كشف وزير النقل السوري، يعرب بدر، أن سوريا تحتاج إلى استثمارات تقدّر بنحو 5.5 مليار دولار لإصلاح وتطوير السكك الحديدية وفق المعايير الدولية.
وقال إن 1052 كيلومترًا فقط من أصل 2800 كيلومتر من شبكة السكك الحديدية في سوريا هي قيد الخدمة حاليًا، متوقعًا أن سوريا تحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات من أجل عودة كل البنية التحتية للنقل إلى العمل.
وأضاف الوزير في مقابلة مع قناة “CNBC عربية“، مساء الأحد 19 تشرين الأول، أن سوريا تركز في المرحلة الحالية على إصلاح المحور الرابط بين مناجم الفوسفات ومرفأ التصدير في طرطوس لإعادته إلى العمل في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى إعادة تشغيل الخط الرابط بين ميناء اللاذقية والمرفأ الجاف في حلب.
إعادة تشغيل هذين المحورين ستوفر إيرادات تساعد في إصلاح بقية شبكة السكك الحديدية، بحسب بدر، مشيرًا إلى أن المحور الرئيس الذي يربط سوريا بدول الجوار يكتسب أهمية استراتيجية، إذ يمكن سوريا من استعادة دورها كمحور للربط الإقليمي.
وأوضح أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وضعت خطة إسعافية قصيرة الأمد للإصلاح الفوري في حدودها الدنيا مع إعادة تشغيل أجزاء من الشبكة، إلى جانب خطة خمسية لإصلاح شامل يمكن تسريع تنفيذها عبر استئجار الآليات الثقيلة بدلًا من شرائها.
الوزارة تستهدف تنفيذ بعض المشاريع بنظام الـ”BOT” (الشراكة بين القطاعين العام والخاص)، بالتعاون مع شركات متخصصة في مجال السكك الحديدية، أضاف بدر.
مشروع “مترو دمشق”
ذكر الوزير أن مشروع “مترو دمشق” الذي يهدف إلى ربط دمشق بريفها عبر شبكة سككية إقليمية، يتألف من خطين رئيسين يتقاطعان عند محطة الحجاز، لتنطلق منهما أربعة خطوط فرعية.
وأضاف أن المشروع يشهد إقبالًا واسعًا من الشركات المهتمة، وأن الوزارة تدرس العروض المقدمة حاليًا، متوقعًا أن يبدأ التشغيل الفعلي للمترو خلال أربعة إلى خمسة أعوام، وبمبدأ الشراكة مع القطاع الخاص (BOT).
ولفت إلى أنه تم تجديد عقد تشغيل ميناء اللاذقية مع شركة “CMA CGM” الفرنسية لمدة 30 عامًا، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين “مواني دبي” وميناء طرطوس لتطوير الميناء وزيادة كفاءته.
تعاون إقليمي في قطاع النقل
كان وفد ثلاثي سوري– أردني– تركي عقد اجتماعًا بالعاصمة الأردنية عمّان، في 11 من أيلول الماضي، لبحث سبل تعزيز التعاون الإقليمي في قطاع النقل، وتفعيل حركة الترانزيت والربط السككي.
ودعا معاون وزير النقل لشؤون النقل البري، محمد عمر رحال، حينها إلى تفعيل مشاريع الربط البري والسككي، وخاصة خط سكة حديد الحجاز، وتذليل العقبات أمام حركة الترانزيت والعمل على تطوير البنية التحتية.
معاون وزير النقل السوري أكد في الاجتماع الثلاثي، أن النقل لم يعد مجرد وسيلة عبور، بل أصبح محركًا أساسيًا للاقتصاد والاستقرار، مشيدًا بأهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا والأردن وتركيا، والذي يجعل منها جسرًا طبيعيًا لربط الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب، ما يوفر فرصًا لتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وجذب الاستثمارات وتوسيع التجارة البينية.
شركة “CMA CGM”
وقعت “الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية”، في 23 من أيار الماضي، مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة “CMA CGM” الفرنسية، بهدف إنشاء وتشغيل موانٍ جافة في كل من المنطقة الحرة السورية- الأردنية المشتركة، والمنطقة الحرة في عدرا بريف دمشق.
وحسب بيان لـ“الهيئة“ حينها، تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الهيئة لتطوير البنية التحتية اللوجستية، وتعزيز دور المناطق الحرة كمراكز محورية للتجارة الإقليمية.
وكانت “الهيئة” وقعت اتفاقية مع شركة “CMA CGM” في قصر الشعب بدمشق، في 1 من أيار الماضي، بحضور الرئيس السوري، أحمد الشرع.
أبرز ما شملته الاتفاقية الجديدة، وفق تصريح مدير مرفأ “اللاذقية”، أحمد علي مصطفى أن مدة العقد حددت بـ30 سنة، ستستثمر خلالها 230 مليون يورو، في السنة الأولى ستضخ الشركة منها 30 مليون يورو.
وفي السنوات الأربع التالية سيبنى رصيف جديد في مرفأ اللاذقية بمواصفات قياسية عالمية، بطول 1.5 كيلومتر وبعمق 17 مترًا، بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون يورور.
سيسمح بناء هذا الرصيف بدخول سفن شحن كبيرة وبأعداد كبيرة لا تدخل حاليًا إلى مرفأ اللاذقية، كما سيوفر بناؤه وجود بنية تحتية وفوقية لتشغيله.
بعد السنة الخامسة، ستبدأ ثمرة هذا الاستثمار ويبدأ ضخ الأموال عبره خلال الـ25 سنة المقبلة.
“CMA CGM” شركة فرنسية لنقل الحاويات والشحن. وهي مجموعة شحن رائدة على مستوى العالم، تستخدم 200 طريق شحن بين 420 منفذًا في 150 دولة مختلفة.