ذكرت وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة 26 من أيلول، أن جهود التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا، واجهت “عقبة” في اللحظة الأخيرة بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا.
ونقلت الوكالة، عن أربعة مصادر، مطلعة على المحادثات، أن الاتفاق تعثر بسبب الطلب الإسرائيلي المتجدد بممر إنساني، من إسرائيل إلى السويداء.
وفي محادثات سابقة في باريس، طلبت إسرائيل فتح ممر بري إلى السويداء للحصول على المساعدات، لكن سوريا رفضت الطلب باعتباره انتهاكا لسيادتها.
وأعادت إسرائيل تقديم هذا الطلب في مرحلة متأخرة من المحادثات، بحسب مسؤولين إسرائيليين ومصدر سوري ومصدر في واشنطن مطلع على المحادثات.
وقال المصدر السوري والمصدر في واشنطن إن الطلب الإسرائيلي المتجدد أعاق خطط الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع، ولم يُبلّغ عن نقطة الخلاف الجديدة سابقًا.
مسؤول سوري، قال لـ “رويترز” إن المحادثات التي جرت قبل بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت “إيجابية”، لكن لم تجر أي محادثات أخرى مع مسؤولين إسرائيليين هذا الأسبوع.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية، ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا وزارة الخارجية السورية، على أسئلة “رويترز” بشأن تفاصيل الاتفاق أو النقاط العالقة.
وكانت سوريا وإسرائيل اقتربتا في الأسابيع الأخيرة من الاتفاق على الخطوط العريضة لاتفاق بعد أشهر من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة في باكو وباريس ولندن والتي تسارعت وتيرتها في الفترة التي سبقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
“خفض تصعيد”
المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم باراك، قال في 23 من أيلول إن سوريا وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق “خفض التصعيد”، الذي ستوقف بموجبه إسرائيل هجماتها، بينما توافق سوريا على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية.
وفي حديثه للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اعتبر المبعوث أن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.
وتجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا، حسبما نقلت وكالة “رويترز“.
من جانبه، قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا وما زالت تحتل الجولان وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء.
وأضاف الشرع خلال لقائه بقمة “كونكورديا” في نيويورك، في 22 من أيلول، “نحن متجهون نحو التهدئة وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات”.
الشرع دعا إسرائيل، خلال اللقاء، إلى الانسحاب من الأراضي السورية، قائلًا، إنه يمكن معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات.
وذكر أن دمشق لديها مراحل في التفاوض مع إسرائيل، إذ تتمثل المرحلة الأولى في الاتفاق الأمني الذي يعيد إسرائيل إلى اتفاقية 1974.
وفي حال نجحت الاتفاقية الأمنية، ستسير دمشق نحو مناقشة ملفات أبعد، تتعلق بمصير الجولان المحتل، والعلاقة بين سوريا وإسرائيل على المدى البعيد، وفق الشرع.
هدف المفاوضات
مكتب نتنياهو، قال في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، الأربعاء 24 من أيلول، إن المفاوضات مع سوريا هدفها ضمان مصالح إسرائيل.
وأشار المكتب إلى أن انتهاء المفاوضات مشروط بضمان مصالح إسرائيل التي تشمل جملة أمور، أبرزها “نزع السلاح من جنوب غربي سوريا، والحفاظ على سلامة الدروز وأمنهم”.
ومنذ أحداث السويداء في تموز الماضي، أعلنت إسرائيل تدخلها بشكل مباشر، حيث قصفت القوات الحكومية في محيط السويداء، ومبنى رئاسة الأركان التابع لوزارة الدفاع السورية في دمشق، بحجة “حماية الدروز”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد أن إسرائيل تجري محادثات مع الحكومة السورية، وأن هناك بعض التقدم، لكن “هذه لا تزال رؤية للمستقبل”.
وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء، في 21 من أيلول، وفق ما نقلته القناة “13” الإسرائيلية، إن “انتصارات” إسرائيل في لبنان على “حزب الله”، “فتحت نافذة لإمكانية تحقيق السلام مع جيراننا في الشمال”، في إشارة إلى سوريا.
مقترح إسرائيلي
قدمت إسرائيل لسوريا قبل عدة أسابيع مقترحًا مفصلًا لاتفاق أمني جديد، بما في ذلك “خريطة للمناطق منزوعة السلاح تبدأ من دمشق حتى الحدود مع إسرائيل”، وفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
يعتمد المقترح الإسرائيلي على اتفاقية السلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر عام 1979 (كامب ديفيد) بحسب مصادر “أكسيوس”.
وقد قسمت تلك الاتفاقية شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج)، وحددت ترتيبات أمنية مختلفة ومستويات مختلفة من نزع السلاح على أساس بعدها عن الحدود الإسرائيلية.
وبحسب الموقع، ينص الاقتراح على:
- توسيع المنطقة العازلة على الجانب السوري بمقدار كيلومترين.
- في الشريط المجاور للمنطقة العازلة والأقرب إلى الحدود مع إسرائيل من الجانب السوري، لن يُسمح بوجود القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة.
- سيُسمح لسوريا بالحفاظ على وجود الشرطة وقوات الأمن الداخلي.
- المنطقة بأكملها من جنوب غرب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية سيتم تصنيفها كمنطقة حظر طيران للطائرات السورية.