مدارس درعا.. جدران متهالكة وطلاب يفترشون الأرض

  • 2025/10/05
  • 1:23 م
طلاب في جامع قرية الملزومة في منطقة اللجاة -1 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

طلاب في جامع قرية الملزومة في منطقة اللجاة -1 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/ محجوب الحشيش)

enab_get_authors_shortcode

درعا – محجوب الحشيش

في جامع القرية المهدم بقرية الملزومة في منطقة اللجاة شرقي درعا، يفترش معظم الطلاب الأرض لمتابعة حصصهم الدراسية، بعد دمار مدرستهم الابتدائية على يد قوات النظام السوري السابق، ولم تعمل الحكومة الحالية على إعادة ترميمها.

وتعاني عدد من مدارس أرياف درعا من ضيق المكان، وقلة المقاعد، وتهالك جدران الصفوف، وصعوبات في الصرف الصحي والإنارة.

“الملزومة”.. لا مكان للدراسة

قالت مديرة مدرسة “الملزومة”، هدى تيسير، إن الأهالي عادوا إلى القرية بعد تسوية تموز 2018، ووجدوا المدرسة الوحيدة في البلدة مدمرة بشكل كامل، ما دفع سكان القرية لترميم المسجد وتخصيصه كمدرسة ابتدائية.

وأضافت المديرة أن أكثر من 140 طالبًا يجتمعون في حيز ضيق، ما دفعهم لتقسيم الدوام إلى صباحي ومسائي.

وأشارت إلى أن المدرسين يعانون من الضوضاء لعدم وجود فواصل جدارية بين الصفوف، وكذلك يزداد الأمر سوءًا خلال فصل الشتاء، لأن النوافذ محطمة ولا توجد إمكانية لتدفئة المسجد.

وطالب الكادر الإداري في المدرسة، على مدار السنوات السبع الماضية، مديرية التربية ومحافظة درعا بترميم المدرسة، إلا أنها لم تستجب لمطالبهم.

وتفتقر مدرسة “الملزومة” لمدرّس لغة إنجليزية منذ سنوات، ولم تستطع الإدارة تأمين معلم لهذه المادة.

“العجمي”.. ازدحام وضيق بالبناء

يجتمع في قاعة الصف الخامس بمدرسة “العجمي” في ريف درعا الغربي 63 طالبًا، وكذلك معظم الشعب الصفية يزيد عدد طلابها على 50 طالبًا.

قتيبة الحشيش، معلمة في مدرسة “العجمي” الابتدائية قالت لعنب بلدي، إن العدد الكبير يعوق المدرس في إيصال الأفكار للطلاب، وكذلك كثرة الطلاب تؤدي إلى حدوث الضوضاء وانتقال العدوى بين التلاميذ حال حدوث أي مرض ناقل للعدوى.

وأضافت أن العدد المثالي للطلاب في القاعة الواحدة يجب أن يتراوح ما بين 20 و25 طالبًا فقط.

وحول سبب كثرة الطلاب في القاعة قالت مديرة المدرسة، هيفاء ربداوي، لعنب بلدي، إن مدرسة “العجمي” بحاجة لأربع قاعات صفية إضافية، وهي المدرسة الوحيدة في القرية، ويقصدها سكان المزارع المحيطة، ما يجعل العدد المسجل فيها من الطلاب أكثر من قدرة استيعابها.

وأضافت أن من الممكن تزويد المدرسة بغرف مسبقة الصنع وضمها للمدرسة، وبالتالي تخفيف عدد الطلاب من الصفوف التي يزيد عدد طلابها.

وذكرت أن ستة صفوف قديمة في المدرسة تعرضت جدرانها للتشقق، وأصبحت متهالكة، لذلك يجب إيجاد بدائل لهذه الصفوف التي تمتلئ بالمياه في فصل الشتاء.

مرافق سيئة التخديم

قال محمد السميري موظف إداري في مدرسة “العجمي”، إن المدرسة دون مياه للشرب والاستعمال اليومي لعدم وجود مصادر مياه قريبة من المدرسة.

وأضاف أن معظم سكان البلدة يشترون المياه من الصهاريج الجوالة ويبلغ سعر المتر المكعب 25 ألف ليرة سورية (أكثر من دولارين)، وهذا لا يمكن تغطية نفقاته من قبل إدارة المدرسة.

كما أن مرافق الصرف الصحي في المدرسة بحاجة إلى “تسليك” (تنظيف) والمغاسل بحاجة إلى حنفيات.

ومن الصعوبات التي يعاني منها طلاب مدرسة “العجمي” ضعف الإنارة وخاصة في الصفوف الجانبية عديمة النوافذ، إذ تصبح في فصل الشتاء مظلمة، ولا يتمكن الطلاب من رؤية السبورة، وتحتاج الإنارة إلى بطاريات، وهذا غير ممكن في الوقت الراهن، بحسب مديرة المدرسة.

وعلى صعيد آخر، قال حسان البردان، مدرّس في مدينة طفس، إن معظم المدارس في المدينة رممت من قبل منظمات ومن قبل مديرية تربية درعا، وأصبحت تشهد تحسنًا ملحوظًا في الخدمات من حيث جودة الغرف الصفية وطلاء جدرانها، وترميم المرافق الصحية والساحات وغيرها.

وأضاف البردان أن العائق الأكبر حاليًا هو عدم توفر المقاعد الدراسية بشكل كامل.

“بصرى الشام”.. 400 طالب يفترشون الأرض

تعاني مدرسة “بصرى الشام الرابعة” في مدينة بصرى الشام من قلة في عدد المقاعد، إذ يجلس معظم طلابها والبالغ عددهم نحو 400 طالب على الأرض.

وساءت أوضاع المدارس في المدينة بعد استخدامها مراكز إيواء للنازحين من سكان محافظة السويداء، جراء الأحداث التي وقعت في المحافظة في تموز الماضي.

الناشط الإعلامي أحمد الخليل، المهتم بمتابعة الجانب التعليمي قال، إن المجمع التربوي في بصرى الشام والذي يشمل المدينة و13 قرية محيطة بها، يضم ما يقارب خمس مدارس ثانوية، وأربع مدارس إعدادية، و13 مدرسة ابتدائية.

ورغم هذا العدد، فإن معظم هذه المدارس تعاني من ضعف شديد في البنية التحتية ونقص في خزّانات مياه الشرب، والمرافق الصحية، والمستلزمات التعليمية الأساسية.

12 مليون دولار لدعم المدارس

من جانبها، قالت مديرية تربية درعا على حسابها في “فيسبوك”، إن المديرية أمّنت 5000 مقعد سوف توزعها على المدارس من ضمن مخصصات قطاع التربية في حملة “أبشري حوران”، وهي حملة تبرعات استطاعت جمع ما يقارب 48 مليون دولار، خصصت منها 12 مليون دولار لترميم المدارس في المحافظة.

مقالات متعلقة

  1. دون بدائل.. مدارس درعا تنذر مهجري السويداء بالمغادرة
  2. درعا.. نقص المدارس والكوادر يدفع بالطلاب نحو بلدات مجاورة
  3. تراجع أعداد طلاب المدارس الخاصة بدرعا.. الرسوم بالملايين
  4. أهالي درعا يرممون المدارس على حسابهم الشخصي

تعليم

المزيد من تعليم