
الأضرار التي لحقت بجسر الرستن إثر استهدافه بالطيران الحربي الروسي والسوري - 5 نيسان 2025 (سانا)

الأضرار التي لحقت بجسر الرستن إثر استهدافه بالطيران الحربي الروسي والسوري - 5 نيسان 2025 (سانا)
حمص – محمد كاخي
قصفت طائرات النظام السوري السابق وحليفته روسيا، في 5 من كانون الأول 2024، جسر الرستن بريف حمص الشمالي، بما لا يقل عن تسع غارات، لقطع الطريق إلى حمص على قوات المعارضة السورية بعد وصولها إلى حماة وتحريرها بالكامل، ما أدى إلى أضرار في بنية الجسر.
وبعد سقوط النظام السوري في 8 من كانون الأول 2024، وضعت هيئة التخطيط والتعاون الدولي دراسة متكاملة لعملية تأهيل الجسر، تصل تكلفتها إلى أكثر من مليوني دولار، وقدمتها إلى وفد الأمم المتحدة.
وفي 15 من نيسان الماضي، وقعت منظمة الدفاع المدني اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF) لتنفيذ مشروع صيانة وإعادة تأهيل الجسر، وبتنسيق رسمي مع وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية.
ويعتبر جسر الرستن شريانًا حيويًا في سوريا يربط بين شمالي وجنوبي سوريا عبر الطريق الدولي “M5″، الذي يصل بين دمشق وحلب ويمتد إلى اللاذقية، ويبلغ طوله 600 متر.
مدير “برنامج تعزيز المرونة المجتمعية” في الدفاع المدني، علي محمد، قال، في 29 من تموز الماضي، إن أعمال التأهيل ستنتهي بداية عام 2026، لافتًا إلى أن خطة العمل تشمل أيضًا تأهيل الطرق البديلة المؤقتة، لتسهيل حركة المرور في أثناء الأعمال، وإزالة الأجزاء المتضررة.
المكتب الصحفي في مديرية الدفاع المدني بحمص، أكد لعنب بلدي أن أعمال ترميم وإعادة تأهيل الجسر وصلت إلى مراحل متقدمة جدًا، إذ تم الانتهاء من تدعيم الركائز البيتونية الثماني الأساسية، وإزالة سبعة جوائز متضررة كانت تعوق السلامة الإنشائية، إضافة إلى صب جائزين جديدين، كما تم تجهيز القوالب المعدنية لصب الجوائز، وفتح الطرق الخدمية للوصول إلى جميع الركائز.
الجائز هو القطع أو العوارض الخرسانية أو المعدنية التي تشكّل الهيكل الحامل للجسر، أي الجزء الذي ينقل وزن الطريق والمركبات إلى الأعمدة والركائز.
ويجري حاليًا التحضير لاستكمال أعمال صيانة المساند المعدنية، وتركيب منظومة الأمان المعدنية، وكل الأعمال تسير وفق الجدول الزمني المعدّل والمعتمد بعد التحديثات الفنية التي أُجريت على الدراسة الأصلية، والهدف هو استكمال جميع الأعمال الإنشائية قبل نهاية العام الحالي، مع احتمال تمديد محدود للأعمال التكميلية الخاصة بالجسر، بحسب الدفاع المدني.
تم طرح مجموعة من الآليات لترميم الجسر، ولكن ضعف الإمكانيات وضيق الوقت حال دون تطبيقها، وارتأت الجهة المنفذة أن تقوم باستبدال وإعادة صب الجوائز المتضررة، لكي تعيد الجسر كما كان في السابق بنفس الجوائز، دون تعديلات على طبيعتها وآلية تدعيمها، بحسب ما ذكره عضو لجنة الهندسة الإنشائية في نقابة المهندسين بحمص، المهندس عبد الإله زعرور، الذي اطلع على مجريات عملية الترميم وشارك في اقتراحات آليات الترميم.
وقال زعرور لعنب بلدي، إن عمليات التأهيل التي اطلعوا عليها آمنة تمامًا، وإذا انتهت كما هو مخطط لها سيعود الجسر إلى وضعه السابق تمامًا، كأن شيئًا لم يكن بالنسبة للجوائز المتضررة.
المكتب الصحفي للدفاع المدني، ذكر في رده على أسئلة عنب بلدي، أن العمل يتم بقيادة الفرق الهندسية بالدفاع المدني وبالتعاون مع الجهة الداعمة “UNDP” التي تقدم الدعم الفني واللوجستي، بالإضافة إلى مكتب استشاري مواكب للأعمال يقدم الاستشارات الهندسية التنفيذية، ولم تتم الاستعانة بخبراء أجانب بشكل مباشر، بسبب تمتع الكوادر الهندسية المحلية بخبرة واسعة في صيانة الجسور والمنشآت البيتونية.
تجري أعمال تأهيل الجسر بالتنسيق بين الدفاع المدني السوري ووزارة الأشغال العامة والإسكان السورية، والجهة المشرفة على المشروع هي الشركة العامة للطرق والمشاريع المائية التي تملك خبرة وآليات ومعدات متخصصة في هذا المجال.
ويجري الدفاع المدني رقابة ميدانية يومية على أعمال التنفيذ، وتطبيق إجراءات السلامة العامة في موقع العمل، وتتم الرقابة من خلال إشراف مباشر من الفريق الهندسي للدفاع المدني، مع مكتب استشاري مواكب مختص بتصميم وتنفيذ الجسور، لضمان التزام المقاول بالمعايير الهندسية ومعايير السلامة المهنية، بحسب حديث المكتب الصحفي في مديرية الدفاع المدني بحمص إلى عنب بلدي.
واجهت عمليات تأهيل وإصلاح الجسر مجموعة من الصعوبات، أبرزها عملية تكسير الجوائز.
وبحسب المهندس عبد الإله زعرور، شكّلت عملية تفكيك الجوائز وإنزالها إلى الأرض أخطر مراحل العمل، نظرًا إلى كونها متصدعة وغير مستقرة، وأي حركة غير محسوبة قد تتسبب بانهيارها من ارتفاع يقارب 90 مترًا، ما قد يؤدي إلى تضرر الركائز البيتونية أو حتى انهيار الجسر بالكامل.
ولضمان تنفيذ عملية الإزالة بأمان، جرى اعتماد أسلوب يقوم على تفكيك الجوائز تدريجيًا عبر قصّها إلى أجزاء صغيرة وإنزالها قطعة تلو الأخرى، وهي طريقة أثبتت نجاحها بعد عدة تجارب ميدانية، بحسب زعرور.
المكتب الصحفي في الدفاع المدني بحمص، قال لعنب بلدي، إن التحديات الرئيسة لعملية التأهيل كانت تتعلق بالظروف الجوية، وخصوصًا موجات الحر والرياح الشديدة، فالجسر يقع في منطقة “فتحة حمص” ذات الرياح الشديدة التي تؤثر على أعمال الصب وإزالة وتركيب الجوائز، إضافة إلى الاعتماد على رافعة رئيسة قديمة تُعد الوحيدة من نوعها في سوريا، ما يستدعي صيانة دورية دقيقة لتجنب الأعطال، كما تتطلب الارتفاعات العالية دقة والتزامًا عاليًا بمعايير الأمان السلامة المهنية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى