زار وفد من وزارة الداخلية في الحكومة السورية، برئاسة قائد فرع الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، في 21 من تشرين الأول، حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
الزيارة جاءت برفقة قياديين من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في جولة وصفت رسميًا بأنها “زيارة أمنية ميدانية”، بحسب ما أعلنت “قوى الأمن الداخلي (أسايش) عبر “فيسبوك“.
وجاء في بيان “أسايش” أن الجولة هدفت إلى “تعزيز التنسيق الأمني وحماية الاستقرار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود”، دون الإشارة إلى أي ترتيبات أو تفاهمات جديدة.
ماذا حملت الزيارة
قال المكتب الصحفي لمديرية الأمن الداخلي في حلب، لعنب بلدي، إن الزيارة جاءت في إطار متابعة تنفيذ البنود المتبقية من اتفاق نيسان الماضي.
لكن مصدرًا عسكريًا خاصًا أكد لعنب بلدي أن الزيارة جاءت في سياق اجتماعات مكثفة تعقد منذ أيام بين ممثلين عن الحكومة السورية وقياديين من “قسد”.
وتشمل تلك المباحثات ترتيبات أمنية جديدة من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبحسب المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، سيتم خلال الأيام الثلاثة المقبلة سحب الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للجيش السوري و”قسد” من مداخل حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
على أن يتسلم جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية مهام الانتشار في دواري “الأول” و”الثاني” في حي الأشرفية، تمهيدًا لتوسيع نطاق وجوده تدريجيًا في المنطقتين.
وأضاف المصدر أن “قسد” ستسحب جزءًا من قواتها العسكرية إلى مناطق شرق الفرات.
ويأتي ذلك بالتوازي مع انضمام نحو 250 عنصرًا من قوى “أسايش” إلى جهاز الأمن العام السوري.
وأشار المصدر إلى أن حي السكن الشبابي، الواقع شمال حلب، والمربوط حاليًا بنقاط سيطرة تابعة لقسد، سيعاد تسليمه للإدارة المدنية في المرحلة الأولى من الاتفاق.
بينما تتواصل الاجتماعات اليومية بين الجانبين في كل من حلب والقامشلي لتثبيت تفاصيل الخطة وآليات التنفيذ.
وأوضح أن الانتشار الجديد سيبدأ من حي الأشرفية، الذي سيعتبر منطقة اختبار لعمل الأمن العام.
وذلك قبل الانتقال إلى الشيخ مقصود خلال مرحلة لاحقة، بواقع تقدم ميداني تدريجي كل ثلاثة أيام.
وفي سياق متصل، لفت المصدر إلى أن التطورات الحالية تتزامن مع تحركات ميدانية سابق إلى مدينة الطبقة.
ونوه إلى أن قائد فرع الأمن الداخلي لحلب محمد عبد الغني زار مدينة الطبقة قبل يومين.
حيث جرى الحديث عن “تنسيق أمني مشابه” في بعض المناطق التي تخضع لتداخل إداري وأمني بين القوات الحكومية و”قسد”.
وأضاف أن الوفد اصطحب معه خلال الزيارة ستة أسرى من عناصر الجيش السوري كانت تحتجزهم “قسد”.
إعادة فتح الطرقات
في السياق، أعلنت “أسايش”، اليوم الأربعاء، إعادة فتح طريق الأشرفية عند حاجز مشفى “اليوناني”.
وجاء ذلك بالتنسيق مع إدارة “الأمن العام”، ضمن ما وصفته بتنفيذ بنود الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين.
وقالت “أسايش” في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية، إن الخطوة تهدف إلى “تسهيل حركة الأهالي وتنظيم الدخول والخروج من الحي”.
وأشارت إلى أنها تأتي في إطار تعزيز التعاون والتنسيق الميداني بين المؤسسات المعنية.
وأضاف البيان أن فتح الطريق يعد خطوة في مسار ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
زيارات سابقة
سبق أن استقبلت “قسد” في مدينة الطبقة وفدًا من الحكومة السورية، وبحث الجانبان التوترات في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، وسبل معالجتها عبر قنوات التنسيق بين الجانبين.
ووفق ما نشر حينها، تضمنت اللقاءات مبادرات متبادلة هدفت إلى تخفيف التوتر وتعزيز الثقة.
من بين تلك الأمور تسليم عدد من عناصر قوات الحكومة كانوا موقوفين لدى “قسد”.
وأكدت مديرية الأمن الداخلي في حلب، لعنب بلدي، أن الاجتماعات بين الطرفين تعقد بشكل متكرر.
كما تتناول ملفات أمنية وخدمية تتعلق بتنظيم الوجود في الأحياء الشمالية من المدينة.
ومع مطلع نيسان الماضي، جرى اتفاق بين الطرفين نص على خروج القوات العسكرية التابعة لقسد والإبقاء على “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) تمهيدًا لضمها إلى وزارة الداخلية في الحكومة السورية.
الاتفاق، الذي تضمن 14 بندًا، شمل تبييض السجون بين الجانبين، وفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية، وإعادة دمج المؤسسات المدنية في الحيين ضمن مؤسسات محافظة حلب.
ونفذ من الاتفاق حينها خروج رتلين عسكريين يضمان أكثر من 900 عنصر من “قسد”.
إلى جانب تبادل موقوفين وسجناء على ثلاث دفعات، قبل أن تتوقف التحركات الميدانية خلال الأشهر التالية.