
مدخل الوحدة الـ13 في السكن الجامعي بمدينة حلب- 31 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي)

مدخل الوحدة الـ13 في السكن الجامعي بمدينة حلب- 31 تشرين الأول 2025 (عنب بلدي)
حلب – محمد ديب بظت
مع بداية العام الدراسي، عاد ملف السكن الجامعي في حلب إلى الواجهة مجددًا، وسط استمرار شكاوى الطلاب من تفاوت مستوى الخدمات بين الوحدات السكنية، وغياب العدالة في توزيع الغرف، إضافة إلى مشكلات النظافة والمياه الساخنة والتدفئة التي تتفاقم مع اقتراب فصل الشتاء.
رغم تأكيد إدارة الجامعة تنفيذ أعمال ترميم في عدد من الوحدات السكنية خلال الفترة الماضية، فإن طلابًا يصفون تلك الجهود بأنها جزئية وغير شاملة، مشيرين إلى أن بعض المباني حظيت بصيانة متكاملة، في حين بقيت أخرى على حالها، تعاني من تسرب المياه وضعف الكهرباء ورداءة المرافق الصحية.
في الوحدة “19” المخصصة للذكور، رصدت عنب بلدي شكاوى الطلاب بسبب ضعف خدمات الصيانة والنظافة اليومية.
محمد فرح، طالب في السنة الرابعة بقسم هندسة الميكانيك، يقيم في الوحدة نفسها، قال لعنب بلدي، إن أعطال الحمامات والمغاسل تتكرر بشكل شبه أسبوعي، في ظل غياب متابعة فنية منتظمة، ما يضطر الطلاب إلى إصلاح الأعطال على نفقتهم الخاصة أو انتظار فترات طويلة لصيانتها.
المشكلات اليومية لا تقتصر على ضعف التجهيزات، بل تشمل غياب المتابعة المنتظمة من إدارة السكن، وفق ما قاله زين حيدر، طالب بقسم التحكم الآلي والأتمتة ويقيم في الوحدة “17”.
كما برزت الشكاوى المتعلقة بضعف الإضاءة في الممرات والمطابخ المشتركة، الأمر الذي يخلق شعورًا بعدم الأمان.
وأضاف زين أن خدمات النظافة ليست ثابتة، ما يؤدي إلى تراكم القمامة داخل الحمامات والمطابخ، وانتشار الحشرات والروائح المزعجة.
واعتبر الطالب أن هذه التفاصيل الصغيرة، وإن بدت بسيطة، تؤثر مباشرة في الحياة اليومية للطلاب وفي قدرتهم على الدراسة ضمن بيئة مريحة، مشيرًا إلى أن “مشكلات الخدمات لا تُحل بالترميم الجزئي، بل تحتاج إلى متابعة دائمة وإدارة حاضرة بشكل فعلي داخل الوحدات السكنية”.
أبرز المشكلات تظهر مع بداية الشتاء، قال أحمد الحسين، الطالب في كلية الآداب بقسم الجغرافيا، إذ تصبح مسألة تأمين المياه الساخنة والتدفئة مصدر معاناة يومية، مؤكدًا أن بعض الوحدات لا تتوفر فيها سخانات مركزية.
وتشير شكاوى طلابية متكررة إلى أن إدارة السكن لا تتابع بشكل منتظم أعطال الكهرباء والتدفئة، وأن بعض المباني تعتمد على حلول فردية يقدمها الطلاب أنفسهم، سواء بتركيب سخانات صغيرة أو الاعتماد على الغاز المنزلي بشكل مؤقت.
ومع اقتراب الشتاء، تبقى تساؤلات الطلاب قائمة حول مدى قدرة إدارة السكن الجامعي على ضمان توفير الخدمات الأساسية بشكل متوازن بين جميع الوحدات، وتجاوز حالة “التفاوت” التي تحولت إلى شكوى متكررة كل عام مع بداية العام الدراسي.
رئيس جامعة “حلب”، محمد أسامة رعدون، قال إن نظام التسجيل في المدينة الجامعية أصبح يتم حصريًا عبر تطبيق إلكتروني جديد يحمل اسم “مدينتي”.
وأضاف رعدون، في حديث إلى عنب بلدي، أن هذا النظام نقل عملية التسجيل من الأسلوب الورقي التقليدي إلى النمط الرقمي، وأنهى ما كان يعاني منه الطلاب سابقًا من مشكلات مرتبطة بالروتين والإهمال والتقصير والفساد، بحسب تعبيره.
وشملت أهم المشاريع المنفذة لهذا العام صيانة الوحدتين “16” و”20″، وصيانة جزئية للوحدة “19”، فيما سيشهد العام المقبل أعمال صيانة لوحدات أخرى ضمن خطة تأهيل جميع الوحدات السكنية.
وفيما يخص أعمال صيانة شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، فهي مدرجة ضمن عقود الصيانة العامة، وتشمل استبدال شبكات جديدة بالقديمة والمهترئة، وفق رئيس جامعة “حلب”.
وأشار إلى أن المياه متوفرة بشكل دائم، وأن الكهرباء تصل لمدة 21 ساعة يوميًا مع تقنين ثلاث ساعات فقط خلال فترة دوام الطلاب في الكليات، مؤكدًا وجود خطة طوارئ لضمان استمرار الخدمات دون انقطاع.
تنظيف الوحدات السكنية والشوارع والحدائق يتم يوميًا عبر عقود مخصصة لهذه الغاية، قال رئيس جامعة “حلب”، مشيرًا إلى اعتماد عدة وسائل للتواصل مع الطلاب لتلقي الشكاوى، من بينها رقم جوال مخصص مفتوح على مدار 24 ساعة، وصناديق شكاوى في الوحدات السكنية، إضافة إلى استقبال الطلاب مباشرة ضمن سياسة “الباب المفتوح” للاستماع إلى مقترحاتهم ومشكلاتهم.
أما خدمة المياه الساخنة فهي غير متوفرة منذ نحو 15 عامًا بسبب “تقصير الإدارات الجامعية السابقة”، وتذرعها بعدم توفر مادة المازوت، بحسب رعدون، مستدركًا أنه يتم حاليًا العمل على حل المشكلة بالتعاون مع محافظة حلب والشركات المعنية.
وأضاف أن نظام التدفئة المركزية في المدينة الجامعية، والذي يعتمد على المازوت، متوقف منذ 15 عامًا أيضًا، وأن العمل جارٍ لتأمين المادة اللازمة بالتوازي مع دراسة إمكانية استبدال الطاقة الكهربائية بالنظام الحالي لتأمين التدفئة والمياه الساخنة.
وفيما يخص الشكاوى، أوضح رعدون أن الإدارة ستعتمد على التواصل المباشر مع الطلاب عبر رقم الهاتف المخصص على مدار الساعة وصناديق الشكاوى، إلى جانب تشكيل لجان طلابية في الوحدات للتعاون مع المشرفين في متابعة القضايا اليومية.
بلغ عدد الطلاب المسجلين في السكن الجامعي عبر التطبيق الإلكتروني هذا العام بلغ 13,594 طالبًا وطالبة، في حين يبلغ عدد الوحدات السكنية الموضوعة في الخدمة حاليًا 14 وحدة.
وقال رعدون، إن الوحدة “20” المخصصة لطلاب الدراسات العليا قيد الصيانة وستفتح قريبًا، بينما تم تخصيص الوحدة الخامسة لسكن الممرضات، والوحدة الأولى للإدارة وأعضاء الهيئة التدريسية والوفود، في حين خُصصت الوحدات “15” و”16″ و”19″ للطلاب المستجدين.
وكانت المدينة الجامعية تحولت صيف عام 2012 إلى مأوى للنازحين من مختلف المناطق التي تعرضت للدمار، واستهدفها الطيران الحربي التابع لروسيا والنظام السابق، ما أسفر عن تدمير جزئي في العديد من المباني السكنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى