قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، إنه من المقرر أن يزور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، واشنطن في 10 من تشرين الثاني، متوقعًا أن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض.
ستكون هذه أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، وخطوة رئيسية أخرى في إعادة بناء العلاقات الأمريكية السورية، حسبما شرح براك عن أهمية الزيارة، لموقع “أكسيوس“، السبت 1 تشرين الأول.
ومن المنتظر أن يوقع الرئيس الشرع على اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، خلال زيارته.
ويشن “التحالف” ضربات ضد أهداف يقول إنهم تابعون لتنظيم “الدولة” أو فصائل مصنفة إرهابيًا، بالتعاون مع أجهزة الأمن السوري، دون إعلان سوري رسمي إلى الآن.
وتوقع براك عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا، بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد زيارة السرع لواشنطن.
هدف الولايات المتحدة هو التوصل إلى اتفاق أمني على الحدود بين البلدين بحلول نهاية 2025، وفق المبعوث الأمريكي.
تقرير يناقش سيناريوهات التعاون بين دمشق والتحالف الدولي
الخارجية الأمريكية تدعم إلغاء العقوبات
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تدعم إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون الأمريكيون.
الولايات المتحدة على تواصل منتظم مع شركائها في المنطقة، وترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا بما يدعم إتاحة الفرصة لجميع السوريين في بناء دولة يسودها السلام والازدهار، حسبما نقلت وكالة “رويترز“، في 31 من تشرين الأول الماضي.
مطالب بإلغاء “قيصر”
وطالبت مجموعة من المنظمات السورية- الأمريكية الكونجرس الأمريكي بالموافقة على إلغاء “قانون قيصر” بشكل كامل ودائم وغير مشروط، والذي أقره مجلس الشيوخ مؤخرًا تحت رعاية السيناتورة جين شاهين والسيناتور راند بول.
وحثّت المنظمات بأن يتضمن تقرير لجنة المؤتمر الخاصة بقانون تفويض وزارة الدفاع للسنة المالية 2026 النهائي الإلغاء الكامل والدائم وغير المشروط لقانون قيصر، وحثت مجلس النواب على إقراره في النسخة النهائية من التشريع.
وقالت المنظمات في مذكرة نشرها عضو المجلس السوري- الأمريكي، محمد غانم، في 31 من تشرين الأول الماضي، إن قانون قيصر تم وضعه سابقًا للضغط على “نظام متوحش” لم يعد موجودًا، وإن استمرار العقوبات يؤذي الشعب السوري ويضر بالمصالح الاستراتيجية والسياسية والتجارية للولايات المتحدة.
وأضافت المذكرة أن إلغاء القانون، كما جاء في مشروع موازنة وزارة الدفاع، يمثل تصحيحًا طال انتظاره، وحثت مجلس النواب على تضمين هذا البند في النسخة النهائية من التشريع.
وقالت المذكرة إن كبار المسؤولين الأمريكيين يشاركون المنظمات هذا الرأي، مشيرة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، دعا مؤخرًا الكونجرس إلى إلغاء القانون، لمواكبة الواقع على الأرض وتجاوز صفحة الماضي.
كما نوه براك إلى أن 26 من كبار رجال الدين المسيحيين في سوريا ناشدوا الكونجرس لإنهاء العقوبات، محذرين من أن استمرارها أصبح أحد الأسباب الرئيسية لانكماش الوجود المسيحي في البلاد.
الشرع طالب أيضًا
خلال زيارته، إلى نيويورك، ركز الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على المطالبة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، مرارًا سواء في إطلالاته الإعلامية، أو خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 التي بدأت أعمالها في 22 من أيلول.
الشرع قال، في كلمته في 24 من أيلول الماضي، إن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية، بنشاط دبلوماسي “مكثف”، حيث توج ذلك النشاط برفع معظم العقوبات تدريجيًا عن سوريا.
وطالب الرئيس السوري برفع العقوبات بشكل كامل حتى “لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد”.
ماذا عن إسرائيل؟
قال الرئيس الشرع، إن الجولان أرض سورية، وسوريا تحاول أن تعيدها من خلال المفاوضات واتفاقيات السلام، أو أي شيء يضمن حق سوريا في هذه الأرض التي لا يزال المجتمع الدولي يعترف بها كأرض سورية.
ونشرت شبكة “CBS” الأمريكية في 15 من تشرين الأول الماضي، المقابلة الكاملة التي أجرتها مع الرئيس السوري، ضمن برنامج “60 دقيقة”، بعد أن صُورت في 21 من أيلول الماضي، وتناول خلالها الشرع العلاقات السورية الإسرائيلية، ومسار المفاوضات الجارية، وموقف دمشق من الاعتداءات المتكررة على أراضيها.
وأضاف الشرع أن إسرائيل يجب أن تعود عن أي نقطة تقدمت إليها بعد 8 من كانون الأول 2024، معتبرًا أن ذلك هو “الوضع الطبيعي”، وأن سوريا “لم تقم بأي استفزازات تجاه إسرائيل منذ وصول الحكومة الحالية إلى دمشق”، بل أعلنت بوضوح أنها “لن تكون منصة لتهديد أي دولة مجاورة، بما في ذلك إسرائيل”.
لكن رغم ذلك، نفذت إسرائيل أكثر من ألف غارة على الأراضي السورية منذ سقوط النظام السابق، واستهدفت “مواقع عسكرية وأمنية ومدنيين”، إلى جانب “أكثر من 400 عملية توغل واعتقال داخل سوريا”، واصفًا هذه الاعتداءات بأنها “تسببت باضطراب كبير في البلاد”.
وأشار الشرع إلى أن إسرائيل قصفت القصر الجمهوري مرتين، معتبرًا أن “قصف القصر ليس رسالة سياسية، بل إعلان حرب”، متسائلًا: “ماذا لو قُصفت الحديقة الخلفية للبيت الأبيض؟ ألن تدخل أمريكا في حرب لـ20 سنة؟”.
ويرى الشرع أن إسرائيل تحاول جرّ سوريا إلى حالة من الصراع عبر “استفزازات متكررة تعتمد على القوة العسكرية”، معتبرًا أن هذه السياسة “خاطئة وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي”، وأن استمرارها قد يدفع حلفاء الولايات المتحدة إلى “البحث عن خيارات بديلة بسبب المخاطر التي تخلقها التصرفات الإسرائيلية في المنطقة”.
ما قانون “قيصر”
قانون “قيصر” هو مشروع قانون أقره مجلس النواب الأمريكي، في 15 من تشرين الثاني 2016، ووقّع عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 21 من كانون الأول 2019 (خلال ولايته الأولى).
وينص القانون على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري السابق، ويلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة للأسد المخلوع.
ويشمل القانون كل من يقدم الدعم العسكري والمالي والتقني للنظام السابق، من الشركات والأشخاص والدول، حتى روسيا وإيران، ويستهدف كل من يقدم المعونات الخاصة بإعادة الإعمار في سوريا.
وتعود تسميته باسم قانون “قيصر” إلى الضابط السوري المنشق عن النظام، فريد المذهان، والذي سرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل عام 2014، قُتلوا تحت التعذيب، أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحتها، وأثارت الرأي العام العالمي حينها، وعُرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي.
