وصل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى روسيا كأول زيارة يجريها منذ استلامه الحكم، اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وصول الرئيس الشرع إلى روسيا في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
بينما نشرت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أنه من المقرر أن يناقش الجانبان الوضع الراهن وآفاق تطوير العلاقات الروسية السورية في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، بالإضافة إلى آخر التطورات في الشرق الأوسط، حسبما ورد في بيان “الكرملين”.
ونقلت “سانا” عن مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية، الثلاثاء 14 من تشرين الأول، أنه من المقرر أن يلتقي الشرع خلال الزيارة الرئيس بوتين، لمناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تطوير التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
كما يلتقي الرئيس الشرع الجالية السورية في روسيا.
تسليم بشار الأسد
نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر رسمي سوري وصفته بـ”المطلع” الثلاثاء، أن الرئيس الشرع، سيزور العاصمة الروسية موسكو.
وذكرت الوكالة أن الشرع سيطلب رسميًا تسليم رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، اللاجئ في موسكو، لمحاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم بحق السوريين.
كما سيجري الرئيس السوري مباحثات حول وجود القاعدتين الروسيتين في سوريا (الجوية في حميميم باللاذقية، والبحرية في طرطوس)، بحسب “رويترز”.
وتأتي الزيارة بالرغم من تأجيل القمة العربية- الروسية، التي كان من المفترض أن تقام اليوم الأربعاء، إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجّل انعقادها لوقت لم يحدده، بسبب الأوضاع في غزة، واجتماع بعض الزعماء في مدينة شرم الشيخ المصرية.
زيارات متبادلة
وتبادل الطرفان عدة زيارات، أحدثها حتى لحظة كتابة المادة، كانت في 2 من تشرين الأول الحالي، إذ زار وفد من وزارة الدفاع السورية العاصمة الروسية موسكو، في سياق تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، بحسب وزارة الدفاع السورية.
وترأس وفد الوزارة رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان، وزار الوفد “الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية”، واطّلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية المذخرة، إضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
وفي 9 من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق.
واعتبر الشيباني أن علاقة سوريا وروسيا “عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا”، مشيرًا إلى أن “الدعم الروسي الصريح” لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها.
وسبقها زيارة للشيباني إلى موسكو، في 31 من تموز الماضي، الذي التقى نظيره لافروف، والرئيس الروسي.
اتصال سابق
وقد وجّه الرئيس بوتين في 12 من شباط الماضي، دعوة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة روسيا.
وخلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الشرع، تبادل الطرفان وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا، وخارطة الطريق السياسية لبناء سوريا الجديدة.
كما أكد الرئيس الروسي دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، مبديًا استعداد بلاده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام السوري السابق.
بوتين شدد حينها على وجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفق ما نقلته “رئاسة الجمهورية العربية السورية“، بينما أكد الرئيس الشرع انفتاح دمشق على كل الأطراف بما يخدم مصالح الشعب السوري، ويعزز الأمن والاستقرار في سوريا.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن الرئاسة الروسية “الكرملين” أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات لتطوير التعاون الثنائي، وتطرقا إلى عدد من القضايا الراهنة للتعاون العملي في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، مع الأخذ بالاعتبار المحادثات الأخيرة التي أجراها الوفد الروسي في دمشق.
كما ناقش الجانبان “بشكل شامل” الوضع في سوريا، وضرورة تنفيذ سلسلة من التدابير لضمان تحسن مستدام للوضع في سوريا وتكثيف الحوار السوري الداخلي الذي يضم المجموعات السياسية والعرقية والدينية الرائدة، وفق ما نقلته “تاس“.