وقعت محافظة دمشق مذكرات تعاون استراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وجامعة “فينيسيا”، ومنظمة “غراس النهضة”، بشأن دعم مركز التطوير الحضري في محافظة دمشق.
المذكرات التي وُقعت على هامش ورشة عمل حضرتها عنب بلدي، اليوم الاثنين 20 من تشرين الأول، حول التخطيط الحضري في مدينة دمشق ومحيطها الحيوي، تهدف إلى:
- تطوير التعاون الفني والعلمي في مجالات إعادة تأهيل المناطق المتضررة.
- تحسين البنية الحضرية.
- تعزيز استدامة التخطيط العمراني في العاصمة دمشق.
وقال محافظ دمشق، ماهر مروان إدلبي، لعنب بلدي، إن هناك مسارات متعددة تم العمل عليها منذ قرابة الشهر والنصف، منها ما توج في توقيع اتفاقيتين اليوم، ومنها ما يتم العمل عليه في مسار إعادة الإعمار والتنمية بشكل عام.
وأوضح أن هذه المسارات منها الرؤية العامة لمدينة دمشق وكيف ستكون، ومسار تحديث المصور العام لدمشق، وهناك مسارات أخرى تتعلق بالسياحة والثقافة والآثار، وذلك بمشاركة المركز الحضري الذي يجمع البيانات من الجهات كافة، لإعداد الخطط اللازمة بحسب ما تحدده مراكز القرار في جميع المؤسسات.
واعتبر المهندس محمد نهاد حاج صالح، الباحث في جامعة “فنيسيا”، بإعادة العمار والتخطيط الحضري والعمراني، أن توقيع الاتفاقية بين سوريا وإيطاليا، سينعكس إيجابًا على نهضة التبادل الأكاديمي والعملي بين البلدين.
دعم التطوير الحضري
المدير التنفيذي لمنظمة “غراس النهضة”، غياث الدين زين، أوضح أن توقيع اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، تهدف إلى دعم مركز التطوير الحضري في محافظة دمشق.
ولفت زين، لعنب بلدي، أن مركز التطوير الحضري يهدف إلى جمع الإحصائيات وتحليل البيانات، لمعرفة الاحتياجات الحقيقية في مدينة دمشق على كل المسارات، والتي تشمل الطاقة، والنقل، والتطوير العمراني، والبيئة، ومسار تنظيم السير والحدائق.
وتوقع زين أن يكون هناك تمديد لهذا المشروع في حال نجاحه، وتوقيع اتفاقيات مع منظمات أخرى، لخدمة ليس فقط محافظة دمشق وإنما كل المحافظات السورية.
التخطيط لإعادة الإعمار
الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، محمد مضوي، قال إن الاتفاقيات تهدف إلى تقديم الدعم المؤسسي والفني للمحافظة، لقيادتها مسيرة التخطيط العمراني والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وذلك بغرض تحسين الأوضاع والتحضير لمسيرة إعادة البناء والإعمار.
وأشار مضوي إلى أن العمل سيبدأ حاليًا في محافظة دمشق، متأملًا في المستقبل بالشراكة مع الدول المانحة ومع جامعة “فنيسيا”، لتقديم الدعم الفني لبقية المحافظات في سوريا.
وحول التخطيط لإعادة إعمار المناطق المدمرة، أشار مضوي إلى وجود بعض الأموال التي تم حشدها من الجهات المانحة لتنفيذ مشاريع تتعلق في إعادة بناء كل من الأسواق والمستشفيات، وعدد من المراكز الصحية والمدارس.
وأكد مضوي أن مسألة التخطيط مهمة جدًا في الخطوة الأولى، وذلك للتأكد أن هذه المشاريع تستهدف الشرائح الأكثر احتياجًا، وتهدف أيضًا إلى استدامة العمل التنموي وإعادة البناء في سوريا.
بدوره اعتبر المدير التنفيذي لمنظمة “غراس النهضة”، غياث الدين زين، أن العمل في المناطق المدمرة لا يجب أن يكون عملًا إسعافيًا مؤقتًا، بل يحتاج إلى تخطيط جيد ووجود شراكات مع جهات دولية وعالمية، حتى يكون العمل مستدامًا وطويل الأمد، لتحقيق مخرجات تلبي طموح المواطن وليست مخرجات “إسعافية”.
ووجّهت الأمم المتحدة، في آذار الماضي، نداء إلى المجتمع الدولي بغية التحرك العاجل للاستثمار في إعادة إعمار سوريا وتنميتها.
وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، أن توسيع نطاق الخدمات الأساسية سيكون عنصرًا حاسمًا في تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وشدد فليتشر على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم تعافي سوريا وإعادة إعمارها، مشيرًا إلى أن البلاد تمر بمرحلة حاسمة تتطلب استجابة سريعة وفعالة.
وسلّط المسؤول الأممي الضوء على أربع نقاط رئيسة تتعلق بدعم توجه الأمم المتحدة في سوريا، وهي: الاستجابة الإنسانية، التمويل، حماية المدنيين، الاستثمار في إعادة الإعمار.