سلمية، تستند إلى اتفاقية 10 من آذار، التي حظيت بمباركة شعبية ودولية، وفق تعبيره.
وكان الرئيس السوري، الشرع، عقد اتفاقًا مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، في 10 من آذار الماضي، يقضي بدمج الأخيرة بمؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية.
علاقات “هادئة”
وبما يتعلق بعلاقة دمشق مع طهران وموسكو، قال الشرع إنه حرص على بناء علاقات دولية “هادئة”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن سوريا لن تشكل تهديدًا على الدول.
وجدد الشرع دعوته لرفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا أن بقاءها هو محاولة جديدة لقتل الشعب السوري، وفق تعبيره، قائلًا إن سوريا تحتاج إلى فرصة جديدة للحياة
وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أزال العقوبات عنها، لكن على الكونجرس أن يعمل أكثر لرفعها بشكل نهائي.
وأكد أن الأولوية الآن في سوريا هي تحقيق الأمن والاستقرار من خلال توحيد الشعب السوري والأرض السورية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
الشرع في نيويورك
توجه الرئيس الرئيس السوري، الشرع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد 21 من أيلول.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس الشرع يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ80.
ويعد الشرع أول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ 60 عامًا، حين شارك الرئيس السابق نور الدين الأتاسي عام 1967، وأول رئيس سوري على الإطلاق يشارك في أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، الذي يعقد بين 22 و30 أيلول.
وتتمثل أعمال الجمعية العامة في مناقشة القضايا الدولية وتقديم التوصيات، واعتماد ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وتعيين الأمين العام بناء على توصية مجلس الأمن.
وتشمل اختصاصاتها تعزيز التعاون في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم التوصيات لتسوية النزاعات.
ومن المتوقع أن يلقي الشرع خطابًا في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى عقد لقاءات جانبية على هامش القمة.
قمة “كونكورديا”
قمة “كونكورديا” هي منتدى عالمي سنوي يجمع قادة الحكومات والشركات والمنظمات، لمناقشة حلول للتحديات العالمية والمحلية، وتُقام عادة في مدينة نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتصف المنظمة نفسها بأنها الجهة العالمية الرائدة التي تجمع رؤساء الدول والمسؤولين الحكوميين وكبار المديرين التنفيذيين وقادة المنظمات غير الربحية ومراكز الأبحاث والمؤسسات، لإيجاد حلول للتحديات مثل الاقتصاد العالمي، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والتغير المناخي، وغيرها.
قمة “كونكورديا” تركز على إيجاد حلول شاملة ومتعددة لأكثر تحديات العالم إلحاحًا، وتركز على تعزيز الاقتصاد والتجارة العالمية من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، ومواجهة المخاطر الجيوسياسية والدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما تسلط القمة الضوء على قضايا البيئة والطاقة، وضرورة الانتقال إلى ممارسات مستدامة لمواجهة تغيّر المناخ، وتحسين النظم الصحية العالمية، ودعم الابتكار التكنولوجي كوسيلة لتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية المستدامة.