عدوان.. قرية “منسية” بريف درعا الغربي

  • 2025/10/12
  • 7:13 م
أحد شوارع قرية عدوان في ريف درعا الغربي - 7 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)

أحد شوارع قرية عدوان في ريف درعا الغربي - 7 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)

enab_get_authors_shortcode

درعا – محجوب الحشيش

وصف عدد من سكان عدوان في ريف درعا الغربي قريتهم بأنها “منسية”، مشيرين إلى أن خدمات الحكومة أو المنظمات الدولية لم تدخلها بعد.

تفتقر عدوان للخدمات العامة من مياه الشرب، وتعاني نقص الكهرباء والمدارس، وصعوبة في المواصلات العامة، بحسب ما ذكره الأهالي لعنب بلدي.

كما لا توجد في القرية نقطة طبية، إذ يلجأ سكان القرية للمناطق المجاورة لتلقي العلاج.

تقع قرية عدوان غربي تل الجموع الاستراتيجي، تحدها من الغرب بلدة تسيل ومن الشرق بلدة الشيخ سعد ومن الشمال الشرقي مدينة نوى، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، وتتبع إداريًا لبلدة الشيخ سعد.

مياه الشرب العائق الأكبر

تتغذى قرية عدوان من ينابيع الأشعري في ريف درعا الغربي عبر خط الدفع الواصل إلى مدينة نوى.

وشهدت القرية هذا الصيف تراجعًا في أيام التشغيل وصل لأكثر من 20 يوم انقطاع للمياه، في حين كان الانقطاع لا يتجاوز الأسبوع خلال السنوات الماضية.

الناشط المدني حازم الزعبي، وهو مختار القرية حاليًا، قال إن المياه انقطعت لأكثر من 40 يومًا، بسبب وجود عطل في مضخات الأشعري.

وأضاف أن السكان يعتمدون على مياه الصهاريج الجوالة وبعض الآبار المحيطة بمنازلهم.

عيسى الصالح، وهو موظف حكومي، قال لعنب بلدي، إنه يشتري عشرة براميل أسبوعيًا بتكلفة 65,000 ليرة سورية (حوالي 5.75 دولار).

وأضاف أن المياه من مركز الضخ تصل إلى منزله كل 20 يومًا، لكنها ضعيفة وتحتاج لتشغيل مولد كهربائي يعمل على البنزين، ويحتاج إلى ليتر بنزين لتشغيله لمدة ساعة، ويبلغ سعر الليتر 14,000 ليرة سورية، ما يجعل من المياه المشتراة من الصهاريج مصدرًا رئيسًا لمنزله.

بينما خفف محمد الزعبي، أحد سكان القرية، وصاحب محل تجاري، من شراء المياه من الصهاريج الجوالة عبر استخدام مياه الآبار المحيطة بمنزله، إلا أنها لا تصلح للشرب، لكنه يستخدمها في أعمال النظافة وسقاية المواشي.

يشتري محمد خمسة براميل كل أسبوع بسعر 25,000 ليرة سورية، ويخصصها للشرب فقط.

محمود الزعبي، عضو المجلس المحلي في بلدية الشيخ سعد، التي تتبع لها عدوان إداريًا، قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس في تناقص مياه الشرب هو ضعف منسوب المياه في ينابيع الأشعري وكثرة التعديات على الخط الواصل من الأشعري حتى القرية، إذ يستغل المزارعون هذه التعديات لسقاية مشاريعهم الزراعية.

خدمات أخرى

تخضع قرية عدوان حالها حال ريف درعا لتقنين في الكهرباء يصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل، إلا أن سكان الحي الأوسط في القرية اشتكوا من تكرار الانقطاع خلال ساعات التشغيل.

عضو المجلس المحلي محمود الزعبي قال لعنب بلدي، إن المحوّلة في الحي الأوسط تشغّل عدة منازل بما يفوق استطاعتها، حيث يتركز النشاط التجاري والسكاني وسط القرية، واقترح تركيب محوّلة إضافية.

توجد في قرية عدوان خمس محوّلات كهربائية، وقال الزعبي، إن الوضع طبيعي على الأطراف بينما يكون الضغط الأكبر في محوّلة الحي الأوسط فقط.النظافة.. مناطق خارج الإدارة

يحافظ المجلس المحلي على ترحيل القمامة، بحسب السكان الذين التقتهم عنب بلدي، وكذلك خدمات الصرف الصحي، إلا أن عيسى الصالح، من سكان الحي الشرقي، اشتكى من عدم إيصال خدمات الصرف الصحي إلى منزله، وقال إنه لجأ إلى حفرة لصرف المياه الآسنة.

عضو المجلس المحلي برر بأن المجلس غير مخصص له تخديم المناطق التي هي خارج المخطط التنظيمي، في حين أن معظم المناطق التي هي ضمن المخطط مخدمة بالصرف الصحي.

خالية من المراكز الطبية

تفتقر البلدة إلى وجود نقطة طبية، رغم وجود كادر طبي متخصص في البلدة.

منيف الزعبي من سكان البلدة قال إنه يلجأ إلى المناطق المجاورة لتلقي العلاج، وتبعد مدينة نوى ما يقارب عشرة كيلومترات عن القرية، وتبعد الشيخ سعد ما يقارب ثمانية كيلومترات، في حين تبعد بلدة تسيل خمسة كيلومترات.

وناشد مختار القرية المنظمات الدولية والجهات الحكومية بتفعيل نقطة طبية لأن هناك كوادر من أطباء وممرضين موجودين في القرية.

مشكلة في المواصلات

من المشكلات التي يعاني منها سكان القرية، ضعف المواصلات العامة، إذ تم إلغاء خط تسيل- نوى الذي يمر من قرية عدوان في عهد النظام السابق بعد خلاف مع سائقي “السرافيس” على مخصصات المازوت حينها.

منيف الزعبي من سكان القرية قال لعنب بلدي، إنه ينتظر لساعات في حال أراد الخروج من القرية، حيث تأتي “السرافيس” من بلدة تسيل ممتلئة بالركاب، ولا يجد أبناء القرية متسعًا لهم.

وأضاف أن معظم سكان القرية يعتمدون على الدراجات النارية في تلبية احتياجاتهم.

وتخرج من القرية السيارات العمومية إلى مدينة درعا على دفعتين، الأولى الساعة السابعة صباحًا والعودة الساعة الثانية ظهرًا، وبعدها تصبح القرية معزولة، بحسب تعبيره.

اكتظاظ في المدارس

خرجت الثانوية العامة عن الخدمة بعد دمار لحق بنيتها التحتية جراء العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال سنوات الحرب في المنطقة، وكانت المدرسة سابقًا تضم الطلاب الإناث والذكور من الصف السابع في المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية (البكالوريا).

دفع هذا الأمر معلمين في القرية إلى استخدام مدرسة ابتدائية خُصصت حاليًا للمرحلة الإعدادية والثانوية وقسموها إلى دوامين، مسائي وصباحي.

سامي زين العابدين، أمين سر المدرسة الثانوية، قال لعنب بلدي، إن المدرسة الحالية المستخدمة بحاجة إلى حمامات مخصصة للإناث، وحمامات للذكور، وخاصة بعد تخصيص دوامين صباحي ومسائي.

وأضاف أن خروج الثانوية العامة عن الخدمة شكّل ضغطًا على بقية المدارس في القرية ودفع لتخصيص دوامين.

تبلغ تكلفة ترميم المدرسة الثانوية في القرية مليار ليرة سورية (حوالي 87 ألف دولار أمريكي).

محمود الزعبي أمين سر المجلس المحلي قال إن حصة المجلس من تبرعات حملة “أبشري حوران” لا تتجاوز 100 مليون ليرة مخصصة لجميع الخدمات، وهذا المبلغ قليل لا يكفي لإصلاح المدارس.

مقالات متعلقة

  1. الآبار المخالفة تجفف ينابيع الشرب بدرعا
  2. كويا تشغّّل بئرها بالطاقة الشمسية والماء لا يصل للجميع
  3. نوى.. 36 يومًا من دون مياه وأهالي المدينة مستاؤون
  4. درعا.. سرقة محطة "نوى" تحرم الآلاف من المياه

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية