قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تواصل اتصالاتها مع سوريا “في جميع المجالات وعلى كل المستويات”، مؤكدًا أن أنقرة مصممة على “تعزيز التنسيق والتعاون الوثيق من أجل حماية مكاسب سوريا والمنطقة”.
وفي حديث مع الصحفيين بعد عودته من قمة “شرم الشيخ للسلام”، اليوم الثلاثاء 14 من تشرين الأول، أجاب أردوغان على سؤال حول ما إذا كانت لديه معلومات عن قرب بدء عملية دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الجيش السوري، في ظل تقارير عن اتصالات بين وزارة الخارجية السورية ووفود من “قسد” في دمشق، وما إذا كان الدمج سيتم بشكل فوري أم تدريجي.
قال أردوغان إن تركيا “لا تترك الرئيس السوري أحمد الشرع وأصدقاءه وحدهم”، مشيرًا إلى أن التواصل بين الجانبين مستمر، وأن بلاده تحذر “قسد” باستمرار من الانخراط في مسارات خاطئة، داعيًا إياها إلى “دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.
وتابع: “نأمل أن يتخذوا موقفًا ينسجم مع هدف الوصول إلى مستقبل مزدهر وموحد لسوريا”.
واعتبر الرئيس التركي أن “تحقق اندماج (قسد) مع الدولة السورية في أقرب وقت ممكن سيسرّع من خطوات التنمية في سوريا”، مشيدًا بما وصفه بـ“توجه الإدارة السورية للسير نحو المستقبل بعقلية تشمل جميع المكونات العرقية والدينية في البلاد”، ورأى أن ذلك “يخدم مصالح سوريا وتركيا معًا”.
وفي ختام حديثه، وجّه أردوغان رسالة إلى من وصفهم بـ“الجهات الساعية إلى جرّ سوريا مجددًا إلى أتون الصراع”، معتبرًا أنهم “لا يريدون الخير لا للأكراد ولا للدروز ولا للعلويين”، مضيفًا: “من يلجأ إلى أنقرة ودمشق سيربح، ومن يبحث عن أوصياء آخرين سيخسر.”
موقف تركيا الصبور “ليس ضعفًا”
طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “قسد” بأن تفي بتعهداتها وإكمال اندماجها مع المؤسسات السورية.
وقال أردوغان في 8 من تشرين الأول، إن موقف تركيا “الصبور والحكيم والكريم” من “قسد” لا ينبغي اعتباره نقطة ضعف، حسبما نقلت وكالة “رويترز“،
وشدد على أن ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، أكبر مكونات “قسد”، لا تلتزم باتفاق 10 آذار، معتبرًا أنها تتحرك بـ”تحريض” من إسرائيل.
وأشار أردوغان إلى أن “التحالف بين الأتراك والأكراد والعرب هو مفتاح السلام والأمن الدائمين في المنطقة”.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ودمشق متفقتان على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأضاف تركيا لن تسمح أبدًا بانزلاق سوريا إلى دوامة عدم الاستقرار، وتراقب من كثب جميع التطورات على الأرض، وستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وفق تعبيره.
مطالبات لـ”قسد” بتسليم سلاحها
طالب وزير الدفاع التركي، يشار غولر، “حزب العمال الكردستاني” وتفرعاته، خصوصًا في سوريا، بوقف ما وصفها بـ”أنشطته الإرهابية”.
وقال غولر، في 11 من تشرين الأول الحالي، إنه “يجب على حزب العمال الكردستاني، وجميع المجموعات التابعة له أن يوقفوا فورًا جميع أنشطتهم الإرهابية”.
وأضاف “يجب على جميع امتداداته التي تعمل تحت مسميات مختلفة، وفي مناطق جغرافية متعددة، وخصوصًا سوريا، أن يسلموا أسلحتهم فورًا، ودون قيد أو شرط”.
وأكّد الوزير التركي أنّ بلاده لن تسمح لما وصفها بـ”المنظمات الإرهابية”، وخاصة “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” و”قسد”، بالتجذر في المنطقة أو العمل تحت أسماء مختلفة في دول الجوار.