عمر السومة.. نجومية ورقم صعب في الملاعب العربية

من أحياء دير الزور، خرج عمر السومة حاملًا حلمًا أكبر من حدود مدينته، ليصبح أحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم السورية والعربية.

عرفه الجمهور بلقب “العكيد”، بعد أن صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب الجماهير، بفضل أرقامه القياسية وأهدافه الحاسمة، التي جعلت منه رمزًا للثبات والطموح.

ورغم التحديات التي واجهها داخل وخارج الملعب، بين إصابات وجدالات وابتعاد عن المنتخب، يبقى السومة أحد أبرز سفراء كرة القدم السورية في الملاعب الآسيوية.

ولد عمر السومة في 23 من آذار 1989، بمدينة دير الزور، ومارس كرة القدم منذ صغره.

“العكيد” بدأ خطواته الأولى مع الفتوة، أو كما تحب جماهير دير الزور مناداته “الآزوري”، وحقق لقب الدوري للشباب موسم 2007-2008، ونال جائزة هداف الدوري برصيد 29 هدفًا، وصعد بعد ذلك للفريق الأول، وسجل 17 هدفًا.

عام 2011، ومع بداية الثورة السورية، وتوقف النشاط الرياضي، قرر السومة بداية رحلته الاحترافية.

خاض تجربته الأولى مع القادسية الكويتي، الذي استبشر بالسومة خيرًا، أسوة بالسوريين الناجحين في الكويت، مثل فراس الخطيب وجهاد الحسين.

مواسم السومة مع القادسية لم تكن عادية، ثلاثة منها سجل فيها 52 هدفًا في 25 مباراة، وحقق معه تسعة ألقاب.

“أبو خطاب”.. رقم صعب في الدوري السعودي

أرقام النجم السوري دفعت الأهلي السعودي للتعاقد معه، وسط حالة من الدهشة من قبل جماهير أهلي جدة، باعتبار أنهم يرون الدوري الكويتي ضعيفًا، ولا يتنافس على لقبه سوى القادسية والكويت.

السومة دخل الملاعب السعودية ليثبت أنه الرقم الصعب، مسجلًا في أول مباراة له ثلاثة أهداف “هاتريك”.

“أبو خطاب” كما يلقبه الجمهور، لعب مع الأهلي ثمانية مواسم، وسجل مع الراقي 191 هدفًا خلال 240 مباراة، وتُوّج بلقب هداف الدوري أعوام 2015 و2016 و2017.

وأسهم في عودة الأهلي لمنصات التتويج، ولعب دورًا مهمًا في تحقيق لقب الدوري بعد غياب 32 عامًا،

وحقق مع الفريق ألقاب كأس الملك وكأس السوبر السعودي وكأس ولي العهد.

وبعد الأزمة المالية التي عانى منها الأهلي موسم 2022، وهبوطه لدوري “يلو”، قرر السومة تغيير وجهته، وأتم تعاقده مع العربي القطري على سبيل الإعارة.

محطتا قطر والمغرب

السومة تألق مع العربي وسجل 45 هدفًا في 55 مباراة، وكانت له كلمته في بطولة كأس الأمير بتسجيله ستة أهداف وصناعته هدفًا في أربع مباريات، بالإضافة إلى تتويجه باللقب.

وكان موسم “العكيد” مثاليًا في الدوري، حيث سجل 19 هدفًا وصنع أربعة في 20 مباراة، لكنه لم ينل جائزة هداف الدوري، بسبب تفوق مهاجم الدحيل، مايكل أولونجا، بفارق ثلاثة أهداف.

وبعد نهاية محطته في قطر، وقع السومة مع العروبة السعودي، بطلب من المدرب العراقي عدنان حمد، وفي نصف موسم فقط، أثبت عمر أن العمر مجرد رقم، بعد مساهمته بـ13 هدفًا في 16 مباراة.

وبعد تألقه في الملاعب الآسيوية، وصل السومة للعالمية، حيث شارك مع الوداد المغربي في بطولة كأس العالم للأندية، وشارك في مباراتي يوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي، وبعد خروج الوداد من البطولة انتهى عقده مع الفريق المغربي.

وانتقل بعدها إلى الحزم السعودي، ليصبح ثالث نادٍ يلعب معه السومة في السعودية، بعد الأهلي والعروبة.

كما أن السومة هو الهداف التاريخي للدوري السعودي برصيد 154 هدفًا، وتبلغ قيمته السوقية 600 ألف يورو، وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت“.

مع المنتخب.. نجاح وجدال

سجل عمر السومة أول مشاركة له مع منتخب سوريا تحت 20 عامًا في 2008 أمام المنتخب العراقي، في بطولة آسيا لكرة القدم التي أقيمت في السعودية.

وكان ضمن تشكيلة المنتخب السوري الفائز ببطولة اتحاد غرب آسيا عام 2012، ومن ثم ابتعد عن المنتخب.

وبعد غياب خمسة أعوام، عاد السومة للمنتخب وساعد سوريا في الوصول إلى ملحق كأس العالم 2018، وكان قائدًا لمنتخب سوريا في كأس آسيا 2019.

وقبل بداية كأس آسيا 2023، قرر المدرب الأرجنتيني السابق هيكتور كوبر، استبعاد عمر السومة من القائمة، ليقرر الأخير اعتزاله دوليًا.

وبعد مدة قصيرة، تراجع السومة عن قراره وعاد إلى صفوف المنتخب الوطني، وسجل مع المنتخب 18 هدفًا في 32 مباراة.

رغم مرور أكثر من عقد على بدايته الاحترافية، يبقى عمر السومة حاضرًا في ذاكرة الجماهير كأحد أبرز المهاجمين الذين أنجبتهم الكرة السورية والعربية.

وبين من يراه رمزًا للالتزام والنجاح، ومن ينتقد مواقفه مع المنتخب، يبقى “العكيد” قصة لاعب صاغ مجده بقدميه، وترك بصمته في كل محطة ارتدى فيها القميص رقم “9”.