أفرجت وزارة الداخلية السورية اليوم الخميس، 25 من أيلول، عن المدير المؤسس لـ”متحف السجون السورية” الناشط عامر مطر بعد توقيفه أمس على الحدود اللبنانية.
وأكد مدير “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، دياب سرية، لعنب بلدي خبر الإفراج عن مطر صباح اليوم، بعد تداول الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل عائلة وأصدقاء مطر.
المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، قال إنه بعد استكمال التحقيقات واطلاع الجهات المختصة على كامل تفاصيل القضية، تبيّن أن طبيعة الوثائق المضبوطة بحوزته لا تستوجب الاستمرار في التوقيف.
وأوضح البابا للوكالة السورية للأنباء (سانا) أن النيابة العامة اطلعت على التحقيقات وبناءً على ذلك، وحرصًا على تطبيق مبدأ سيادة القانون بعد انتهاء موجبات توقيف الناشط مطر، تقرر الإفراج عنه اليوم، بموجب كفالة.
وقال، “تمت دعوة مطر في حينه إلى مراجعة الجهة المختصة لتوضيح ملابسات الموضوع، إلا أنه لم يستجب وحاول مغادرة البلاد قبل المراجعة، ما استلزم توقيفه على الحدود وإحالته إلى القسم المختص لاستكمال الإجراءات اللازمة”.
وأوضح البابا أن أن ما قامت به الداخلية من إجراءات كان حصرًا في إطار القانون، دون أي استهداف لشخصه أو لدوره، وتشدد على أن قرار الإفراج جاء بعد استكمال موجبات التحقيق.
وأشار المتحدث إلى أن توقيف الناشط مطر جرى وفقًا لـ”الأصول”، وذلك استنادًا إلى معلومات وردت بخصوص حيازته وثائق رسمية، تخص بعض الجهات الأمنية بطريقة غير قانونية، وهو ما استدعى التدقيق والتحقق منعًا لأي استغلال أو مخاطر محتملة.
وأكد البابا أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة كانت حصرًا في إطار الحفاظ على أمن المعلومات الرسمية وحمايتها، داعيًا جميع المواطنين، بمن فيهم الشخصيات العامة والناشطون، إلى مراجعة الجهات المختصة مباشرة عند وجود أي لبس أو إشكاليات، تفاديًا لانتشار الشائعات أو استغلالها بما يسيء إلى المصلحة العامة.
وكان أعلن “متحف سجون سوريا” اعتقال مؤسسه الصحفي والناشط الحقوقي عامر مطر من قبل وزارة الداخلية السورية على الحدود السورية- اللبنانية، أمس الأربعاء 24 من أيلول.
وذكر “المتحف” في بيان له عبر معرفاته، أن السلطات السورية اعتقلت عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الأربعاء المدير المؤسس لـ”متحف سجون سوريا” عند منفذ “الجديدة” الحدودي بين سوريا ولبنان.
وأضاف أن الاعتقال جاء بعد أيام من افتتاح المتحف في مقره بالمتحف الوطني بدمشق، في خطوة اعتبرت أنها تحمل “دلالات واضحة على استهداف حرية التعبير وذاكرة الضحايا”.
وأدان “المتحف” اعتقال الناشط مطر، مؤكدًا أن توقيفه جرى بطريقة غير قانونية، واعتبرها تذكّر بممارسات الاعتقال التعسفي التي اتسمت بها حقبة النظام السوري السابق.
وبحسب البيان، منعت الحكومة السورية أعضاء فريق المتحف من الاستفسار عن مكان احتجاز مطر أو الجهة التي تم اقتياده إليها، في ظل تعتيم كامل على مصيره.
وحمّلت إدارة المتحف السلطات السورية، ووزارة الداخلية على وجه الخصوص، المسؤولية الكاملة عن سلامة مطر، مطالبة بالكشف الفوري عن مكان وجوده وأسباب اعتقاله، والإفراج عنه.
مدير “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، دياب سرية، قال لعنب بلدي في وقت سابق، إن المعلومات المتداولة تشير إلى خلاف بين الناشط مطر وأحد أفراد وزارة الداخلية.
وأعرب عن أسفه لخبر اعتقال مطر، معتبرًا أن هذه الممارسات تذكر بممارسات النظام السابق، بما يتعلق بالاعتقال دون توجيه تهمة واضحة أو الكشف عن مكان الاعتقال.
وطالب مدير “رابطة معتقلي صيدنايا”، سرية، بالإفصاح عن التهم الموجهة للناشط الحقوقي مطر.
من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية اعتقال مطر، مشيرًا إلى أنه سيطلق سراحه اليوم الخميس.
عامر مطر صحفي ناشط حقوقي، وهو معتقل سياسي سابق في سجون نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بحسب ما أورده بيان المتحف، وكان شاهدًا رئيسًا في محكمة “كوبلنز” بألمانيا ضد عناصر من أجهزة الأمن التابعة للنظام السابق.
ما “متحف السجون”
افتتح المتحف في دمشق، منتصف أيلول الحالي، وهو متحف افتراضي يوثّق تاريخ السجون في سوريا والانتهاكات المرتبطة بها، و”يفتح مجالًا للبحث في الذاكرة و العدالة”، وفق تعريفه.
يضم الموقع تحقيقات معمّقة تكشف بنية منظومة السجون، وشهادات لمعتقلين وذويهم توثّق التجربة الإنسانية وما تركته من أثر عميق.
كما يتيح جولات ثلاثية الأبعاد داخل مراكز الاحتجاز، وأرشيفًا من الوثائق الأصلية بعد تحليلها وترجمتها، وفق المتحف.