
تشرين يتغلب على أمية وديًا - 19 تشرين الأول 2025 (نادي تشرين الرياضي/فيسبوك)

تشرين يتغلب على أمية وديًا - 19 تشرين الأول 2025 (نادي تشرين الرياضي/فيسبوك)
عنب بلدي – أحمد نحلوس
يعيش نادي تشرين فراغًا إداريًا منذ نهاية الموسم الماضي، حيث يعمل دون إدارة قائمة على رأس عملها، ليكون الوحيد الذي يشهد هذه الحالة بين أندية الدوري السوري الممتاز حتى الآن.
ويستعد تشرين للموسم الكروي 2025-2026 وسط ضبابية في الرؤية، وهوية الجهة التي ستقود النادي في المرحلة المقبلة بكل ما فيها من تحديات ومسؤوليات.
تشرين دخل مرحلة الفراغ الإداري مع نهاية الدوري الكروي الماضي أواخر حزيران، عقب استقالة مجلس الإدارة السابق، الذي كان يضم كلًا من سامر كلية رئيسًا، والأعضاء: أحمد سيدة، عبد الرزاق سواس، سومر خوري، كرام سلطان.
مدير الرياضة والشباب في محافظة اللاذقية، صلاح كراوي، تحدث لعنب بلدي عن الأسباب التي أخرت تشكيل مجلس إدارة لقيادة نادي تشرين في المرحلة المقبلة.
تحدث كراوي عن مساعٍ جرت للتنسيق مع كوادر النادي بحثًا عن مجموعة مقتدرة ماديًا لتحمل صعوبات المرحلة المقبلة، مضيفًا أن ذلك تطلب وقتًا طويلًا، “في ظل ابتعاد كثير من الداعمين عن خوض تلك المغامرة”، بسبب الظروف المادية الصعبة التي تعيشها سوريا.
وأكد كراوي رفضه تشكيل إدارة “على مزاج المديرية” دون الرجوع لكوادر نادي تشرين، حرصًا على نجاح العمل، ولو تطلب ذلك حدوث تأخير في عملية ولادة المجلس الإداري المرتقب للبحارة.
وكشف عن اقتراب تشكيل إدارة جديدة لتشرين مؤلفة من خمسة أشخاص، على أن تبصر النور الأسبوع المقبل، لتكون جاهزة للنهوض بالعبء المادي للنادي خلال الموسم المقبل بمختلف الفئات والألعاب.
يدير الكابتن عبد القادر كردغلي النادي فنيًا في المرحلة الحالية، بصفته مدير الكرة في تشرين، ويشرف على التعاقدات وتجهيز الفريق بالتعاون مع كادره التدريبي بقيادة محمد اليوسف، فيما تتولى الشق المالي والإداري مجموعة من محبي تشرين، تضم إبراهيم شريقي وإياد باجيكو وبرهان شيخ يوسف، بحسب كراوي.
ونفى كراوي وجود أي قرار لتغيير اسم النادي، حيث تنتشر إشاعات عن استبدال الاسم التاريخي السابق “القادسية” بالاسم الحالي.
كما نفى الأنباء المتداولة عن ترؤس عضو الإدارة السابق رامي سقور المجلس الإداري الجديد، بسبب ظروف عمله الحالية، مثنيًا على دعمه للفريق الكروي خلال المرحلة الحالية.
وعبّر كراوي عن رضاه عن واقع النادي الحالي، خاصة مع ما اعتبره “إنجازًا على مستوى سوريا”، عبر تشكيل فريق كروي مرشح للمنافسة على اللقب بأقل وأضعف الإمكانيات المتاحة، مؤكدًا عزم الإدارة المقبلة على دعم الفريق فنيًا عبر إجراء بعض التعاقدات الإضافية.
موضوع ضعف الاستثمارات الشديد في أندية اللاذقية هو أبرز صعوبة تواجهها مديرية الرياضة والشباب، بحسب كراوي، لأن المال هو عصب الحياة لأي إدارة تريد تولي قيادة أي نادٍ في المحافظة.
ولفت إلى أن ناديي حطين وتشرين كانا يتلقيان دعمًا ماديًا قبل سقوط النظام السابق عبر المال المكتسب بشكل غير مشروع، بفعل الفساد المستشري خلال حكم النظام، والذي زال مع زواله، لتواجه المديرية صعوبة في سد هذا الفراغ بالدعم، خاصة مع الوضع المادي العام السائد، بحسب كراوي.
توجد “محاولة لإفشال أندية اللاذقية بعد سقوط النظام، عبر جهات متضررة من الانتصار”، بحسب تعبير مدير الرياضة والشباب في محافظة اللاذقية، مبينًا أن تلك الجهات قررت الابتعاد عن المشهد، متوقعة فشل الإدارة الرياضية في التعامل مع الواقع الجديد، لكن “توقعاتها خابت في النهاية”.
عادل جوني، نجم الكرة التشرينية في التسعينيات وأحد أبطال النجمة الثانية، يعتقد أن الحل النهائي لمشكلة نادي تشرين الإدارية والمادية، ولعموم مشكلات أندية سوريا، يكمن في خصخصة تلك الأندية وتحولها لتدار من قبل القطاع الخاص.
جوني قال لعنب بلدي، إن فريق تشرين بشكله الحالي جيد جدًا، وينقصه فقط لاعب ظهير أيمن ليستكمل أركان المنافسة على اللقب، خاصة مع عشق النادي للبطولات، والسعي لها حتى بأقل الإمكانيات.
ولا يرى جوني تأثيرًا لإعداد وتجهيز الفريق من قبل جهات مختلفة عن الإدارة القادمة، التي ستكمل ما بدأه القائمون حاليًا على النادي دون مشكلات، معتبرًا أن تشرين لو انتظر ولادة إدارة جديدة، لما كان هنالك وجود لفريق جاهز للدوري أصلًا.
رغم الظروف الصعبة، نجح نادي تشرين في ضم مجموعة من اللاعبين المميزين لفريقه الكروي الأول، كالحارس ويليام غنام، والمدافع أحمد الشمالي، ولاعبي الوسط ماهر دعبول وسعيد البرو، والمهاجم صياح النعيم.
وجدد تشرين عقود أبرز أركان فريقه السابق، مثل المدافع حسن أبو زينب، والظهير نديم صباغ، والجناح أحمد بيريش، إضافة إلى استعادة المهاجم وابن النادي مصطفى شيخ يوسف إلى صفوفه.
ويقود الفريق المدرب محمد اليوسف، أحد نجوم اللقب الثاني في تاريخ تشرين، ويساعده معتز كيلوني وكنان ديب، فيما يشرف الحارس التاريخي لمنتخب سوريا مالك شكوحي على تدريب الحراس.
ذاق البحارة حلاوة التتويج بلقب الدوري الكروي خمس مرات ابتداء من موسم 1981-1982، وصولًا إلى موسم 1996-1997، وانتهاء بالثلاثية التاريخية المتتالية ما بين عامي 2020 و2022، وختامًا مع كأس الجمهورية نسخة 2023.
وتُوّج تشرين بالثلاثية التاريخية إبان عهد رئيس ناديه الراحل طارق زيني، الذي قضى بحادث سيارة مطلع أيلول 2022، ليتعرض النادي بعدها لفترة من عدم الاستقرار الإداري.
تناوب على رئاسة نادي تشرين منذ ذلك الحين كل من: ذو الفقار عباس، أمير اسماعيل، مهدي طارق زينيبدور، سعيد غريب، سامر كلية، مكتفيًا خلال تلك الفترة بلقب وحيد في كأس سوريا عام 2023.
واحتل تشرين المركز الثامن في نسخة الدوري السوري الكروي 2025-2026، برصيد 11 نقطة، ليكون بذلك أسوأ مواسمه منذ موسم 2015-2016، حيث لم يغب بعدها عن المربع الذهبي (التوب 4) في المسابقة المحلية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى