الكلاب الشاردة تفرض “حظر تجوّل” في دير الزور

  • 2025/11/04
  • 1:39 م
كلب شارد على أطراف مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي - 2 تشرين الاول 2025 (عنب بلدي/ مروان المضحي)

كلب شارد على أطراف مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي - 2 تشرين الاول 2025 (عنب بلدي/ مروان المضحي)

enab_get_authors_shortcode

تشهد مدينة دير الزور، تزايدًا في أعداد الكلاب الشاردة، ما يشكل تحديًا بيئيًا وصحيًا ومجتمعيًا يهدد استقرار المجتمع المحلي.

ولم تعد هذه الظاهرة مجرد مشكلة عرضية، بل تحولت إلى أزمة دائمة تتفاقم يومًا بعد يوم، خاصًة في ظل ضعف أو غياب الإدارة الفعالة للنفايات وخدمات المجالس المحلية (البلديات).

وأثّر انتشار الكلاب الشاردة على سلامة الأهالي وحرية الحركة العامة، ويعود ذلك إلى ضعف أداء خدمات المجالس المحلية، وبقاء الظاهرة دون معالجة.

روايات سكان المدينة

“تجول الكلاب في مجموعات كبيرة ليلًا ونهارًا دفعنا لفرض حظر تجول غير رسمي على أطفالنا”، يقول طارق العبد الله، من سكان مدينة دير الزور، لعنب بلدي.

ويرى أن عدد الكلاب الكبير في الأحياء السكنية، يؤكد فشل أي جهود سابقة للسيطرة عليها، وأنه لا يمكن تحمل مخاطرة التعرض للعضّ أو نقل العدوى عبر الاحتكاك، وهذا الأمر يقيد الحياة اليومية ويولد ضغطًا نفسيًا مستمرًا.

وأشارت خديجة الخضر، معلمة في إحدى المدارس، لعنب بلدي إلى أن المشكلة تبدأ من نقاط تجميع القمامة المفتوحة والعشوائية، فهذه الأكوام توفر مصدر غذاء للكلاب الضالة وتجعل الأحياء مرتعًا لتكاثرها.
وترى أنه يجب أن تبدأ خطة معالجة وجود الكلاب من ترحيل النفايات أولًا، فالإهمال البلدي هو السبب لهذا الانتشار.

وأكدت أن انتشار الكلاب في الشوارع يؤدي إلى غياب الأمن في الشوارع للأهالي.

من جانها رفض المكتب الإعلامي لمجلس البلدية التعليق، قائلًا إن الأمر لا يخصّ البلدية.

خطر صحي “قاتل”

يمثل الجانب الصحي أخطر أبعاد الأزمة، لأن التزايد غير المنضبط في أعداد الكلاب يزيد من احتمال تفشي الأمراض الحيوانية المشتركة (Zoonotic Diseases)، وأخطرها داء الكلب.

الطبيب العام في دير الزور، رامي السعد، أكد لعنب بلدي أن دير الزور تواجه وضعًا صحيًا بالغ الحساسية، إذ تعاني هشاشة في النظام الصحي، ونقصًا الموارد، وارتفاعًا في حوادث عض الكلاب ما يشكل خطرًا مميتًا.

ويعد داء الكلب مرضًا قاتلًا بنسبة 100%، إذا لم يتم التعامل مع المريض على الفور ببروتوكول ما بعد التعرض (Post-Exposure Prophylaxis)، والذي يتطلب توفر اللقاحات والمصل المضاد، وفق السعد.
وتابع أن النقص في هذه الموارد أو التأخر في وصول المصاب للمركز الطبي، يعني حكمًا بالإعدام على المصاب.

وتفتقر الكثير من المراكز الصحية في الريف إلى العلاج، ما يضطر الأهالي في حال الإصابة لقطع مسافات طويلة وشراء العلاج بأسعار باهظة.

وأشار الطبيب إلى أن الكثير من الأهالي غير قادرين على شراء العلاج بسبب تردي الوضع الاقتصادي.

وأوضح أن غياب برامج التعقيم والتطعيم المنظمة للحيوانات الضالة يحوّلها إلى خزانات متنقلة للفيروس، مما يضع عبئًا غير محتمل على المرافق الصحية التي يفترض أن تتعامل مع هذه المشكلة.

دعوة لحملات توعية

الممرض في أحد المراكز الصحية بريف دير الزور، حسام العبد الله، بين لعنب بلدي أن التركيز يجب أن ينصب على إدارة المخاطر وتثقيف المجتمع.

وقال إن المنطقة بحاجة إلى حملات توعية مكثفة، لا سيما في المناطق الأكثر فقرًا، لتعليم الأهالي الإسعافات الأولية لـ “عضة الكلب”، كالتنظيف الفوري للجرح بالماء والصابون والذي يعتبر خط الدفاع الأول.

ويجب أن يكون هناك سلسلة إمداد مستمرة وفعالة للقاحات داء الكلب من الجانب الحكومي المتمثل بوزارة الصحة، وفق العبد الله.

وتابع أن مشكلة الكلاب الشاردة في هذه المناطق هي انعكاس مباشر لسوء إدارة البيئة، حيث تُجبر الكلاب على البحث عن الطعام في الأحياء السكنية، ما يزيد من فرص الاحتكاك ونقل العدوى.

المكتب الإعلامي لمديرية الصحة في دير الزور، أجاب بردّ مقتضب لعنب بلدي بأن المديرية مسؤولة عن تقديم العلاج اللازم في حال وجود أي حالات عض أو داء الكلب.

وتحذر تقارير طبية من أن عضات الكلاب لا تقتصر مخاطرها على الفيروسات، بل قد تؤدي إلى التهابات بكتيرية حادة، يمكن أن تتطور إلى تعفن دموي في حال لم يتلق المصاب مضادات حيوية بشكل فوري.
ويفضي داء الكلب إلى وفاة الإنسان إذ لم يعالج بسرعة، لأن الفيروس يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويتسبب بأعراض عصبية شديدة مثل التشنجات ورهاب الماء، وتنتهي غالبًا بالموت.

ويعاني سكان مدينة دير الزور من تراكم القمامة في معظم الأحياء وضواحيها، ما يؤدي لانتشار الروائح الكريهة، والحشرات، والقوارض، والكلاب الشاردة حول أماكن تجمع النفايات.

وتفاقمت هذه المشكلة بسبب قلة الآليات المتاحة لنقل القمامة، وانتشار المكبات العشوائية في المنطقة، ولم تكن الشكاوى الواردة حول هذا الأمر جديدة، فقد باتت معتادة دون استجابة، وفق أهالٍ قابلتهم عنب بلدي.

إصابات ووفيات.. كلاب شاردة تهدد السكان شمال غربي سوريا

مقالات متعلقة

  1. إصابات ووفيات.. كلاب شاردة تهدد السكان شمال غربي سوريا
  2. خاص: تعميم يأمر القطع العسكرية في سوريا بقتل الكلاب الشاردة
  3. أهالي حمص يشتكون من انتشار الكلاب الشاردة
  4. مجلس مدينة اللاذقية يقضي على الكلاب الشاردة بالسم والخرطوش

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية