رغم غيابه الطويل عن صفوف المنتخب السوري، يبقى اسم محمد عثمان حاضرًا في ذاكرة الجماهير، كلاعب يمتلك لمسة فنية مختلفة ومسيرة تجمع بين التجربة الأوروبية والهوية السورية.
ولد محمد عثمان في 1 من كانون الثاني 1994، بمدينة القامشلي، وبدأ مسيرته الكروية في الملاعب الأوروبية، وتحديدًا من أكاديمية “فيتيسه” الهولندية للشباب.
وتدرج في الفئات العمرية، وصولًا للمشاركة في الدوري الهولندي للرجال، وشارك مع فريق الرجال في 27 مباراة، سجل خلالها ثمانية أهداف.
عثمان اختار وجهة جديدة ضمن هولندا، وانتقل إلى تيلستار، ليتألق مع ناديه الجديد، حيث أسهم في 15 هدفًا، ما بين تسجيل وصناعة، في 20 مباراة.
أداء اللاعب دفع نادي هيراكليس، أحد أعرق أندية هولندا، للتعاقد معه، والاستفادة من رؤيته المميزة.
كان عثمان لاعبًا بارزًا مع هيراكليس، وشارك مع الفريق في ثلاثة مواسم، لعب خلالها 55 مباراة، وأسهم في 11 هدفًا.
تحدٍّ جديد في قارة آسيا
بعد أعوام في أوروبا، قرر محمد عثمان أن يخوض تجربة في آسيا، وتحديدًا مع الخريطيات القطري، وهدفه البقاء بالأجواء الآسيوية، في ظل انضمامه لمنتخب سوريا الأول.
قرار عثمان أثار استغراب الجماهير السورية، ورددت سؤالًا، “هل طمع محمد عثمان بالمال على حساب الاحتراف الأوروبي”.
لم يُدلِ اللاعب محمد عثمان بأي تعليق حول الموضوع، واختار الرد على المشككين بطريقته الخاصة داخل المستطيل الأخضر، بعدما سجل خمسة أهداف وقدّم ثلاث تمريرات حاسمة، خلال 26 مباراة مع الخريطيات القطري.
وبعد هبوط الخريطيات إلى الدرجة الثانية، عاد محمد إلى هولندا ووقع عقدًا مع سبارتا روتردام، لكنه لم يوفق ولم يصنع الفارق مع فريقه، ولم يسهم بأي هدف في 12 مباراة.
عاد محمد عثمان إلى القارة الآسيوية مجددًا، ليوقع عقدًا احترافيًا مع نادي لامفون وارير التايلندي.
وفي موسمه الأول مع الفريق، قدّم أداء لافتًا، مسجلًا خمسة أهداف وصانعًا هدفين في 23 مباراة، ما دفع إدارة النادي إلى تجديد عقده.
وواصل عثمان تألقه في موسمه الثاني، إذ أسهم في 14 هدفًا خلال 33 مباراة، مثبتًا مكانته كأحد أبرز لاعبي الفريق، ليختار الاستمرار مع لامفون وارير لموسم ثالث.
أما في موسمه الثالث، فتابع مسيرته بثبات، مسجلًا ستة أهداف ومقدمًا سبع تمريرات حاسمة في 34 مباراة، ليؤكد قيمته الفنية واستقراره في الملاعب التايلندية.
وبعد ثلاثة مواسم، انخرط عثمان بالبيئة التايلندية، وجدد عقده للموسم الرابع على التوالي مع نادي لامفون وارير.
الموسم الرابع لعثمان يعتبر ناجحًا حتى هذه اللحظة، فمنذ بداية موسم 2025-2026، سجل اللاعب السوري خمسة أهداف، في سبع مباريات.
متمسك بأصوله السورية
رغم تألقه في الملاعب الهولندية، فإن محمد عثمان لم ينكر أصوله السورية، ونجح المنتخب الوطني السوري في ضمه لصفوفه.
لعب أولى مبارياته مع المنتخب عام 2018، وشارك في كأس آسيا 2019، التي أقيمت في الإمارات.
وخاض مع المنتخب 29 مباراة، سجل خلالها هدفين، في مرمى البحرين وطاجكستان وديًا.
ومنذ 2018 حتى الآن، غاب محمد عثمان عن 46 مباراة دولية للمنتخب، ما بين رسمية وودية.
ويعود آخر ظهور لمحمد عثمان مع منتخب سوريا الأول إلى ودية روسيا، في 19 من تشرين الثاني 2024.
وبعد أشهر من الغياب، قرر المدير الفني لمنتخب سوريا، الإسباني خوسيه لانا، استدعاء عثمان لمباراتي ميانمار في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2027.
مسيرة لا تعرف الحدود
في مسيرته التي تنقلت بين القارات والأندية، أثبت محمد عثمان أنه نموذج للاعب السوري المحترف، القادر على التكيّف والتألق في مختلف البيئات الكروية.
ويواصل عثمان رحلته بثقة وطموح، حاملًا راية الاحتراف السوري في الملاعب الآسيوية، وساعيًا لكتابة فصل جديد من العطاء والتألق.