ريف دير الزور غارق في الظلام منذ 18 شهرًا

  • 2025/10/05
  • 1:25 م
عمال يثبّتون ألواح طاقة شمسية في ريف دير الزور الشرقي - 30 أيلول 2025 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)

عمال يثبّتون ألواح طاقة شمسية في ريف دير الزور الشرقي - 30 أيلول 2025 (عنب بلدي/عبادة الشيخ)

enab_get_authors_shortcode

دير الزور – عبادة الشيخ

يعيش ريف دير الزور أزمة خدمية خانقة، تتمثل في الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي منذ نحو عام ونصف، فضلًا عن تدمير البنى التحتية بشكل واسع.

يجبر هذا الواقع الأهالي، الذين يتجاوز عددهم المليون شخص، على الاعتماد على وسائل بدائية وغير آمنة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الطاقة.

وقطع “مكتب الطاقة” التابع لـ”الإدارة الذاتية” في دير الزور التيار الكهربائي عن أكثر من 20 قرية وبلدة في المنطقة، بسبب ما وصفه بـ”المخالفات”، أبرزها الشحيل والبصيرة والقرى والبلدات المجاورة لها منذ منتصف العام الماضي.

ويأتي هذا الإجراء إثر لجوء سكان هذه القرى والبلدات، على مدار سنوات، إلى استجرار الكهرباء بطريقة غير نظامية من الكوابل القادمة من مناطق سيطرة الحكومة السورية.

ورغم أن عملية السحب هذه لم تكن تُحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة للسكان، فإنها كانت الطريقة الوحيدة لتزويد المنازل بالطاقة لبضع ساعات يوميًا عبر شبكة الكهرباء الرئيسة.

واتخذ المكتب قراره بقطع التيار، كإجراء عقابي للحد من هذه الممارسات غير القانونية التي تؤثر على استقرار الشبكة.

مطالب بالتدخل

بعد استمرار الحال لـ18 شهرًا من الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، تحولت حياة أهالي المنطقة إلى صراع يومي مُنهك في مواجهة الظلام والتكاليف الباهظة الناتجة عنه.

وفي ظل الغياب الكامل لقرارات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في هذا الخصوص، وجد السكان أنفسهم مجبرين على دفع فاتورة الأزمة المعيشية مرتين، مرة في غياب الخدمة، والأخرى في تكاليف البدائل، بحسب ما قاله هواش الكريد، معلم مدرسة بريف دير الزور الشرقي.

وأضاف هواش لعنب بلدي، أنه بات الاعتماد على مولدات “الأمبيرات” الخاصة كحل بديل، لكن مشغليها يبيعون الخدمات بأسعار “فلكية”، حسب وصفه، تثقل من كاهل الأسر، بينما تبقى منظومات الطاقة الشمسية حلمًا بعيد المنال عن الكثيرين.

ويشكل تركيب منظومة الطاقة الشمسية تكلفة اقتصادية “هائلة” تتصاعد باستمرار مع الارتفاع الجنوني لأسعار الألواح والبطاريات وتتخطى الـ800 دولار لتغطية حاجة المنزل.

ويطالب الأهالي بضرورة التدخل الفوري والسماح لهم بتمديد شبكات كهربائية آمنة ومنظمة لمنازلهم، سواء عبر مبادرات مجتمعية منظمة أو ضمن أطر تنظيمية واضحة، لتأمين الاحتياجات الأساسية من إنارة وتشغيل أجهزة التبريد الضرورية لحفظ الأطعمة والأدوية.

البدائل مكلفة

خليل الحمادي، من بلدة الدحلة وهو صاحب “بقالية”، قال لعنب بلدي، إن الأمر لم يعد يتعلق بالرفاهية، إذ إن ما يدفعه شهريًا ثمنًا لـ”الأمبيرات” يستهلك معظم مدخوله ليحافظ على بضاعته من التلف في الثلاجات.

وأضاف أن تأمين التيار الكهربائي للمحل والمنزل بات عبئًا كبيرًا ويحتاج إلى قرابة 300 ألف ليرة سورية شهريًا (حوالي 27 دولارًا أمريكيًا)، إذ يصل سعر “الأمبير” الواحد إلى 30 ألف ليرة.

وأشار إلى أنه رغم مطالبهم بمد شبكات تخدم الاهالي، فإنها قوبلت بالرفض، وتقوم “الإدارة الذاتية” باستخدامها لمقارها العسكرية، وتستفيد منها بعض المنازل المجاورة لتلك المقار على مدار اليوم.

وذكر أن هناك فائضًا في الكهرباء بما يقارب الخمسة ميجاواط، قائلًا، “إنها لو وزعت على المنطقة مع وجود تقنين لكانت سدت حاجة كبيرة للأهالي”.

من جهته، المهندس أحمد العبود، وهو أحد سكان المنطقة، قال إن تكلفة شراء وتركيب نظام طاقة شمسية مناسب لمنزل متوسط تتجاوز قدرة معظم الناس بكثير.

“هو ليس بديلًا، بل رفاهية للأثرياء فقط”، بحسب أحمد، معتبرًا أن الحل الأكثر عملية وسرعة وأقل تكلفة للأهالي هو السماح بتنظيم شبكات صغيرة ضمن ضوابط، وهذا من شأنه أن يوقف النزيف الاقتصادي ويؤمّن حدًا أدنى من الحياة الكريمة بعد هذا الانقطاع الطويل.

تبادل للكهرباء

مدير نقل الطاقة في مديرية كهرباء دير الزور التابعة للحكومة السورية، محمد عليوي، كشف لعنب بلدي عن كميات الطاقة الكهربائية التي تستخدمها “قسد” عبر خطوط التوتر من دير الزور.

وأوضح عليوي أن خط التوتر 66 ك.ف (العبد- الشحيل) ينقل 12 ميجا فولت أمبير (MVA) لتغذية محطة الشحيل، التي بدورها توفر الكهرباء لمحطات مياه الشرب والري وللأهالي في ريف دير الزور.

ونفى وجود معلومات لدى الحكومة حول استخدام “قسد” لهذه الخطوط لتغذية مقارها الأمنية والعسكرية.

وفيما يخص خط التوتر 66 ك.ف (الدوير- غرانيج)، ذكر عليوي أنه يتم إرسال سبعة ميجاواط إلى محطة غرانيج، التي تغذي أيضًا محطات الري ومياه الشرب.

وأقر بأن “قسد” تستخدم كذلك جزءًا من هذه القدرة الكهربائية لتغذية “خطوط خدمية”.

وفي سياق التبادل الكهربائي، أشار عليوي إلى أن “قسد” تقوم بتغذية محطة كهرباء “البوحمد” في الرقة بكمية ثمانية ميجاواط، عبر خط 66 ك.ف من محطة “ميلاج” الواقعة ضمن إدارة دير الزور.

كما أفاد بوجود معلومات لديهم تفيد بأن “قسد” تغذي محطة ري “الخسفة” في حلب، مقابل إرسال كميات غير محددة من الكهرباء من حماة إلى الرقة عبر خط 230 ك.ف.

وأكد عليوي أن شركة كهرباء دير الزور تقوم بتغذية مناطق حطلة والحسينية ومراط عبر خط 10 ك.ف، بكمية 10 ميجاواط، بمعدل يتراوح بين ست وسبع ساعات يوميًا.

مقالات متعلقة

  1. قطع "الإدارة" للكهرباء يدفع لبدائل "غير مشروعة" شرقي دير الزور
  2. "الإدارة الذاتية" تقطع الكهرباء عن قرى بدير الزور بسبب المخالفات
  3. انقطاع الكهرباء يشلّ عمل مستشفى "الشحيل"
  4. دير الزور.. قطع الكهرباء يفقد أهالي البصيرة مياه الشرب

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية