الذخائر المتفجرة تقتل وتصيب 158 سوريًا في شهرين

  • 2025/10/21
  • 12:33 م
عامل إزالة ألغام من منظمة "روج" لمكافحة الألغام يُجهّز قطعة ذخيرة أوكتانية للهدم - 21 تشرين الأول 2025 (منظمة روج لمكافحة الألغام)

عامل إزالة ألغام من منظمة "روج" لمكافحة الألغام يُجهّز قطعة ذخيرة أوكتانية للهدم - 21 تشرين الأول 2025 (منظمة روج لمكافحة الألغام)

enab_get_authors_shortcode

سجلت الوحدة التنسيقية للأعمال المتعلقة بالألغام في سوريا (MA AoR) التابعة لـ”مجموعة الحماية العالمية“، 108 حوادث ذخائر متفجرة في جميع أنحاء سوريا، أسفرت عن 158 إصابة في صفوف المدنيين، من بينهم 39 حالة وفاة و119 إصابة، في الفترة مابين 15 آب الماضي، حتى 15 تشرين الأول الحالي.

وشكل الرجال والفتيان غالبية المتضررين، إذ وقعت معظم الحوادث في المناطق الزراعية ومناطق الرعي.

وسُجلت أعلى أعداد من الضحايا في محافظات حمص وحلب ودير الزور ودرعا.

وبين تقرير نشرته الوحدة اليوم الثلاثاء، 21 تشرين الأول، ارتفاع إجمالي عدد الحوادث المسجلة بين 8 كانون الأول 2024، و 15 تشرين الأول الحالي، إلى 767 حادثة، بإجمالي 1426 ضحية (552 قتيلًا و874 جريحًا)، ما يجعل الذخائر المتفجرة أحد أبرز الأخطار المهددة لسلامة المدنيين في عموم سوريا.

المناطق الزراعية في الصدارة

من بين الحوادث الـ108 التي تحققت منها المنظمة خلال الشهرين الماضيين، وقعت 62 حادثة في الأراضي الزراعية أو مناطق الرعي، ما أثر بشكل خاص على الرجال والأطفال.

وأظهر التقرير مقتل 27 شخصًا وإصابة 64 آخرين، في أثناء محاولتهم كسب رزقهم في تلك المناطق.

وأشارت البيانات إلى أن نحو نصف القتلى في الأراضي الزراعية كانوا من الرجال (13 قتيلًا و26 مصابًا)، بينما قُتل 12 طفلًا وأصيب 33 آخرون.

تؤكد هذه الأرقام أن الرجال والأطفال ما زالوا الفئتين الأكثر تضررًا من تلوث الأراضي بالذخائر المتفجرة، ما يزيد من صعوبة تأمين سبل العيش الأساسية للأسر الريفية.

نقص حاد في خدمات الرعاية والدعم

رغم الحاجة الماسة إليها، ما تزال خدمات رعاية الصدمات، والأطراف الصناعية والتقويمية، وإعادة التأهيل، والدعم النفسي والاجتماعي محدودة في مختلف المناطق السورية، حسبما ورد في التقرير.

ويواجه الأطفال الذين فقدوا أطرافهم تحديات مضاعفة، إذ تتطلب حالتهم رعاية مستمرة واستبدالًا متكررًا للأطراف الصناعية بسبب النمو، وهو ما يحمّل الأسر أعباء مالية كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

غالبًا ما تُقدّم هذه الخدمات عبر المنظمات غير الحكومية، وتبقى مرتبطة بتمويل سنوي متقطع، ما يجعل استمراريتها غير مضمونة.

أولويات إنسانية عاجلة

تشير المنظمات العاملة في قطاع مكافحة الألغام إلى أن الأولويات تتحدد بـ:

  • توسيع عمليات المسح والتطهير.
  • تسريع برامج التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة.
  • زيادة توفر خدمات رعاية الصدمات.
  • إعادة التأهيل البدني.

واعتبر التقرير أنها تمثل أولويات رئيسية، خاصة مع توقع حركة نزوح جديدة خلال الأشهر المقبلة.

توصيات لمعالجة القضية

التقرير قدم عدة توصيات، هي:

  • زيادة التمويل لعمليات المسح والتطهير: تؤكد المنظمات حاجة القطاع إلى دعم مالي عاجل لتوسيع أنشطة المسح والتطهير، باعتبارها الطريقة المستدامة الوحيدة للحد من المخاطر وضمان سلامة المجتمعات، ففي عام 2024، لم يُلبّ سوى 13% من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية البالغة 51 مليون دولار أمريكي، ما يجعل قطاع الإجراءات المتعلقة بالألغام الأكثر نقصًا في التمويل.
  • تعزيز قدرات التنسيق وإدارة المعلومات: ترى الجهات العاملة أن التنسيق الفعّال وإدارة المعلومات الدقيقة ضروريان لتحديد مناطق التلوث ووضع الأولويات، ويحدّ نقص التمويل المزمن في هذا الجانب من قدرة الشركاء على توجيه التدخلات بكفاءة وإظهار أثرها الجماعي.
  • توسيع نطاق التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة: تعدّ التوعية أداة أساسية لإنقاذ الأرواح، لكنها غالبًا ما تهمل وتموّل بشكل محدود، ومع توقع زيادة حركة العودة خلال الفترة المقبلة، تؤكد المنظمات ضرورة الاستثمار المتجدد في برامج التوعية لتمكين المدنيين من تبني سلوكيات آمنة في البيئات الملوثة.
  • تعزيز المساعدة المقدمة للضحايا والناجين: توصي المنظمات بتوسيع الوصول إلى إعادة التأهيل البدني والرعاية النفسية والاجتماعية وتوفير الأطراف الصناعية، خاصة العلوية منها، إلى جانب خلق فرص كسب العيش للناجين والأشخاص ذوي الإعاق، فالنقص في هذه الخدمات يترك الكثيرين في حالة تهميش ويمنعهم من إعادة بناء حياتهم بكرامة.
  • دعم المركز الوطني للأعمال المتعلقة بالألغام والشركاء: يشكل تعزيز التعاون والتأهب بين منطقة مسؤولية الأعمال المتعلقة بالألغام والشركاء التنفيذيين عنصرًا أساسيًا لدعم المركز الوطني في عمله على تعزيز التنسيق الوطني والقدرة التقنية والإدارة المستدامة لأنشطة مكافحة الألغام في سوريا.

أنواع الذخائر غير المنفجرة

الدفاع المدني السوري، أكد بعض أنواع مخلفات الحرب تكون على سطح الأرض، بينما توجد أنواع أخرى منها، كقنابل الطائرات، مدفونة تحت سطح الأرض بعدة أمتار، مما يجعل من إزالتها أمرًا صعبًا.

الذخائر غير المنفجرة مختلفة في آليتها عن الألغام، إذ إن الألغام زرعت بغرض التسبب بإصابات، بينما تكون الذخائر غير المنفجرة عبارة عن أدوات فشلت في أداء عملها، فقد لا تنفجر أبدًا أو قد تنفجر بأي لحظة ولا يمكن تحديد مدى تأثيرها وخطرها على ما حولها.

وطوال السنوات الماضية، وثقت فرق الذخائر في “الدفاع المدني السوري” استخدام نظام الأسد وروسيا أكثر من 60 نوعًا من الذخائر المتنوعة في قتل المدنيين، منها 11 نوعًا من القنابل العنقودية المحرمة دوليًا.

مقتل 3521 مدنيًا منذ 2011

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 3521 مدنيًا نتيجة انفجار الألغام الأرضية، بينهم 931 طفلًا و362 سيدة (أنثى بالغة) منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وحتى نهاية عام 2024.

ومن بين القتلى المدنيين سبعة من كوادر “الدفاع المدني”، وثمانية من الكوادر الطبية، وتسعة من الكوادر الإعلامية.

وقدّرت “الشبكة” عدد المصابين بأكثر من 10400 مدني مصاب، منهم عدد كبير بحاجة إلـى أطراف صناعية، فضلًا عن سلسلة طويلة من عمليات إعادة التأهيل والدعم النفسي.

من جانبه، وثّق “الهلال الأحمر السوري” 5,686 ضحية بين قتلى ومصابين نتيجة مخلفات الحرب في 1700 قرية من كافة المحافظات السورية التي كانت تحت سيطرة النظام السابق، منذ بداية 2018 وحتى نهاية 2024.

وبحسب تقرير “مرصد الألغام الأرضية” (Mine Action Review) السنوي الصادر عام 2023، والذي أسهم فيه “الدفاع المدني”، سجلت سوريا و للعام الثالث على التوالي أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار.

ووثق التقرير 834 ضحية في عموم سوريا خلال العام 2022 والنصف الأول من العام 2023.

مخلفات الحرب.. تحصد الأرواح وتعطّل الإعمار

مقالات متعلقة

  1. في يوم واحد.. أربعة قتلى بانفجار لغمين في ريف حماة
  2. خلال بحثهم عن الفطر.. ضحايا أطفال بانفجار لغم في ريف درعا
  3. 120 حالة وفاة بسبب الألغام في مناطق سيطرة النظام في 2022
  4. أمريكا تقدم ستة ملايين دولار لإزالة الألغام شرقي سوريا

مجتمع

المزيد من مجتمع