د. أكرم خولاني
لحاسة السمع أهمية كبيرة في التحصيل الدراسي لا تقل عن أهمية حاسة البصر، ولأن الأطفال في كثير من الأحيان لا يدركون أنهم يفتقدون المعلومات وقد لا يتحدثون عن معاناتهم من صعوبات السمع، فقد لا يتم اكتشاف المشكلات المتعلقة بالسمع لديهم.
ولسوء الحظ فقد يتم تحديد هؤلاء الأطفال على أنهم يعانون من إعاقة في التعلم بينما هم في الحقيقة يعانون من ضعف سمعي غير معالَج، لذا يجب دائمًا استبعاد ضعف السمع عندما تكون هناك مشكلات أكاديمية ومتعلقة بالكلام واللغة.
متى يشتبه بأن الطالب يعاني من مشكلة في السمع؟
على أولياء الأمور والمعلمين التفكير في ضعف السمع إذا انخفض الأداء الدراسي للطالب أو أصيب بمشكلات سلوكية ونقص التركيز، ومن بين العلامات التي توجه لاحتمال وجود مشكلة سمعية لدى الطالب:
- صعوبة متابعة المهام.
- وجود كلام يختلف عن كلام الأطفال الآخرين في نفس العمر، بما في ذلك صعوبة نطق كلمات بسيطة بشكل صحيح، أو عدم القدرة على تكرار عبارة بسيطة.
- عدم فهم الأسئلة أو عدم الرد بشكل مناسب عليها.
- طلب تكرار الكلام ومراقبة وجه المتكلم باهتمام في أثناء التحدث.
- التحدث بصوت عالٍ عندما لا يكون هناك ما يبرر ذلك.
- رفع مستوى الصوت عند استخدام الكمبيوتر أو سماعات الرأس.
- ظهور الإرهاق على الطالب أكثر مما هو معتاد في نهاية اليوم الدراسي.
- إمالة الرأس وتفضيل أذن على الأخرى عند الإنصات أو الرد على الأسئلة أو استخدام الهاتف.
- الشكوى من ألم مزمن في الأذن.
- الشكوى من ضوضاء عالية لا يستطيع الطفل التعرف عليها.
- الشكوى من صعوبة السمع عند استخدام الهاتف.
ما أسباب ضعف السمع عند الأطفال؟
قد تكون المشكلة خلقية منذ الولادة، وقد تنتج عن أسباب بعد الولادة (مكتسبة).
الأسباب الخلقية (منذ الولادة):
- عوامل وراثية وجينية: أكثر من نصف حالات ضعف السمع لدى الأطفال تكون ناجمة عن مشكلات في الجينات المسؤولة عن تطور الأذن.
- الولادة المبكرة: الخدج معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بضعف السمع.
الأسباب المكتسبة (بعد الولادة):
- عدوى والتهابات الأذن: الالتهابات المتكررة أو المستمرة في الأذن الوسطى وتراكم السوائل خلف طبلة الأذن (التهاب الأذن الوسطى المصلي)، يمكن أن تؤدي إلى ضعف أو فقدان السمع، وتشمل العوامل الأكثر شيوعًا التي تؤثر على تطور هذه الحالة المرضية الخلل الوظيفي في قناة استاكيوس، والناميات الأنفية، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب الأنف التحسسي، وقد يعاني المرضى من انخفاض السمع والشعور بالامتلاء في الأذن ونادرًا ما يشعرون بألم خفيف بسبب تغيرات الضغط.
- شمع الأذن: تراكم شمع الأذن بشكل مفرط يمكن أن يسد قناة الأذن ويؤثر على السمع.
- التعرض للضوضاء العالية: التعرض المفاجئ أو الطويل لضوضاء عالية قد يضر بحاسة السمع.
- إصابات الرأس أو الأذن: الصدمات القوية في الرأس أو الأذن يمكن أن تسبب تلفًا يؤثر على السمع.
- بعض الأمراض: مثل التهاب السحايا، التهاب الدماغ، الحصبة، والإنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى ضعف السمع.
- تناول أدوية معينة: تناول الأم بعض الأدوية في أثناء الحمل، أو تناول الطفل أدوية معينة بعد الولادة، قد يؤثر على السمع.
- عوامل بيئية: التعرض للملوثات الكيماوية والتدخين السلبي يزيدان من احتمالية الإصابة بضعف السمع.
- سوء التغذية ونقص المناعة: نقص التغذية المناسبة والمناعة المنخفضة لدى الأطفال يزيدان من خطر مشكلات السمع.
- أمراض مزمنة: بعض الأمراض المزمنة التي تصيب الأم، مثل داء السكري في أثناء الحمل، قد تؤثر على سمع الطفل.
كيف يؤثر ضعف السمع على طلاب المدارس؟
يؤثر ضعف السمع على طلاب المدارس في مجالات متعددة تشمل التحديات التعليمية، مثل صعوبة فهم اللغة والقراءة والكتابة وتأخر النمو اللغوي، وحتى الانخفاض الطفيف في السمع يمكن أن يؤدي إلى مهارات منخفضة في القراءة والكتابة، وضعف في المفردات، والتعب المفرط وصعوبة التعامل مع المتطلبات الأكاديمية، بالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية والنفسية كالعزلة، والشعور بالوحدة، والإحباط، والقلق، وصعوبة المشاركة في الأنشطة، كما أن هناك تحديات سلوكية قد تظهر مثل العدوانية وعدم الاستقرار الانفعالي.
التأثيرات التعليمية:
- صعوبة تعلم اللغة: يؤدي ضعف السمع إلى تأخر في تطور مهارات الكلام واللغة والمفردات، مما يؤثر على قدرة الطفل على فهم اللغة والتعبير عن نفسه.
- مشكلات القراءة والكتابة: يواجه الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع صعوبة في تعلم الكلمات ومهارات القراءة والكتابة.
- صعوبة التركيز والانتباه: قد يجد الطلاب الذين يعانون من ضعف السمع صعوبة في تصفية الأصوات المحيطة والتركيز على التعليمات في الفصل الدراسي، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي.
- تباطؤ التعلم: يحتاج هؤلاء الطلاب إلى تكرار المعلومات وتقليل سرعة العملية التعليمية، بالإضافة إلى حاجة إلى التركيز على المعلومات وتحديد التوجيهات.
التأثيرات الاجتماعية والنفسية:
- الشعور بالعزلة: قد يشعر الأطفال بالانفصال عن العالم من حولهم نتيجة لصعوبة فهم الآخرين والتواصل معهم.
- مشكلات نفسية: يواجه الطلاب صعوبات في النمو الانفعالي، ويصابون بعدم الاستقرار الانفعالي، وقد يشعرون بالإحباط أو القلق أو حتى الاكتئاب.
- صعوبة المشاركة: يجد الأطفال صعوبة في المشاركة في الأنشطة المناسبة لأعمارهم بسبب مشكلات في التواصل.
التأثيرات السلوكية:
- اضطرابات السلوك: قد يعاني الطلاب من اضطرابات سلوكية مثل العدوانية، والتهور، وعدم احترام التعليمات.
- نوبات الغضب: يمكن أن تؤدي مشكلات السمع وصعوبة التواصل إلى نوبات غضب وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات.
كيف يمكن تدارك مشكلات السمع عند طلاب المدارس؟
يبدأ الحل باكتشاف المشكلة وتشخيصها، ويمكن للتدخل المبكر وبرامج العلاج المناسبة لضعف السمع أن تساعد الأطفال على الوصول إلى أقصى إمكاناتهم في تطوير اللغة والكلام، لذا يجب أن يكون فحص السمع جزءًا من فحوصات المراجعة التي يتم إجراؤها مع اقتراب بداية العام الدراسي، وخاصة لطلاب الصف الأول، بهدف الكشف عن الطلاب المشتبه بإصابتهم بمشكلات السمع، لإحالتهم إلى الطبيب المختص ليتم تلقي العلاج اللازم في أسرع وقت ممكن.
نصائح وإرشادات خاصة بالبرنامج التعليمي للطالب المصاب بمشكلة سمعية
توعية المعلم بوضع الطالب بما يخص ضعف السمع.
إجلاس الطالب في مقعد قريب من المعلم.
حماية الطالب من التنمر بسبب طلبه تكرار الكلام أو عدم الرد على الأسئلة بالشكل المناسب.
متابعة أداء الطالب، واستخدام المعينات السمعية إن لزمت.
حماية الأذن من الضجيج لتفادي تدهور ضعف السمع.
إعادة فحص السمع كل شهر، سواء في المدرسة إن أمكن أو عن طريق اختصاصي السمع في العيادة أو المستشفى.