“أهلي حلب”.. استقرار إداري تقابله شكوك بفقدان الاستراتيجية

  • 2025/10/05
  • 5:20 م
أهلي حلب ضد الوحدة في مرحلة بلاي أوف الدوري السوري الممتاز - 6 تموز 2025 (نادي الاتحاد الحلبي / فيسبوك)

أهلي حلب ضد الوحدة في مرحلة بلاي أوف الدوري السوري الممتاز - 6 تموز 2025 (نادي الاتحاد الحلبي / فيسبوك)

enab_get_authors_shortcode

عنب بلدي – جلال ألفا

يعيش نادي أهلي حلب استقرارًا إداريًا وفنيًا على صعيد كرة القدم، مع استمرار عمل مجلس الإدارة، متمثلًا برئيسه، محمد زكريا كعدان، دون تغييرات مفاجئة أو انقسامات داخلية.

وساعد هذا الأمر على تحقيق بيئة آمنة للعمل، والحفاظ على الكوادر الأساسية، ودعم فرق الفئات العمرية، لضمان تحقيق نتائج إيجابية، إذ يعتبر الاستقرار الإداري من أهم عوامل نجاح الأندية.

ويرى مدير فريق أهلي حلب لكرة القدم، ماهر قطاع، أن سر النجاح يكمن في الثقة المتبادلة بين الإدارة والكادر الفني، بينما يرى المحلل الرياضي صافي عيوش، أن هذا الاستقرار على أهميته، يبقى هشًا ما لم يُدعَم برؤية استراتيجية واضحة لبناء أجيال جديدة وضمان استمرارية النجاحات.

إدارة مستقرة وكادر فني ثابت

تحدث مدير فريق أهلي حلب، ماهر قطاع، في حوار خاص مع عنب بلدي، عن أهمية الاستقرار الإداري والفني، وأكد أن الحفاظ على جسم النادي إداريًا وفنيًا، سببه تحقيق لقب الدوري في الموسم الماضي، و”النجمة السابعة” التي حققها الفريق، ساعدت في الاستقرار والالتزام الكامل، والعمل على نفس وتيرة الموسم الماضي.

وتابع قطاع أن الفريق الذي عمل في سنوات صعبة، وبظروف استثنائية، “يجب الحفاظ عليه لأنه أساس النجاح”.

وأكد أن الحفاظ على العمود الفقري للاعبين الذين أسهموا في تحقيق “النجمة السابعة”، أدى إلى توازن الفريق بالكامل، رغم مغادرة بعضهم.

كما نوّه إلى أن الثقة المتبادلة بين رئاسة النادي ومشرف اللعبة ومدرب الفريق، أسهمت في عدم التخبط.

ويرى المدرب والمحلل الرياضي صافي عيوش، أن استقرار أهلي حلب، على الصعيدين الفني والإداري، خطوة إيجابية، خاصة أن الفريق يملك عناصر منسجمة، قادرة على تكرار النجاحات.

رؤية “الأهلي” وتحليل عيوش

حرص أهلي حلب على عدم إجراء تغييرات في الموسم الجديد، وحافظ على الركائز الأساسية، التي حققت للفريق لقب الدوري الغائب منذ 20 عامًا.

هذا النهج سيحافظ على حالة الانسجام والتفاهم بين اللاعبين في الملعب، لأنهم اعتادوا اللعب معًا.

وغالبًا ما يدمج أهلي حلب عنصر الشباب مع عناصر الخبرة “بطريقة مدروسة”، لاكتساب الخبرة العملية.

وأكد ماهر قطاع، لعنب بلدي، أن نادي الاتحاد “مفرخة” للنجوم واللاعبين الشبان، وأن “المدرسة الأهلاوية، تسيطر على دوريات الأشبال والناشئين والشباب”.

وتابع، “يولد في مدرسة الأهلي ثلاثة لاعبين على الأقل سنويًا، ويتم زجهم في الفريق الأول، لاكتساب الخبرات، الأمر الذي يبني استراتيجية الاعتماد على أبناء النادي مستقبلًا”.

وفي سياق آخر، قال المحلل الرياضي صافي عيوش لعنب بلدي، إن الاعتماد المستمر على نفس مجموعة اللاعبين، وخاصة الأعمار الكبيرة، يدل على عدم وجود استراتيجية طويلة الأمد، ولا منظومة واضحة لبناء أجيال جديدة.

وتابع عيوش أن غياب المقاييس والمعايير الاحترافية يعرقل تطور الكرة السورية، والإنجازات المحلية تبقى مجرد نتائج آنية، ولا تعكس الاحترافية الحقيقة، التي تشمل البنية التحتية والتخطيط طويل المدى والاستثمار في الفئات العمرية.

الدعم المالي والجماهير

جمهور أهلي حلب يمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح الفريق واستقراره، فحضور الجماهير في الملعب، أو دعمهم المعنوي عبر وسائل التواصل، يمنح اللاعبين شعورًا بالثقة والالتزام تجاه الفريق.

وفي هذا السياق، قال ماهر قطاع، إن جمهور الأهلي هو الرقم واحد والأساس، واللاعب رقم “12” في الفريق، ومصدر الثقة، لأنه لم يتوانَ عن دعم الفريق في أحلك الظروف، “رغم مشقة الحياة”.

كما يلعب التمويل المستمر دورًا محوريًا في استقرار النادي، وتوفير الموارد المالية يضمن تغطية الاحتياجات الأساسية للفريق، مثل:

1- الرواتب الشهرية للاعبين والجهاز الفني.

2- تجهيزات التدريب والمباريات.

3- تحمل نفقات السفر.

4- المشاركة في جميع البطولات الممكنة.

ويخفف التمويل المنتظم الضغط المالي عن النادي، ويتيح للجهاز الفني التركيز على تطوير الفريق، بدلًا من الانشغال بالمشكلات المالية.

وأوضح ماهر قطاع، لعنب بلدي، أن “المال هو عصب الحياة والرياضة”، وكفيل في استقرار أي نادٍ وأي لاعب.

واعتبر أن الاحتراف والمال يسهمان في رفع السويّة الرياضية، والقيمة التسويقية، وشدد على أن المال يلعب دورًا محوريًا في استقرار الفريق والمنافسة على الألقاب.

بينما يرى صافي عيوش، أن جميع الأندية تعيش حالة تخبط، لأنها مرتبطة بوجود أو انسحاب المستثمر، وبالتالي الاستقرار هش ومؤقت.

حصانة النجوم

تتبع الأندية سياسة واضحة لحماية لاعبيها من محاولة استقطابهم من قِبل أندية أخرى، من خلال تحسين عقودهم، أو توفير أجواء مريحة، وخطة استراتيجية تضمن النجاح للاعب.

وبالتالي تتمكن الأندية من الحفاظ على الركائز الأساسية للفريق، أي العمود الفقري للتشكيلة.

وخلال حديثه إلى عنب بلدي، أكد قطاع أن الحصانة موجودة من خلال العقود الموقعة، التي تضمن حق النادي واللاعب.

وتابع أن أي لاعب يحق له المغادرة، وفق الشروط التي تحفظ حق الطرفين، مثل شرط الإعارة.

ونوه إلى أن التنازل مرفوض، إلا في حال نهاية عقد اللاعب وفشل المفاوضات، مثل حالة اللاعب محمود النايف.

وقال قطاع، إن الإدارة لا ترغب في خسارة أي لاعب، وتسعى لتقديم عقود بأرقام مثالية للتجديد، والحفاظ على جسم الفريق الحالي هو أكبر مثال.

وعن الخطة البديلة في حال رحيل اللاعبين، قال مدير الفريق لعنب بلدي، لا توجد خطة بديلة، لأن الإدارة حافظت على اللاعبين، و”طموحنا الحالي المنافسة لتحقيق النجمة الثامنة باللاعبين الموجودين”.

“الأهلي” يكسر صيام 20 عامًا

بعد غياب دام عقدين كاملين، نجح أهلي حلب في اعتلاء منصة التتويج من جديد، محققًا لقب الدوري السوري لكرة القدم، ليعيد البهجة إلى جماهيره العريضة ويكتب صفحة جديدة من تاريخ النادي.

الأهلي بدأ موسمه الكروي وهدفه الرئيس تحقيق لقب الدوري، واستقطب نخبة اللاعبين المحليين لتحقيق هدفه المرجو.

النادي الحلبي حل وصيفًا في مرحلة الدوري، بعد خصمه الأزلي (الكرامة)، وأقر الاتحاد السوري لكرة القدم إقامة ” بلاي أوف” لتحديد بطل الدوري.

وضم “البلاي أوف” أول أربعة أندية على سلم ترتيب الدوري، وكانت الأندية: الكرامة، أهلي حلب، الوحدة، حطين.

ونص قانون المرحلة النهائية على إضافة نقاط للمتأهلين، وتوزعت على الشكل الآتي:

أربع نقاط للمتصدر (الكرامة).

ثلاث نقاط للوصيف (أهلي حلب).

نقطتان للوحدة.

نقطة لحطين.

الأهلي دخل مرحلة البطولة بشغف كبير، وحسم مباراته الأولى أمام الوحدة، وازداد أمل النادي في تحقيق اللقب المنتظر.

لكنه تعثر في المباراة الثانية أمام حطين، وتعثر منافسه الكرامة أمام الوحدة، وأصبح تتويج الأهلي باللقب مرتبطًا بـ90 دقيقة أمام الكرامة.

“الأهلي” ضد الكرامة.. مباراة كسر عظم

لم يكن هذا “الكلاسيكو” عاديًا في الكرة السورية، 90 دقيقة تحبس أنفاس الجماهير، وجمهور الأهلي يستذكر المباراة الفاصلة بموسم 2008-2009، التي خسرها وخسر معها لقب الدوري.

الأهلي دخل المباراة بدافع الفوز ولا شيء سواه، لأن التعادل كفيل بتتويج الكرامة باللقب، وكسر عقدة المباراة الفاصلة، بفوزه على الكرامة بهدفين دون رد، سجلهما محمود البحر وأنس دهان، ليحقق النادي لقبه السابع تاريخيًا، والأول منذ 20 عامًا من الغياب عن منصات التتويج.

أرقام وإحصائيات

الأهلي حقق لقبه السابع على صعيد الدوري، وفي خزانته عشرة ألقاب كأس جمهورية، بالإضافة إلى لقب آسيوي، هو كأس الاتحاد الآسيوي الذي حصل عليه في عام 2010.

ودخل المدرب أحمد هواش التاريخ من أوسع أبوابه، وأصبح المدرب الأكثر حصولًا على لقب الدوري في تاريخ أهلي حلب، مناصفة مع المدرب زكي ناطور، بلقبين لكل منهما.

كما أصبح هواش الأكثر حصولًا على لقب الدوري في تاريخ النادي كلاعب ومدرب.

تاريخ أهلي حلب

تأسس نادي أهلي حلب عام 1949، وتم إعلانه عام 1951، وحصل على الرخصة الرسمية عام 1953.

وكانت أرض الفريق الملعب “البلدي” في الخمسينيات، وفي التسعينيات انتقل للعب على ملعب “الحمدانية”.

وفي عام 2008، انتقل إلى لعب مبارياته على ملعب “حلب الدولي”، الذي يتسع لـ75 ألف متفرج.

وأُطلق على الفريق لقب “القلعة الحمراء”، دلالة على أهم معالم المدينة (قلعة حلب).

وتعاقب على تدريب الفريق العديد من المدربين البارزين، أبرزهم: أحمد هواش، زكي الناطور، فاتح زكي، ياسر السباعي، حسين عفش، تيتا فاليريو.

مقالات متعلقة

  1. "أهلي حلب" يوضح قرار عزل كادر كرة السلة
  2. تعرف إلى أبرز المرشحين لرئاسة اتحاد كرة القدم في سوريا
  3. عنف في الدوري السوري يدفع لقرارات بحق الوحدة والأهلي
  4. الاتحاد الحلبي أكثر الأندية السورية شعبية

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية