مدارس في حلب بلا مقاعد.. “التربية” توضح

  • 2025/10/02
  • 7:29 م
enab_get_authors_shortcode

مع بداية العام الدراسي الجديد، عادت أوضاع المدارس في الأحياء الشرقية بمدينة حلب إلى الواجهة، حيث انتشرت صور أظهرت طلابًا يجلسون على أرض الصفوف لغياب المقاعد والتجهيزات الأساسية.

كما رصدت عنب بلدي واقع مدرسة “عبد العزيز فارس” بحي الجزماتي، إذ يواجه الطلاب واقعًا صعبًا مع غياب النوافذ عن بعض الصفوف.

وتعاني المدرسة من غياب المياه في دورات المياه، إضافة إلى صفوف بلا مقاعد وتعطل في شبكة الصرف الصحي.

ويعكس هذا الأمر سوء الخدمات وتدهور البنية التحتية داخل المدرسة، رغم حديث مديرية التربية عن تجهيز المدارس قبل بداية العام الدراسي.

صفوف بلا مقاعد

مع نهاية أيلول الماضي، تداولت صفحات محلية صورًا لطلاب يفترشون أرض الصفوف لغياب المقاعد.

وأعاد المشهد تسليط الضوء على حجم التحديات التي ما زال يواجهها القطاع التعليمي، رغم الوعود الرسمية واستمرار أعمال الترميم.

الصور المتداولة تعود لمدارس في الأحياء الشرقية، بينها مدرسة عبد الحفيظ محفوظ في حي المرجة، ومدرسة ابن النفيس في حي الميسر.

وتقع تلك المدارس ضمن مناطق شهدت دمارًا واسعًا خلال سنوات الحرب، ما انعكس على بنيتها التحتية وخدماتها العامة.

الصور، التي تداولها ناشطون وسكان محليون على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت موجة استياء واسعة.

وحمّلت التعليقات الجهات الرسمية مسؤولية الإهمال وانعدام الاستعداد للعام الدراسي الجديد.

واعتبروا أن المشهد يختصر واقع التعليم في المدينة، وأن ما يجري “إهانة” للعملية التعليمية ووضع الطلاب في بيئة مدرسية غير لائقة.

ومع بداية كل عام دراسي، يتكرر الجدل حول نقص التجهيزات من مقاعد وقرطاسية ووسائل تعليمية، إضافة إلى الاكتظاظ داخل الصفوف.

الضجة المتصاعدة دفعت كثيرين للمطالبة بتدخل عاجل من مديرية التربية في حلب لتأمين المقاعد بأسرع وقت ممكن، معتبرين أن التعليم لا يمكن أن يبدأ من الأرض.

ومع عودة كثير من العائلات المهاجرة واللاجئة إلى المدينة خلال الأشهر الماضية، ارتفع عدد الطلاب المسجلين بشكل ملحوظ، الأمر الذي فاقم الأزمة داخل المدارس.

التربية ترد

وفي حديثه لعنب بلدي، قال معاون مدير التربية والتعليم في حلب، محمد عبد الرحمن، إن المحافظة تشهد زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب العائدين إلى مقاعد الدراسة بعد التهجير، ما يعكس رغبة الأهالي القوية في استمرار تعليم أبنائهم.

وأوضح عبد الرحمن أن مديرية التربية تبذل جهودًا لمعالجة الكثافة الطلابية في بعض المدارس عبر حلول سريعة وفعالة.

ونوه إلى استمرار أعمال الترميم في أكثر من 150 مدرسة بالمحافظة لتأمين بيئة تعليمية مناسبة وآمنة.

وأضاف أن المديرية تعمل وفق خطة واضحة لتخفيف الاكتظاظ وضمان حق جميع الطلاب في التعليم.

وأكد أن هذه الجهود تمثل ركيزة أساسية لإيجاد بيئة مستقرة تسهم في بناء مستقبل أفضل للطلاب.

وفي هذا السياق، أشار المكتب الصحفي لمديرية التربية لعنب بلدي، إلى أن المديرية تعمل حاليًا على تجهيز مقاعد وصيانة أخرى.

وأوضح أن هنالك توجه إلى إنشاء مقاعد جديدة ستوزع على المدارس بشكل عام.

وأكد المكتب أن العملية تتم “أولًا بأول” لضمان وصول المقاعد للمدارس التي تعاني من نقص، بما يساهم في توفير بيئة تعليمية أفضل للطلاب.

إحصائية للترميم

في الوقت الذي أثارت فيه الصور جدلًا واسعًا بسبب غياب المقاعد وسوء الخدمات، أعلنت محافظة حلب عن إعادة افتتاح مدرستين بعد استكمال أعمال الترميم والصيانة.

محافظ حلب، عزام الغريب، افتتح في 1 من تشرين الأول الحالي، مدرستي عمر أبو ريشة في حي تل الزرازير وعامر الراوي في حي الإنذارات.

وجاء هذا الأمر برفقة مدير تربية حلب أنس القاسم ورئيس جمعية “مداد المعرفة”، وذلك ضمن مبادرة “لعيونك يا حلب”.

وأكد الغريب أن هذه الخطوة تمثل “استثمارًا في الأجيال القادمة”.

وشدد على أن قطاع التربية سيبقى أولوية لما يمثله من ركيزة أساسية في بناء الإنسان ودعم مستقبل سوريا.

ورغم أهمية إعادة افتتاح المدارس وتأهيلها بعد سنوات من الإهمال، يبقى موضوع تأمين المستلزمات الأساسية من مقاعد وتجهيزات صفية ملحة لا يمكن تجاوزه.

ومع اقتراب فصل الشتاء يبرز موضوع تأمين وسائل التدفئة قضية ملحة باعتبارها من أبسط حقوق الطلاب، وركيزة لبدء عام دراسي طبيعي يضمن الحد الأدنى من بيئة تعليمية لائقة.

حلب.. المدارس تفتح أبوابها وسط تحديات الترميم

ونشرت محافظة حلب عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، في 1 من تشرين الأول الحالي، أرقامًا عن واقع المدارس المدمرة والتي جرى ترميمها.

وبحسب البيان، تم ترميم 50 مدرسة منذ سقوط حكم بشار الأسد حتى نهاية أيلول الماضي، في حين لا تزال 140 مدرسة أخرى قيد الترميم ومن المفترض أن تعود للعمل تدريجيًا.

بالمقابل، بلغ عدد المدارس المدمرة بشكل كامل 99 مدرسة، بينما لا تزال 2163 مدرسة متضررة بنسب متفاوتة وتحتاج إلى أعمال إصلاح.

وأشارت المحافظة إلى أن المدارس التي جرى ترميمها قادرة على استيعاب نحو 30 ألف طالب.

وتوقعت المحافظة أن يعود إلى مقاعد الدراسة خلال العام الحالي ما يزيد على 100 ألف طالب، معظمهم من أبناء العائلات العائدة بعد التهجير.

 

متهالكة وغير آمنة.. غرف مسبقة الصنع في مدارس بحلب

مقالات متعلقة

  1. إدلب وحلب.. النصيب الأكبر من المدارس المدمرة
  2. غوطتا دمشق.. القصف والجوع يُفقدان التلاميذ تركيزهم
  3. السعودية تموّل برنامج "لأتعلم" بـ 17 مليون دولار
  4. مدارس الشمال السوري تكافح للاستمرار

تعليم

المزيد من تعليم